:
مَعاييرٌ قيِّمَةٌ في ضرورة التثبُّتِ والتبيُّنِ في قضيّة الفَهم والتعاطي مع
وسائل المعرفة الحديثة ، للتمييز بين الحقّ والباطل ومعرفة الحقّ وأهله وإتّباعه
وإن قلّ أصحابه :
:1: إنَّ
أميرَ المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) قد مرّ في حياته الشريفة وكما هو معلوم
في سيرته العطرة بمجموعة من الفتن ، وله فيها توجيهات ومقولات رائعة وخالدة ،
وهي
طريّة في كلّ زمان ومكان ، ومنها ما قاله للحارث حينما رادده : (فَإِنَّكَ اِمْرُؤٌ
مَلْبُوسٌ عَلَيْكَ، إِنَّ دِينَ اَللَّهِ لاَ يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ، بَلْ بِآيَةِ
اَلْحَقِّ، فَاعْرِفِ اَلْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ – وأنَّ الحقّ والباطلَ لا
يُعرفان بالنّاسِ – ولكن اعرف الحقَّ تعرف أهلَه – واعرف الباطلَ تعرف مَن أتاه )
.
:2: في خضمّ الفتن يحصل الاشتباه واللبس في الأمور عند
بعض النّاس ، لقصورٍ أو تقصير منهم – والإمام (عليه السلام) هنا أرادَ أن يُبيّن
معايير الإتّباع ووسائل معرفة الحقّ وأهله
– وأنْ ليس من الصحيح الإتّباع بغير علم ومعرفة مطابقة للواقع.
:3: تكمن في وسائل المعرفة الاستدلالات على المعارف
المختلفة – وأمير المؤمنين ( عليه السلام) في مقولته هذه يريد التنبيه على ضرورة
تنقيّة الفَهم وما يترتّب عليه من المواقف المُعيّنة أو الاعتقاد بأمر ما .
:4: هذه المقولة القيّمة تُقدّم لنا كيفيّة التعامل مع
المعرفة وتلقيها حتّى عندما تمرّ علينا الظروف لا نزلّ أو نشتبه – وهناك طريقان –
طريق خاطئ – وطريق صحيح – والطريق الخاطئ هو إتّباع الشخص المُدّعي للحقّ من دون
معرفة الحقّ ومطابقته للواقع – فيحدث بسبب ذلك الفَهم الخاطئ والتزلزل والريبة
والشبهة في الحقّ وأهله.
:5: بينما الطريق الصحيح يكون في معرفة الحقّ نفسه
وصدق مطابقته للواقع ومعرفة أهله به – كما في دعوة الأنبياء (عليهم السلام)
للنبوّة عن الله تعالى وإثبات ذلك بالمعجزات وتصديق الله سبحانه لهم فيها – لأنَّ الحقّ
له واقع يتطابق معه كليّاً وله أهلٌ يُمثّلونه صدقاً وانطباقا – بخلاف مَن يدّعيه لمكاسب
سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة – يريد أن يصل إليها بطريقته الخاصة .
:6: إنَّ هذه المقولة القيّمة تجعلنا نحمي أنفسَنا من
المُدّعين للحقّ وتمكّننا من معرفة أهله الحقيقيين – وقد مرّ مثل ذلك في التاريخ
البشري من قبل .
:7: إنَّ وسائل معرفة الحقّ تحتاج لتثبّت وتبيّن
للتمييز بين الحقّ والباطل ، ولتجنّب الاختلاف في المواقف في الحياة الاجتماعيّة
العامّة – وأنَّ عدم الثبات ينشأ من عدم معرفة الحقّ وأهله.
:8: لابُدّ للإنسان من التمييز بين الحقّ والباطل ،
وإتّباع الحقّ وإن قلّ أتباعه – فالمعيار في يكمن معرفة الحقّ وأهله منهجاً
وسلوكا.
:9: هذه المقولة الشريفة تمنحنا الحصانة في معرفة
الحقّ وإتّباع أهله وتجنّب الباطلَ ومَن أتاه.
: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا
الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، السادس والعشرون من جمادى الآخرة 1441 هجري – الواحد والعشرون من شباط 2020م عَلَى لِسَانِ الوكيلِ
الشرعي، سماحة السيّد أحمَد الصافي، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ
الحُسَيني المُقَدّسِ .
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجفُ الأشرف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق