" إليكُم تفاصيلُ خطابِ المَرجعيَّةِ
الدّينيّةِ العُليا الشريفةِ "اليوم ، الجُمعة "
:1:- لقد
تحدّثنا بخدمتكم في ما مضى عن أمورٍ تؤثِّرُ سلباً على المُجتمع ، وذكرنا الأسرةَ
والمدرسَةَ والجوّ العامَّ الذي نعيشه ، وله تأثيراتٌ كبيرةٌ على مُجتمعنا ،
ولا
بُدّ من الرعا
يةِ والاهتمام بكلّ واحدٍ ، واحدٍ من هذه الأمور .
:2:- وذكرنا
أيضاً أنَّ هذه المسألة لا يمكن أن تُعالج بخطبة أو بخطبتين أو بعشر ، ولكن
دَقَقْنَا ناقوسَ الخطر ، لِما نرى من حالةِ انهيار في بعض المنظومة الأخلاقيّة ،
وعدم الاكتراث بالعلاج والتصدّي – وهذان أمران عجيبان في بلدنا .
:3:- بدأت
المنظومةُ الأخلاقيّةُ تتراجعُ وتنهارُ – والأمرُ الأعجبُ هو التصدّي الخجول جدّاً
لحلّ المشكلة ، والوقوف موقفَ المُتفرّج – ولعلّنا نبقى نؤكّدُ على أهميّة ما
نستشعرُ مِن خطرٍ على المُجتمع ، وليأخذ الجميعُ دوره.
:4:- نتحدّثُ
إليكم عن مسألةٍ في غاية الأهميّة – ألا وهي " مسألة الحياء "
ولا نُريد أن نقدّم بياناً لمفهوم الحياء لغةً
ودقّةً – بقدر ما نُريدُ أن نبيّنه بحسب مصطلح الأخلاقيِّين وأهل العرف وآبائنا
وإخواننا ومُعلمينا وأمّهاتنا :-
من أنَّه لا يمكن أن يصدر منّا ما يُخالفُ
الحياءَ من تصرّف – والحياءُ هو نوع من الحشمة ضدّ الوقاحة - تقول : هذا إنسان وقح – وهذا إنسان يستحي .
والحياءُ
: - هو شعور بالضيق والتضايق إذا صدرَ أمرٌ يخالفُ الآداب العامّة .
:5:- الحياءُ
هو الضمير والشعور الداخلي الذي يُؤنّبُ الشخصَ إذا فَعَلَ ما يُخالفُ الآدابَ في
كلّ موردٍ – مع الأخ أو مع الأب أو مع المعلّم ومع الجميع – ويتنامى كلَّ ما كان
الموقفُ كبيراً .
:6:-
واقعاً نحن نواجه حالةً من الجهد والشغل الكبير على مُجتمعنا لكي يُسلَخ منه
الحياء – يسلخون الحياء من الشباب فيتجاوز بدعوى الحريّة – يسلخون الحياء من
النساء بدعوى الحريّة .
:7:- إنَّ
الحياةَ في الحياءِ ، وإذا لم يوجد حياءٌ فلا توجد حياةٌ ، ويكون المُجتمع أقربَ
إلى الغاب منه إلى معنى الإنسانيّة .
:8:- إلى
مَن يسمعُ كلامنا أو مَن لم يسمع :- أنتم تُحاولون أن تقتلوا المجتمعَ بسلبِ
الحياءِ منه ، - إنَّ المرأةَ هي أُمنا وأختنا وشرفنا ، وهي عنوان الحياء –
لا تمسّوا
حيائها بسوءٍ .
:9: والبلدُ
يُرادُ به أن يَنتقلَ إلى الفوضى ، وهي غير منضبطة وليست لها معايير وحدود – نعم الحرية
ينبغي أن تكون منضبطة وبمعايير تحترم الأسرةَ والثوابتَ ، ومَن يقف وراء ذلك ،
هؤلاءِ انهزموا وفشلوا وفقدوا الحياءَ – وإن شاء اللهُ تعالى
لا
يتوفّقون لسلبِ الحياءِ منّا .
:10:-
لا بُدّ أن تكون للمجتمع حصانةٌ ويتصدّى لمنع استهداف قيمه – خاصةً وهو مُحاطٌ
بفضائيات وإعلام يراه الناقد المـتأمّل ؟
:11:-
إنَّ هذا المجتمعَ الذي له أصالته وحضوره التاريخي وله قوامه وتراثه ، فيه علماءٌ
وفضلاءٌ وأُسرٌ كريمةٌ ، وله نساءٌ ربّت أبطالاً وشجعاناً ، وفيه بناتٌ دفعنَ
بإخوتهنّ وآبائهنَّ إلى القتال – هؤلاءِ هُم الشرف ، وهُم الحياءُ ، وإيّاكم أن
تُخدَعوا بمصطلحات هي إلى السراب أقرب منه إلى الواقع .
:12:-
هناك تقصير كبير عند مَن بيدهم مقاليد أمور الحفاظ على بُنيَةِ المُجتمع – وينبغي أن
نُربيَّ الجيلَ على بناءِ البلدِ وما له وما عليه – و لا بُدَّ مِن أن نلتفتَ إلى أنَّ
هناك محاولاتٍ بائسةً ويائسةً تستهدفُ هزيمةَ الفضيلة في المُجتمع العراقي أمام غير
الفضيلة - و أن يكون هذا البلدُ منيعاً بوجه استهداف هويته ومُحافظاً عليها وعلى ما
يَحفظُ سمعته وكرامته - فالمُجتمعات التي تعيشُ الحياءَ هي التي تعيشُ الحياة .
______________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ
الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثلاثون من جمادى الآخرة 1440 هجري ، الثامن من آذار ،
2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة ، السيّد أحمد الصافي ، دامَ عِزّه
، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ
الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى
, رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق