:
تفاصيلٌ مُهمّةٌ في خطبة الجمعة الثانية ( أهمّية الوعي الصحي ولزوم تطبيق الإرشادات
الطبيّة في حياة الفرد والمجتمع لمواجهة فايروس كورونا )
:1: من
الواضح للعيان والمحسوس بالمشاهدة والوجدان أهمّية الوعي الصحي ورعاية وتطبيق
الارشادات الطبيّة في حياة الفرد والمجتمع معاً – فالصحة والعافية هُما ضرورة
حياتيّة للفرد والمجتمع وحيويّته وفعّاليّته وقدراته على تحقيق الوظائف المناطة به
والمهام
التي ينبغي أن يقوم بها.
:2: إنَّ
من الضروري إيجاد القدرة الكافية للمجتمع بتوفير الوسائل الصحيّة والطبيّة اللازمة
للإنسان من أجل التطوّر والتقدّم ، وتعتمد هذه الأمور على الالتزام بالوعي الصحي
والاستجابة للإرشادات الطبية وتطبيقها .
:3:
ينبغي معرفة مفهوم الصحة ، والذي يعني خلو الإنسان في جسده وعقله ونفسه من الأمراض
– ولكن يضاف إلى ذلك المفهوم ضرورة الحفاظ على القدرات البدنية والعقليّة
والنفسيّة للتمكّن من أداء المهام والوظائف المجتمعية والحياتيّة المطلوبة.
:4: وأمام
انتشار وباء وفايروس كورونا يلزم على الإنسان التركيز على الوعي الصحي المطلوب
وزيادته وفق الأسس التالية:
:أوّلاً
: نشر الثقافة الصحيّة المعتمدة على بيان وتوضيح المفاهيم الصحيّة السليمة
والمستندة للأسس العلميّة والمعرفية المأخوذة من أهل الاختصاص بعيداً عن تأثير
الأوهام والأساطير والتقاليد والعادات البالية.
:ثانياً
: اعتبار الوعي الصحي والطبي من ضرورات الحياة ومهامها الأساسيّة – وتركيز الشعور
بذلك وعدم اعتباره أمراً ثانويّاً وهامشيّاً .
:ثالثاً
: ينبغي أخذ هذه الأمور بنظر الاعتبار وبجدّية ، والعمل على ترسيخ شعور المجتمع
والفرد بالمسؤوليّة عن ذلك – والتثقيف له في الأسرة والمدرسة والجامعة ، وإن كانت
المسؤوليّة الرئيسيّة تقع على عاتق المؤسسات الصحيّة المعنيّة.
:رابعاً
: لابُدّ من أن تتحوّل هذه المفاهيم الصحيّة والطبيّة إلى قناعات وميول وسلوكيّات
مجتمعيّة – وتقع مسؤولية ذلك على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالعمل على
تحويل هذه الثقافة إلى ممارسات يوميّة وقناعات وميول .
:خامساً
: لا يكفي نشر الثقافة الصحية دون تغيير نمط الحياة اليومية وسلوكيّات المجتمع في
مجالات الصحة والبيئة والغذاء – ومن الضروري تلافي السلوكيات الخاطئة في النظام
الغذائي والصحي والبيئي - وإنَّ النظام البيئي عندنا فيه خلل كبير ، من حيث عدم الاهتمام
بنظافة الشوارع والأماكن العامة والتي تؤدي إلى انتشار هذه الأوبئة .
:سادساً
: يجب إدراك التداعيات والآثار السلبيّة في حال عدم توفّر الوعي الصحي وعدم
الالتزام بالإرشادات الطبيّة التخصصيّة – لأنَّ هذا الوباء سيجعلنا نخسر أصحاب
الكفاءات العلمية والحرفيّة والطاقات وعطاء الإنسان وبذل الوقت والجهد لرعاية
المريض – فضلاً عن الخسائر الاقتصاديّة والماليّة واستنزاف الأموال في معالجة
الأمراض المزمنة.
:سابعاً
: تجدر الإشارة إلى أنَّ المؤسسات الطبية في بلدنا دون المستوى المطلوب ممّا يزيد
المسألة تعقيداً – والمطلوب هو التقييد بالضوابط الطبيّة دون الوصول إلى الهلع
والخوف من وباء كورونا.
:ثامناً:
وبعد ما تناقلته وسائل الإعلام وبسرعة وفي دولة متقدّمة ولها قدرات صحية وطبية
جيدة وفي دول مجاورة للعراق – يلزم المزيد من الحذر ورعاية الإجراءات الصحية
الفاعلة وزيادة الوعي وعدم الاستهانة بهذا الوباء وعدم الإصغاء لمن يزعم أموراً
لها تأثير في معالجته ، وهي ممّا لا أساس علمي صحيح لها.
:تاسعاً
: لا موجب للشعور بالهلع من هذا الوباء، والذي قد يشلّ قدرة الإنسان على مواجهته –
بل ينبغي تكثيف المجهود الوطني الواسع للوقاية منه ولمنع انتشاره.
:
عاشراً: في الوقت الذي يجب فيه رعاية الجوانب الصحية الكاملة للوقاية والعلاج منه - لابُدّ
من التوجّه لله تبارك وتعالى بالتضرّع والإنابة بأن يدفعَ ويرفعَ عنّا وعن جميع البشريّة
هذا البلاء ، والذي جعله سبحانه آيةً بيّنةً على قدرته وسلطانه ، وأنَّ الإنسانَ مهما
امتلك من قدرات وإمكانات فإنَّ أصغر المخلوقات يمكن أن يصرعه ويشل قدراته.
ونسألُ
اللهَ السلامةَ في الأديان والأبدان والأوطان .
: أهمُّ ما جاءَ في الخِطبِة الثانية للمَرجَعيَّةِ
الدِّينيّةِ العُليَا اليَوم, الجُمْعَة الثالث من رجب الحرام 1441 هجري – الثامن والعشرون من شباط 2020م عَلَى لِسَانِ الوكيلِ
الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي
الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ .
___________________________________________
تدوين
– مرتضَى علي الحلّي – النجفُ الأشرف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق