" مُباركٌ عليكمُ إطلالةُ الولادة ِالمقُدّسَةِ
لمولاتِنا فاطمَة الزَهرَاء(عليها السلام) "
: كيفيّةُ استثمارِ وتوظيفِ هذه المناسبة في صناعةِ
المرأةِ الصالحةِ ، بل الرجل الصالح:
:1:لقد توفّرت عناصر ومقوّمات القًداسة والقوّة في
شخصيّة السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بحيث جعلها اللهُ سبحانه نموذجاً أسمى
للنساء والرجال ولعموم المجتمع – ومن
الضروري التعرّف على صفاتها القيّمة من أجل
التغلّب على المشاكل النفسيّة والتحدّيات والأزمات التي تواجه المرأة في الوقت
الحاضر.
:2:امتازت( عليها السلام) بشخصيّة واعية وصابرة وصامدة
، وواجهت أزمات الحياة بنجاح في مختلف مجالاتها – في البيت وفي خارجه .
:3: وهنا لتفكّر كلّ امرأة أو رجل في ما واجهته
السيّدة الزهراء من محن ومصائب وصبرت عليها وتجاوزتها ، ولم تواجه أيّ امرأة في
الكون مثلً ما واجهت(عليها السلام) – للاعتبار بذلك .
:4: عاشت وطوت سيرة حياتها الشريفة برضا الله تعالى
وطاعته وعبادته والإخلاص إليه – ومِن لطف الله سبحانه ورحمته وعنايته أن جعل عدداً
من النساء الصالحات على مرّ التاريخ أسوةً حسنةً للمرأة – حتى تكون مثالاً أسمى في
المنهج والسلوك.
:5: وهناك عدد من النساء الصالحات كآسيا بنت مزاحم
ومريم ابنة عمران والسيّدة خديجة الكبرى وغيرها – لتنظر المرأة في سيرهن وصبرهن
وعفتهن ومواجهتهن لمصاعب الحياة وقدرتهن على التغلّب عليها .
:6: لتنظر المرأة في وقتنا الحاضر كيف كانت علاقة
الزهراء مع الله سبحانه وقوة ارتباطها به – ولا يقول قائل كيف نكون مثلها وهي
معصومة وابنة نبي ؟ نعم صحيح ذلك ، ولكن هي إنسانة مثلنا فيمكن لنا أن نقتدي بها
في بعض درجاتها وصفاتها .
:7: كانت ( عليها السلام) النموذج الأعلى في علاقتها
الزوجية مع الإمام علي(عليه السلام) ، ودافعت عن حقوق الإسلام والإمامة والمسلمين.
:8: بلغت الكمال في مختلف وظائف الحياة ، ولم تهمل
وظيفة على حساب أخرى، ووازنت بينها جميعاً – ومشكلتنا اليوم هو عدم الاهتمام
بالتوازن في أداء المهام والوظائف الأسرية والاجتماعية وغيرها – ففي البيت لم تهمل
دورها ولم تستنكف من العمل فيه بكنسه أو إعداد الطعام أو غير ذلك .
:9: مثّلت سيرة الزهراء( عليها السلام) مدرسةً
متكاملةً في نظام الأسرة والزوجية وحقوق الزوج وتربية الأبناء، وأعطت لكلّ وظيفة
استحقاقها من الاهتمام والمراعاة في الأداء.
(وروي أنَّ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) قال لرجل من بني
سعد : ألا أحدثُكَ عنّي وعن فاطمة الزهراء - أنّها كانت عندي فاستقَت بالقِربَة حتى
أثّر في صدرها ، طحنت بالرحى حتى مَجَلَت يداها ، وكسَحَت البيتَ حتى أغبّرت ثيابها
، وأوقدت تحت القِدر حتى دَكنَت ثيابها فأصابها من ذلك ضرٌّ شديد)
:من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج 1 ، ص 321 :
______________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى التي ألقاهَا سماحة
الشيخ عبد المَهدي الكربلائي، دام عزّه ،الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا
الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس اليوم, التاسع عشر من جمادى الآخرة 1441
هجري - الرابع عشر من شباط 2020م .
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق