( إليكمُ التفاصيل المُهمّة جِدّاً مِن
توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا بخصوص مُراعاةِ منظومةِ الأخلاقِ والقيَمِ في
المُجتمع العراقي وضرورتها وأهمّيتها )
:1: إنَّ القيمَ والأخلاقَ ضرورةٌ حياتيّةٌ في المجتمعات
الإنسان
يّة وفي مختلف مجالات الحياة العامة مع غضّ النظر عن أنَّها تنتمي لدينٍ أو
لا تنتمي.
:2: تٌعتبَرُ القيم والأخلاق الإنسانيّة ركيزة أساسيّة
لسلامة العلاقات الاجتماعية وتدفع المجتمع إلى التعاون والتكافل ، وتمنع من الاستغلال
في التعاملات الاقتصاديّة وتوجد الاستقرار النفسي للفرد والمجتمع معاً.
:3: إنًّ مراعاة القيم والأخلاق يساعد على ازدهار
المجتمع عامةً ، وأمّا إهمالها فيسهم في التدهور ويفقد المجتمع قوّته وعزّته
وكرامته وتطوّره.
:4: لنلاحظ ونرى السرّ في تقدّم بعض المجتمعات
الإنسانيّة ووصولها إلى مرتبة ملحوظة في التطوّر والازدهار – مع أنّها لا تدين بدين
سماوي – وما ذلك إلّا لالتزامها بمنظومة الأخلاق والقيم كثقافة عامّة انتشرت لدى
الفرد والمجتمع والدولة وتحوّلت إلى ممارسات يوميّة .
:5: تُركّز المجتمعات الإنسانيّة التي تطوّرت على
مبادئ أساسيّة وقيميّة وأخلاقيّة مكّنتها من ذلك ، منها نشر العدالة الاجتماعيّة –
واحترام حقوق الآخرين – واحترام النظام والصدق والأمانة وحفظ العهود وتقديس العمل.
:6: وفي المجتمع العراقي: نحن لا ننكر ولا نشكّ في
أنَّ هناك قيماً أخلاقيّةً حميدةً وظاهرةً من الكرم والحميّّة والغيرة على الدين
والوطن – ولكن مّما يؤسف له في الفترة الأخيرة فقد ظهرت بعض النواقص الأخلاقيّة
الذميمة والممارسات غير الصحيحة والتي تحتاج منّا إلى أن نسعى في تقليلها ومعالجتها
مهما أمكن.
:( نُشيرُ إلى بعض النواقص الأخلاقيّة ) :
:1: مشاعر الأنانيّة – وهي أنَّ الإنسان بدأ يهتمُّ
ويعمل على تحقيق مصالحه الشخصيّة الفرديّة والضيّقة ، ولا يعتني بمصالح الآخرين –
وكما نشاهد ذلك لدى من يتحمّل مواقع المسؤوليّة في السلطة والإمكانات – وكنّا نتأمّل
أن توظّف للمصالح العامة.
وحتى عندنا نحن كمواطنين تظهر هذه المشاعر بالأنانيّة
كصفةٍ فينا – وهنا تكمن المشكلة – بحيث يحدث الإضرار بالمصالح العامة من ذلك.
:2: عدم التورّع عن الكذب والنفاق واتّهام الآخرين من
غير دليل ، والتسقيط اجتماعيّاً وسياسيّاً.
:3: العصبيّة والقوميّة والمذهبيّة والعشائريّة – وهذه
تزرع الأحقاد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد وتمنع من التعاون في ما بينهم.
:4: الاعتداءات والتجاوزات على الآخرين وإن كانوا في
مواقع محترمة في خدمة الوطن والمواطن – فقد حصلت اعتداءات على أساتذة الجامعات
والمعلّمين والمدرّّسين وشرطة المرور ، وهم يقدمون خدمةً عامّةً.
:5: استخدام العنف في الأسلوب في حلّ المشاكل
والنزاعات الأسريّة وغيرها – وهي قد تُحلّ بالحوار والتفاهم – أو اللجوء إلى
الوسائل القانونيّة.
:6: ظاهرة الرشوة والاختلاس والتزوير وغسيل الأموال
والتجاوز على الأموال العامة.
:7: ظاهرة التفكّك السري والانحلال الأخلاقي وتعاطي
المخدّرات والاتّجار بها والانتحار – وميل البعض للتمظهر بمظاهر غريبة وبعيدة عن
روح الهويّة العراقيّة.
:( بعض العلاجات لهذه الظواهر الذميمة ) :
:1: ضرورة تركيز الوعي الفردي والاجتماعي بأهمّية
الأخلاق والقيم منظومةً وسلوكاً والعمل على تحويلها إلى ثقافةٍ عامّةٍ وممارساتٍ
تطبيقيّةٍ – لا أن ننظر إليها على أنّها هامشيّة وثانويّة.
:2: ينبغي إعطاء منظومة القيم والأخلاق استحقاقها في
التثقيف بها في المدارس الابتدائيّة والثانوية والجامعات – بقدر ما نعطي الدروس
الأكاديمية من الاهتمام – فالأستاذ الجامعي والمعلّم والمدرّس والكاتب والمثقّّف
وربّ الأسرة – جميعهم معنيون ومسؤولون عن ذلك.
:3:إنَّ الدولةَ إذا غابت أو ضعفت عن المراقبة وحفظ
النظام والردع عن الممارسات غير الصحيحة فلا يصحّ السكوت وإهمال المسؤوليّة التي
تقع على عاتق الأفراد والمؤسسات في المجتمع.
:4: إنَّ ممارسة التغيير الاجتماعي والأخلاقي السليم
سيوفّر لنا في المستقبل عناصر صالحة قادرة على أداء المسؤولية في مواقع الحكومة
والدولة وتصحح العملية السياسيّة والأخلاقيّة والاقتصاديّة بعد أن انحرفت عن
مسارها الصحيح – فالأديان السماوية والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة قد أعطت
مساحةً واسعةً لمنظومة القيم والأخلاق واعتنت بها اعتناءً كبيراً لأهمّيتها وضرورتها
في حياة الفرد والمجتمع معاً.
: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا
الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، التاسع عشر من جمادى الآخرة 1441 هجري – الرابع
عشر من شباط 2020م عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي
الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ
.
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجفُ الأشرف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق