:هوية الإنسان وقيم الإنسانية في منهاج الإمام علي:عليه السلام:


:هوية الإنسان وقيم الإنسانية
 في منهاج الإمام علي:عليه السلام: 
قراءةٌ في التأسيس والتطبيق
=================================

 بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

 إنَّ الإمام عليٌ  :عليه السلام آمَنَ  بلا بُديّة تحرير القلب وبضرروة الإنعتاق عن عبودية غير الله تعالى.

كشرط مُقوّم لنيل الكمال المعنوي ولتنضيج الشخصية الحقيقية للإنسان



فقد جاء في إحدى رسائله :ع:

  أنه  قال إشارة الى ذلك المعنى معنى التكامل الإنساني في الحركة الوجودية بشريا في هذه الحياة::

((لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا ))

:نهج البلاغة:صبحي الصالح:ص401.

 

ويعني:ع: أنّ الإنسان يمتلك الحرية البشرية ذاتيا وبجعل من الله تعالى تكريماً لآدميته .

ومن هنا يجب عليه أن يكون حراّ في حركته التكاملية إنسانيا وأخلاقيا وقيميّا ومجتمعيا

بحيث لا يسمح لنفسه أن يكون عبداً للآخرين .

 

وهذه الحرية الإنسانية لن تأتِ جزافا دونما أن يكون لطالبها ومَنْ يدركهاً وعيا ومعرفة وتربية مُمَنهجة وبأدوات التقوى النفسية والسلوكية.

 

وهنا يضعُ الإمام علي:ع:

 لنا ولطالبي الحرية الإنسانية بمعناها القميي وجوديا وحياتيا منهاجا فعليّا يتوفر في خطواته على حتمية تحصيل الكمال 


والتنمية البشرية فيما لو سار الإنسان عليها واقعاً:

وهذا ما أشارإليه :ع: بقوله الشريف::


((وأيم الله يميناً أستثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص

إذا قدرت عليه مطعوما ، وتقنع بالملح مأدوما ،

ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها   مستفرغة دموعها .

أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك ، وتشبع الربيضة من عِشبها فتربض

ويأكل علي من زاده فيهجع   ؟ .

قُرَّتْ إذاً عينه   إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة   والسائمة المرعية؟

 

طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها ، وعركت بجنبها بؤسها   .

وهجرت في الليل غمضها   حتى إذا غلب الكرى(النوم) عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم

 وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم .

وهمهمت بذكر ربهم شفاههم   وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم

أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون))

:نهج البلاغة:ج3: ص75.

 

وحقيقة تعجز الكلمات عن إشباع وتغطية المعاني العرفانية والأخلاقية والإنسانية الرائعة التي تضمنها كلام الإمام علي:ع: في هذا النص الشريف.

وتختنق الألفاظ نتيجة ضخامة وعظمة المعاني التي أسسها الإمام:ع: هنا في هذه المفردات القيمة.

 

وهي بحق لأُسسٍ عملية وواقعية ترتكز عليها هيكلية بناء وتكامل النفس البشرية إفقيا في إمتدادها مع الناس وعموديا في حركتها تجاه الله تعالى المثل الأعلى والمقدّّس والكمال اللامتناهي وجوديا.

 

فاللبنة الأولى التي وضعها أمير المؤمنين عليٌ :ع:

 هنا في منهجة بناء الذات الإنسانية وصيرورتها صالحةً في حركتها البشرية حياتيا في تعاطيها مع الناس أو ربها سبحانه 

وتعالى:

هي :

:1: اللبنة الأولى:

التعهد الذاتي والوجداني الذي يجب أن ينوجد في كيانية الإنسان الطالب للكمال والتنمية الوجودية

 وهذا يكون بينه وبين الله تعالى وبقسمٍ أمامه سبحانه إلاّ ما خرج عن إرادة الإنسان وصار في حريم القضاء والقدر الألهي.

وهذا هوما بدأ  به:ع: منهاجه الشريف في بناء ذاته الشريفة :ع:

وبناء الإنسان بصورة عامة.

في قوله:ع:

 

((وأيم الله يميناً (أي أقسم قسما بالله تعالى)

أستثني فيها(أي أستثني ما خرج عن إرادتي)

بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص

إذا قدرت عليه مطعوما ، وتقنع بالملح مأدوما ))


 

:2:

اللبنة الثانية:

وهي رياضة النفس البشرية نظريا وعمليا بمعنى تمرينها وتدريبها وبصورة مستمرة عمليا على التقوى النفسية والسلوكية في تعاطيها الحياتي الخاص والعام.

بحيث تجني في رياضتها هذه ثمار القناعة والكفاف والرضا بما هو موجود عندها .

وهذا هو معنى قوله:ع:

((لأروضن نفسي رياضة تهش معها

(أي تستبشر وتفرح قانعة برزقها)

الى القرص(قرص الخبز) إذا قدرت عليه مطعوما

وتقنع بالملح مأدوما))

 

فالإنسان في نظر علي:ع:  ما خُلِقَ ليأكل ويشرب وينام فحسب ؟

 لا بل الإنسان خُلِقَ لغرض أسمى وأقدس من نطاق وبُعد المادة ومتطلباتها.

وهذا البعد المادي والشهواني هو بُعد آلي وليس هو بُعداً غائيا في وجوده.

 

ولذا ذمّ القرآن الكريم النماذج البشرية التي تعتني بالأكل 


والشرب والشهوات بصورة الغرض النهائي والغائي بشريا:

فقال تعالى:


((ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ))الحجر3

أي:

اتركهم -أيها الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

  يأكلوا, ويستمتعوا بدنياهم بالإهتمام المُفرّط بالشهوات  ويشغلهم الطمع فيها عن طاعة الله وإتباع دينه



فسوف يعلمون عاقبة أمرهم الخاسرة في الدنيا والآخرة..

وقال تعالى أيضا:

 

 (( إنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ  ))محمد12

أي:

إنَّ الله تعالى يُدخل الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات في هذه الحياة الدنيا

وإتقوا ربهم تقوى فازوا بها بجنات تجري من تحت أشجارها الأنهار تَكْرِمَةً لهم

ومثلُ الذين كفروا في أكلهم وتمتعهم بالدنيا, كمثل الأنعام من البهائم التي لا همَّ لها إلا في الاعتلاف دون غيره, ونار جهنم مسكن لهم ومأوى..

 

إذن البعُد المادي والشهواني يجب أن يأخذ إشباع حاجته بصورة طبيعية وشرعية لا تؤثر في إفراطها على حال صاحبها والآخرين.


لأنّ المعيارية القيمية عند الإمام علي :ع:

تكمن في ضرورة أن يلتفت الإنسان الى حال نفسه وحال غيره

لا أن يأكل ويشبع ويترك من حوله دون إهتمام بهم ولربما هو في إفراطه في الأكل والشرب قد سلب حق غيره أو فوتَ فرصة الشبع على الجيّاع من الآخرين.

 

وهذا المعنى قد أكّده رسول الله محمد:ص: حين:


قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

(( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع ))


وقال:ص:

(( وما من أهل قرية يبيتُ و فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة))

: الكافي: الكليني:ج2:ص668.

 


:3:

اللبنة الثالثة :

التي يضعها الإمام علي:ع:

 هنا في بناء وتكامل الإنسان في حركته الوجودية بشقيها الإفقي والعمودي.

هي :

تربية الوجدان والعاطفة والحس الباطني والذاتي في شخصية الإنسان.

فالإنسان مركبٌ من روح وعقل وضمير ووجدان وجسم فلكل 

وظائفه في هذه الحياة

فبقاء الإنسان وإستمرار وجوده هو غير منحصر في إشباع 


البعد المادي والشهواني فحسب

لا بل هناك أبعادٌ أخرى كالعاطفة والوجدان والضمير يجب أن تأخذ قسطها في التربية والتقوى والتكامل إنسانيا.

 

ولذلك نبّه الإمام علي :ع:

 على هذه الحقيقة البشرية:

فقال:

((ولأدَعنّ مُقلتي كعين ماء نضب معينها   مُستفرغةٌ دموعها ))

 

بمعنى إيجاد حالة البكاء من خشية الله تعالى بصورة دائمة حتى ولو جفّت العين وفرغت من دموعها.

 

وهذه حالة كان عليها أمير المؤمنين علي:ع: فعليّا:

إذ أنه :ع:  كان كثير البكاء من خشية الله تعالى


 وكان بحق مصداق للنص القرآني الشريف:

(( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً )) الإسراء109

 

وليتنا كُنّا كذلك؟

 

إنّ فلسفة وحكمة البكاء من خشية الله تعالى لايدركها إلاّ أهلها من العلماء الورعين والموقنين بأمر الله تعالى

فالبكاء عندهم يُمثّل صورة راقية من صور إدراك عظمة الخالق سبحانه وتعالى  في أنفسهم

 

 كما عبّر عن ذلك  ذاته الإمام علي:ع:

في خطبة المتقين:

فقال:

((ولولا الأجل الذي كُتِبَ لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين

شوقا إلى الثواب ، وخوفا من العقاب .

عظم الخالق في أنفسهم فصَغُرَ ما دونه في أعينهم

فهم والجنة كمن قد رآها   فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون  ))

نهج البلاغة:ج2:ص161.

 

وعلى كل حال فالبكاء بأي حالٍ كان عدا البكاء على الدنيا فهو خيرٌ لصاحبه وخطوة عمليةّ ووجدانية في طريق بناء الذات وترويضها للتكامل إنسانيا.

 

:4:

اللبنة الرابعة:

وهي إستفهامات إنكاريّة للحال الذي يجب أن لا تكون عليه النفس البشرية في هذه الحياة الدنيا.

فهناك مستويان من العيش وجوديا في هذه الحياة:

وهما إمّا أن تعيش بمستوى الإنسان بحق:

أو إمّا أن تعيش بمستوى أدون من ذلك وهو مستوى البهيمية:

وهذا هو معنى ما طرحه الإمام علي :ع:  في نصه الشريف وفي صورة الإستفهام ؟

 

فقال:ع:

أتمتلئُ السائمةُ ( أي الإبل الراعيّة حيثُ تشاء)  من رعيها

 فتَبرَك( أي تجلس للراحة)  ؟

 

وتشبعُ الربيضة :أي الغنم مع رعاتها في المربض :محل تواجدها: من عِشبها فتربض ؟

 

ويأكل علي :ع:  من زاده فيهجع  (فَيَنام)  ؟

 (وهذا هو بيتُ القصيد والحكمة)

 

قُرَّتْ إذاً عينه   إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة؟

 (أي البهائم من الغنم التي ترعى بلا راعٍ)

والسائمة المرعية؟

 

ومن هنا فإنّ علياً :ع:

قد خيّر نفسه وبحسب الظاهر بين  طريقين لاثالث معهما :

إما الطعام والشراب والغضب و الشهوة؟

وهذاطريق لاكمال فيه ولاتوجه لله تعالى حيث يكون العبد اسيرا ورقّاً  لذلك ومتقوقعا في الذات الحيوانية .

 

وإما السير في مراتب الانسانية الراقية والمتكاملة واستثمار النعم الالهية التي خص بها القلوب الطاهرة والانفس الطيبة

والمعروف عنه :ع:  أنّه اختار الطريق الثاني لأنه :ع: هو الإنسانُ الحقيقي وبمعنى الكلمة    

 

وهذه الإستفهامات الإنكارية والتوبيخية التي ذكرها الإمام علي:ع:  إنما هي تعطي صورة من صور الواقع الذي عليه بعض الناس في عيشهم البشري.

 

فهم والحال هذه لايعدون أن يكونوا بحال أفضل مما هم عليه .

