" لا يُوجَد لنا حَلٌّ لمشاكلنا إلّا
بالرجوع إلى القيم الدِّينيَّة القويمة والقانونيّة السليمة والعُرفيّة المَقبولة
عند العقلاء عموماً "
" إليكُمُ التفاصيلُ المُهمّةُ جِدّاً
"
:1:- لقد تقدّمَ منّا في ما مضى ، وذكرنا
بعض ال
مشاكل الاجتماعيَّة ، والتي بدأت تضربُ بلدَنا ومُجتمعنا بقوّة ، وصنّفنا
الأدوارَ التي يمكن أن ينهضَ بها المجتمعُ ، و بيّنا ما يتعلّق بالأسرة وبالمدرسة والجانب
التربوي والجوّ العامّ ، وآثار الفوضى السلبيّة على ذلك.
:2:- " ونُنَوّه " :- إلى أنَّ
هذه الأشياء التي ذكرناها هي بداية لمشروع طويل وشائك – والأدوار فيه تحتاج إلى
جهد كبير وواسع من أجل الوصول إلى حالة مُجتمعيّة راقيّة ، نطمح لها – وكُلّنا يُعاني
من هذه المشاكل – وينبغي أن نتحمّل المسؤوليّةَ بوضع الحلول لها – فبعضٌ لا يستشعر
ولا يُريد أن يتحمّل مسؤوليّته .
:3:- وليس من الصحيح أن تكون المشاكل بلا حلول
و بلا قائم بها – وعلينا أن نتكاتف ونسعى لحلّها – وحلول مشاكلنا تحتاج إلى نهضة
من المجتمع وعدم الاستسلام لها وإلّا سندفع ثمنَ ذلك.
:4:- إنَّ بعض المشاكل بدأت تضربُ الأسرةَ
بقوّة وبقسوة ، بحيث بدأت تُفتِّت هذا الكيانَ والوجودَ المُبارك والمُهم ، وكذلك
في الجانب التعليمي وحرمته – وفي الجوّ العام أيضاً بدأنا نرى أموراً فوضويّة ، لا
ينبغي أن تظهرَ في الشارع.
:5:- في الواقع نحتاج إلى تنميّة ثقافة
الإدراك والوعي – في وضع الحلول والمُعالجات وفَهم طبيعة الظروف والتداعيات
الاجتماعيّة للمشاكل في الجوانب السلوكيّة والثقافيّة .
:6:- لا بُدّ من وجود رادع لأيَّ فوضى –
والرادعيّة يجب أن تكون ذاتيّة تربويّة تنطلق من البيت واحترام الابن لأبيه وأمّه
وأخيه ومُعلّمه والآخرين .
والرادعيّة الذاتيّة :- تارةً تكون
رادعيّة دينيّة ورادعيّة قانونيّة ورادعيّة عرفيّة – بحيث تحفظ حرمةَ الآداب
العامة وعدم مخالفتها – لأنَّ المجتمع لا يرغب ،
و
لا يُريد ويَعترض إذا وجدَ سلوكاً مُخالفاً لآدابه وقيمه – فيشخّصه ويرفضه، وإذا
لم نُحافظ على الآداب العامة فستعمّ الفوضى في المُجتمع .
:7:- بعض السلوكيات لها زمانٌ ومكانٌ
مخصوصان ، ينبغي مراعاتهما في التطبيق ،
فمثلاً الإنسان في بيته له حرّيته الخاصة ، والتي لا يمكن أن يمارسها في
الشارع – وكلّ المجتمعات البشريّة تقرّ وتقول بذلك.
:8:- إنَّ من أقوى الروادع هي الرادعيَّة
الدّينيّة ، وبمقتضاها يتربّى الإنسان على ما له وما عليه ، من حقوق ومن واجبات – بحيث
يمنعه اعتقاده الديني من التجاوز أو التصرّف بما لا يجوز – وكذلك الرادعيّة
القانونيّة لا تسمح ببعض التصرّفات أو أن تتحوّل الحريّة إلى فوضى – وهذا ما تبانى
عليه عموم العقلاء في منع التعدّي ووضع حدود لا يمكن تجاوزها – وهكذا الرادعيّة
العرفيّة العامة فهي تضع قيماً أمام أفراد المجتمع ولو بعناوين مثل العيب والمُستهجن
وغير ذلك ، ممّا لا تقبل بتجاوزه .
:9:- نتحدّث عن واقعنا الاجتماعي فما الذي
حصل فيه ؟ بحيث يتم تجاوز كلَّ الروادع الدينيّة والقانونيّة والعرفيّة – وإذا غابت
سلطة القانون ستبدأ الفوضى ،
ولا سيما إذا ما خالفت الشخصيّةُ
القانونيّةُ القانونَ نفسه ، وكذلك الشخصيّة الدينيّة الدينَ نفسه وهكذا في
العرفيّة .
:10:- على الجميع أن يتحمّلَ مسؤوليّاته كاملةً
في سبيل الحفاظ على المُجتمع وتماسكه - لقد وفدَت أشياءٌ إلى المُجتمع وبدأت تضربه
بقوّة وبقسوة ، وهي بمُنتهى الغرابة وبمُنتهى الخطورة - و لا بُدّ أن تكون في كلّ مجتمع
حاضنةٌ تمنع من تدهوره – وهذه الحاضنة تتمثّل بالرجوع إلى القيم الديِّنيَّة القويمة
والقانونيّة السليمة والعرفيّة المَقبولة .
____________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ
الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، السادس عشَر من جمادى الآخرة1440هجري
، الثاني والعشرون من شباط ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة ،
السيّد أحمد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني
المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ
الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى
, رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق