الإمامُ علي بن موسى الرضا :عليه السلام:
ونظرية ولاية العهد :
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله
المعصومين
وخصوصا ثورة أبي السرايا التي خرجتْ
بالكوفة بقيادة محمد بن إبراهيم بن
إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب:عليه السلام:
في سنة 199 للهجرة
.
يدعو فيها إلى الرضا من آل محمد
والعمل بالكتاب والسنة
وهو الذي يُقال له ابن طباطبا وكان
القيِّم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة جيوشه أبا السرايا واسمه السرى بن
منصور .
وسيطرت هذه الثورة العلوية على
الكوفة وواسط والبصرة والأهواز والحجاز واليمن.
: تاريخ الطبري:ج7:ص117.
فكانت هذه الثورة العلوية وغيرها من
الثورات رادعاً كبيرا لسلطة العباسيين
مما جعلتهم يُفكرون بخيارات أخرى كحل مؤقت لما
واجهوه من مقاومة علوية قوية لهم.
وإن تمكن العباسيون ببطشهم من القضاء
على هذه الثورات لكنهم بقوا وجليين من شخصية
الإمام علي بن موسى الرضا:عليه
السلام:
حيث كانوا يعتقدون بأنه مصدر الخطر الأول عليهم
وكثيرا ما أتهموه بالوقوف خلف حركة
الثورات العلوية ضدهم.
والدليل على ذلك هو إستدعاء المأمون
العباسي
للإمام علي الرضا:ع: إلى خراسان حيث كان مقره
فيها.
فقال الذهبي:
: استدعاه :أي إستدعى الإمام الرضا:
المأمونُ إليه إلى خراسان ، وبالغ في
إعظامه ، وصيره ولي عهده ، فقامت قيامة آل المنصور ، فلم تطل أيامه ، وتوفي:
: سير أعلام النبلاء: الذهبي:ج9:ص388.
وحينها أظهرَ المأمونُ العباسي
مشروعاً فكريا وسياسيا مدروسا مُسبقا لتطويق حركة العلويين ونشاط الإمام المعصوم
علي الرضا :ع:
ينصُّ على المبايعة للرضا :ع: بالخلافة وولاية العهد من
بعد المأمون
بإعتبار أنَّ الإمام علي بن موسى الرضا:ع:
هو من أهل بيت النبوة المحمدية
والإمامة العلوية في عصره.
ولم يكن مخرج ٌ للمأمون العباسي من
الأزمة التي حلّت به وحسب تصوره إلآّ مخاطبة الامام الرضا :ع:
بقبول ولاية العهد والمشاركة
والتي كانت تتعاطف مع الإمام الرضا :ع:
لكن الإمام الرضا:ع: كان يُدرِك الإيديولوجيّة
السياسية للعباسيين
فرفض ما عرضه المأمون عدة مرات
المأمون بالقتل المحتوم .
فقَبِلَ الإمام الرضا:ع: ولاية العهد
تحت شروط اشترطها على
المأمون
وأهمها :
وفي شأن ذلك قال الشيخ الصدوق:
: فاخذ البيعة في ملكه أي المأمون
العباسي
لعلي بن موسى الرضا :عليه السلام :
بعهد المسلمين من غير رضاه
وذلك بعد ان هدده بالقتل وألحَّ عليه
مره بعد أخرى
في كلها يأبى عليه أشرف من تأبيه على الهلاك
فقال الإمام الرضا :عليه السلام :
: اللّهُمَّ إنَّكَ نهيتني عن الإلقاء
بيدي إلى التهلكة
وقد أُكرهتُ واضطررتُ كما أشرفتُ من قبل عبد
الله المأمون على القتل متى لم اقبل ولاية عهده
وقد أكرهتُ واضطررتُ كما اضطر يوسف
ودانيال:
عليه السلام: !
قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية
زمانه
اللهم لا عهد إلاّ عهدك ولا ولاية لي
إلا من قبلك
فوفقني لإقامة دينك واحياء سنه نبيك
محمد :صلى الله عليه
وآله وسلّم:
فإنَّكَ أنتَ المولى والنصير ونعم المولى أنت
ونعم النصير :
ثم قبِلَ : عليه السلام : ولاية
العهد من المأمون
وهو باكٍ حزين على أن لا يولى أحدا
ولا يعزل أحدا ولا يغير رسما ولا سنة
وأن يكون في الأمر مُشيرا من بعيد
فاخذ المأمون له البيعة على الناس
الخاص منهم والعام
فكان متى ما ظهر للمأمون من الرضا :عليه السلام:
فضل وعلم وحسن تدبير حسده على ذلك وحقد عليه حتى
ضاق صدره
فغدر به وقتله بالسم ومضى إلى رضوان الله تعالى
وكرامته.
: عيون أخبار الرضا: الشيخ الصدوق:ج2:ص29.
وعندها صرّحَ الإمام الرضا :ع:
بعد اعلان نبأ قبوله لولاية العهد
في بعض كلامه اثناء قبوله الولاية الرمزية لأحد
الاشخاص المبايعين له
بقوله :
لأنَّ المأمون قد دسّ السم القاتل في بعض طعام
الامام فإغتاله
وهكذا رحل :عليه السلام:
وهو يردد
كلام الله تعالى
((قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ
لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ
وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ
وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) آل عمران154
وكانت شهادته في اخر صفر من سنة 203 للهجرة
ودفن في مدينة طوس في
خراسان : إيران حاليا
وتُعرفُ اليوم بمشهد الرضا :عليه السلام:
فسلام على علي بن موسى الرضا في
العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي
الحلي : النجف الأشرف :
- تعليقات بلوجر
- تعليقات فيسبوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات:
إرسال تعليق