 

وحتى أنّ القرآن الكريم قد لفت إنتباهنا الى ذلك

 فقال:

(( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً))الفرقان44

أي:

أم تظن أن أكثرهم يسمعون آيات الله سماع تدبر، أو يفهمون ما فيها؟

ما هم إلا كالبهائم في عدم الانتفاع بما يسمعونه، بل هم أضل طريقًا منها.

 

وقال تعالى أيضا:

 

((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ))الأعراف179

أي:

ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس, لهم قلوب لا يعقلون بها

فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا, ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته, ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها

هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال لها, ولا تفهم ما تبصره, ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما

بل هم أضل منها; لأن البهائم تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها, وهم بخلاف ذلك, أولئك هم الغافلون عن الإيمان بالله وطاعته.

 

:5:

اللبنة الخامسة:

وهذه هي اللبنة الأخيرة والجوهرية في منهاج التكامل الإنساني إذ أنها تُعنى بتربية النفس البشرية تربية تنقاد معها الى فرائض ربها طوعا وبإرادة وبوعيٍ .

 

وحين يقول الإمام علي:ع:

 

 

(( طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها ، وعركت بجنبها بؤسها   .

وهجرت في الليل غمضها   حتى إذا غلب الكرى(النوم) عليها افترشت أرضها

وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم .

وهمهمت بذكر ربهم شفاههم   وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم

أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون))

 

 

فإنّه :ع:  يُريدُ أن يضعنا في سبيل الحقيقة ومنهاج الفلاح والفوزالأكيد

 

فالنفس البشرية مُطالبَةٌ بأداء فرائض (واجبات ربّها) تعالى التي فرضتها الشريعة الإسلامية

عليها.

وحينما تؤدي هذه النفس البشرية فرائض ربها فيقيناً سوف تفوز وتكون راضية مرضية عند ربّها.

 


((طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها ،))

وهذا المعنى أكّده الله تعالى


 حين قال:

(( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ))الرعد29

أي:

الذين صدَّقوا بالله ورسوله, وعملوا الأعمال الصالحات لهم(طوبى) أي:

فرح وقرة عين, وحال طيبة, ومرجع حسن إلى جنة الله ورضوانه.

 

ويجب أن تتصف هذه النفس البشرية بصفة الصبر في حال الشدة والفقر وهذا هو معنى

 

قوله :ع: ((و عَركَتْ بجنبها بُؤسها ))

أي::

صبرت على بؤسها و المشقة التي تنالها يقال قد عرك فلان بجنبه الأذى أي أغضى عنه و صبر عليه

 

ثم يقول :ع: في صفة أخرى يجب توافرها في هوية هذه النفس البشرية وهي:

 

((وهجرت في الليل غمضها   حتى إذا غلب الكرى(النوم) عليها افترشت أرضها

وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم .

وهمهمت بذكر ربهم شفاههم   وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم

أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون))

بمعنى :

التقليل من النوم الكثير وإعطاء النفس قسطها في الليل  من الخلوة مع ربّها سبحانه

 

وهذا التعبير الرائع :

هوحقيقة  يحكي القيام في الليل وصور إحيائه القيّم بالصلاة 

والدعاء والبكاء والتدبر في أمر الله تعالى::

فيكون معنى:


قوله :ع:  افترشت أرضها أي لم يكن لها فراش إلا الأرض.

و توسدت كفها لم يكن لها وسادة إلا الكف.

و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم

وهو ما ذكره القرآن الكريم


 بقوله تعالى::

{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }السجدة16

أي:

ترتفع جنوب (مواضع الإضطجاع) هؤلاء الذين يؤمنون بآيات الله عن فراش النوم

يتهجدون لربهم في صلاة الليل

يدعون ربهم خوفًا من العذاب وطمعًا في الثواب, ومما رزقناهم ينفقون في طاعة الله وفي سبيله

.

و همهمت أي :تكلمت كلاما خفيا.(المناجاة)

 

و تقشعت ذنوبهم:أي::

زالت و ذهبت كما يتقشع السحاب

 


وأخيراً إنّ كل من تتوفر فيه هذه الصفات 

فهو مِن::

 ((وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )) المائدة56 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف .


شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: