: الإمامُ علي بن موسى الرضا :عليه
السلام:
هو مَن رَوى حديثَ سلسلة الذهب :
========================
: وقفةٌ مع التعالق الوجودي
بين توحيد الله تعالى وإمامة الأئمة المعصومين
:عليهم السلام:
===============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله
المعصومين.
إنَّ نصَّ
حديث سلسلة الذهب هو مرويٌ
عن الإمام الرضا :ع:
إذ قال :عليه السلام:
: قال الله تعالى :
لا إله
إلاّ الله حصني فمَن دخلَ حصني أمِنَ من عذابي :
ثم قال الإمام الرضا :ع:
: بشرطها وشروطها وأنا من شروطها :
سُميَ هذا الحديث بحديث سلسلة الذهب
لأنّ الإمام الرضا :عليه السلام:
رواه عن آبائه المعصومين عن جده رسول الله محمد
:صلى
الله عليه وآله وسلّم:
عن جبرئيل :عليه السلام: عن الله تعالى
.
وهذاالحديث قد رواه الثقةُ الصدوق
في كتابه : عيون أخبار الرضا : ج1 : ص 144 :
ومن هذا الحديث الشريف يَنكشف عمق
الترابط الوجودي الأصيل بين عقيدة التوحيد الإلهي وعقيدة الإمامة الحقة
حيثُ جعل الامام الرضا :ع:
نفسه : أي الإعتقاد به وبإمامته
شرطاً من شروط
مقولة وكلمة التوحيد
لا إله
إلاّ الله
لاتنفك عنها أبدا إيماناً وقولاً
وعملا.
هذا كمصداق في عهد ووقت الإمام الرضا:ع:
وأما في وقتنا هذا وقت الغيبة الكبرى
فيكون شرط التوحيد الحق لله تعالى هو
الإعتقاد اليقيني بإمامة الإمام المهدي:عليه السلام:
ووجوده حيّا بين ظهرانينا إلى أن يظهر ويسبط عدل الله تعالى في أرضه.
فشرط توحيد الله تعالى هو الإخلاص له
في عبادته وعدم الشرك به بتاتا.
وإيماننا بحقيقة وجود الإمام المهدي:ع:
كخاتم للأئمة المعصومين .
يأتي وفق عدل الله تعالى وحكمته السديدة في
إقامة الحجج الربانية على الناس أجمعين في كل زمان .
والقرآن الكريم بيّنَ هذه الحقيقة
الوجودية والدينية
بقوله تعالى:
(( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ
إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً
بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))آل عمران18
بمعنى:
شهد الله أنه المتفرد بالإلهية وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم وهم
الأنبياء والأئمة المعصومين
على أجلِّ مشهود عليه, وهو توحيده
تعالى وقيامه بالعدل ومقتضى عدله نصبه
للحجج أنبياء وأئمة
لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع
عليه شيء أراده الحكيم في أقواله وأفعاله.
والروايات
تُصرِّح علنا بأنَّ القائم بالقسط هو الإمام المعصوم بصورة عامة
وإمامنا المهدي أبرز مصاديق القائمين بالقسط اليوم وغدا.
فقد ورد في تفسير العياشي :محمد بن مسعود: ج1:ص166:
عن الإمام محمد الباقر:ع:
أنه قال حينما سُئِلَ عن معنى قوله تعالى:
((وأولوا العلم قائما بالقسط))
قال:ع:
هم الأنبياء والأوصياء وهم قيامٌ بالقسط والقسط
العدل في الظاهر .
وعن مرزبان القمي :قال: سألتُ أبا الحسن
يقصد الإمام الرضا:ع:
عن قوله تعالى
((وأولوا
العلم قائماً بالقسط))
قال:ع:
فهو الإمام :
فالروايات مُتكاثرة في هذا الباب بخصوص تفسير ذلك بالأئمة المعصومين
فسلامٌ على الإمام
علي بن موسى الرضا في العالمين
وعجَّلَ اللهُ
تعالى فرج إمامنا المهدي :عليه السلام:
وجعلنا من أنصاره
العاملين بين يديه بحق محمد وآله المعصومين
والسلامُ عليكم
ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي :
النجف الأشرف :
0 التعليقات:
إرسال تعليق