المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةُِ العُليَا الشَريفَةُ :- " لا بُدَّ مِن أن نلتفتَ إلى أنَّ هناك محاولاتٍ بائسةً ويائسةً تستهدفُ هزيمةَ الفضيلة في المُجتمع العراقي أمام غير الفضيلة " " ولا بُدّ من أن يكون هذا البلدُ منيعاً بوجه استهداف هويته ومُحافظاً عليها وعلى ما يَحفظُ سمعته وكرامته " " المُجتمعات التي تعيشُ الحياءَ هي التي تعيشُ الحياة - " الحياةُ في الحياء – وإذا لم يُوجَد الحَياءُ فلا تُوجد حَياةٌ " " وبدون الحياء سيكون المُجتمعُ أقربَ إلى الغاب منه إلى معنى الإنسانيّة "


 " إليكُم تفاصيلُ خطابِ المَرجعيَّةِ الدّينيّةِ العُليا الشريفةِ "اليوم ، الجُمعة "
:1:- لقد تحدّثنا بخدمتكم في ما مضى عن أمورٍ تؤثِّرُ سلباً على المُجتمع ، وذكرنا الأسرةَ والمدرسَةَ والجوّ العامَّ الذي نعيشه ، وله تأثيراتٌ كبيرةٌ على مُجتمعنا ،
ولا بُدّ من الرعا
يةِ والاهتمام بكلّ واحدٍ ، واحدٍ من هذه الأمور .
:2:- وذكرنا أيضاً أنَّ هذه المسألة لا يمكن أن تُعالج بخطبة أو بخطبتين أو بعشر ، ولكن دَقَقْنَا ناقوسَ الخطر ، لِما نرى من حالةِ انهيار في بعض المنظومة الأخلاقيّة ، وعدم الاكتراث بالعلاج والتصدّي – وهذان أمران عجيبان في بلدنا .
:3:- بدأت المنظومةُ الأخلاقيّةُ تتراجعُ وتنهارُ – والأمرُ الأعجبُ هو التصدّي الخجول جدّاً لحلّ المشكلة ، والوقوف موقفَ المُتفرّج – ولعلّنا نبقى نؤكّدُ على أهميّة ما نستشعرُ مِن خطرٍ على المُجتمع ، وليأخذ الجميعُ دوره.
:4:- نتحدّثُ إليكم عن مسألةٍ في غاية الأهميّة – ألا وهي " مسألة الحياء "
 ولا نُريد أن نقدّم بياناً لمفهوم الحياء لغةً ودقّةً – بقدر ما نُريدُ أن نبيّنه بحسب مصطلح الأخلاقيِّين وأهل العرف وآبائنا وإخواننا ومُعلمينا وأمّهاتنا  :-
 من أنَّه لا يمكن أن يصدر منّا ما يُخالفُ الحياءَ من تصرّف – والحياءُ هو نوع من الحشمة ضدّ الوقاحة -  تقول : هذا إنسان وقح – وهذا إنسان يستحي .
والحياءُ : - هو شعور بالضيق والتضايق إذا صدرَ أمرٌ يخالفُ الآداب العامّة .
:5:- الحياءُ هو الضمير والشعور الداخلي الذي يُؤنّبُ الشخصَ إذا فَعَلَ ما يُخالفُ الآدابَ في كلّ موردٍ – مع الأخ أو مع الأب أو مع المعلّم ومع الجميع – ويتنامى كلَّ ما كان الموقفُ كبيراً .
:6:- واقعاً نحن نواجه حالةً من الجهد والشغل الكبير على مُجتمعنا لكي يُسلَخ منه الحياء – يسلخون الحياء من الشباب فيتجاوز بدعوى الحريّة – يسلخون الحياء من النساء بدعوى الحريّة .
:7:- إنَّ الحياةَ في الحياءِ ، وإذا لم يوجد حياءٌ فلا توجد حياةٌ ، ويكون المُجتمع أقربَ إلى الغاب منه إلى معنى الإنسانيّة .
:8:- إلى مَن يسمعُ كلامنا أو مَن لم يسمع :- أنتم تُحاولون أن تقتلوا المجتمعَ بسلبِ الحياءِ منه ، - إنَّ المرأةَ هي أُمنا وأختنا وشرفنا ، وهي عنوان الحياء –
لا تمسّوا حيائها بسوءٍ .
:9: والبلدُ يُرادُ به أن يَنتقلَ إلى الفوضى ، وهي غير منضبطة وليست لها معايير وحدود – نعم الحرية ينبغي أن تكون منضبطة وبمعايير تحترم الأسرةَ والثوابتَ ، ومَن يقف وراء ذلك ، هؤلاءِ انهزموا وفشلوا وفقدوا الحياءَ – وإن شاء اللهُ تعالى
لا يتوفّقون لسلبِ الحياءِ منّا .
:10:- لا بُدّ أن تكون للمجتمع حصانةٌ ويتصدّى لمنع استهداف قيمه – خاصةً وهو مُحاطٌ بفضائيات وإعلام يراه الناقد المـتأمّل ؟
:11:- إنَّ هذا المجتمعَ الذي له أصالته وحضوره التاريخي وله قوامه وتراثه ، فيه علماءٌ وفضلاءٌ وأُسرٌ كريمةٌ ، وله نساءٌ ربّت أبطالاً وشجعاناً ، وفيه بناتٌ دفعنَ بإخوتهنّ وآبائهنَّ إلى القتال – هؤلاءِ هُم الشرف ، وهُم الحياءُ ، وإيّاكم أن تُخدَعوا بمصطلحات هي إلى السراب أقرب منه إلى الواقع .
:12:- هناك تقصير كبير عند مَن بيدهم مقاليد أمور الحفاظ على بُنيَةِ المُجتمع – وينبغي أن نُربيَّ الجيلَ على بناءِ البلدِ وما له وما عليه – و لا بُدَّ مِن أن نلتفتَ إلى أنَّ هناك محاولاتٍ بائسةً ويائسةً تستهدفُ هزيمةَ الفضيلة في المُجتمع العراقي أمام غير الفضيلة - و أن يكون هذا البلدُ منيعاً بوجه استهداف هويته ومُحافظاً عليها وعلى ما يَحفظُ سمعته وكرامته - فالمُجتمعات التي تعيشُ الحياءَ هي التي تعيشُ الحياة .
______________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثلاثون    من جمادى الآخرة 1440 هجري ، الثامن من آذار ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة ، السيّد أحمد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________




شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: