" المَرجعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليا الشريفةُ على خُطَى
الإمامِ الحُسَين هُدَىً وعَهْدَاً وطريقاً حتى ظُهورِ القائمِ المَهديِّ ،
أرواحُنا فِداه ،وعجّل اللهُ فرَجَه الشريف "
" سيّدي أبا عبد الله – نحن ماضون في مَسيرتكَ –
وسنُحافِظُ على مبادئكَ وحركتكَ الإصلاحيّة – مهما تُكلّفنا مِن تضحيات ومَشاق والوقوف
بوجه الظالمين "
" مُقوّماتُ المَشي والمَسير إلى الإمامِ الحُسَين
، عليه السلام ، في أربعينيَّته الشريفة "
:1:- إنَّ من الضروري جِدّاً الالتفاتُ لكيفيّة الوصول
للأهداف الإلهيَّة التي أرادها الأئمةُ الأطهارُ في زيارة الإمام الحُسَين ،عليه
السلام ، فهذه الزيارةُ المُباركة هي التي ساهمت عبر التاريخ بالحفاظِ ماضياً
وحاضراً ومُستقبلاً على الدّين القويم ومبادئ الإسلام العزيز.
:2:- إنَّ شدّةَ اهتمامِ وعناية الأئمة المعصومين ،
عليهم السلام ،بزيارة الإمامِ الحُسَين ، وما وردَ عنهم في أنّ ( مَن زاره عارفاً
بحقّه وجبت له الجنّة) هذا الاهتمام يبتني
على مقوّمّات جوهريّة ينبغي معرفتها ووعيها لتحقيق الغاية العظيمة ، وهي الدخول
للجنّة ، .
:3:- علينا أن نُحسِنَ العزاءَ للأئمة الأطهار وصاحب
العصر والزمان ، الإمام المَهدي ، عجّل اللهُ فرجَه الشريف من قريب ، بالمضي عهداً
وسلوكاً صادقاً على خُطى منهج الحُسَين ، عليه السلام،.
:4:- إنَّ للمسيرِ إلى الإمام الحُسين برنامجاً معرفيّاً
وأخلاقيّا وسلوكيّا ينبغي مُراعاته عند بدء مرحلة المشي أو الزيارة وخلالها حتى
العودة للأهل وللبلد – وهذا البرنامج يتقوّم بمقومات أساسيّة ، منها عدم الاستماع
للتشكيكات بزيارة الأربعين الشريفة ، والتي وردَت فيها نصوصٌ صريحة وصحيحة تؤكّدُ
على مشروعيتها واستحبابها شرعاً.
:5:- إنَّ هذه المسيرة هي مسيرة الحفاظ على مبادئ النهضة
الإصلاحية للإمام الحُسَين ، عليه السلام ، ومسيرة قداسة وإجلال – فينبغي الابتعاد
عن كلّ ما يسيءُ إليها أو يوهّنها.
:6:- ينبغي أداء الصلاة في أوّل وقتها وبصورة الجماعة في
مواكب الخدمات والعزاء ، لأنَّ الصلاة هي عمود الدّين ومعراج المؤمن وقربان كلّ
تقي ، وقد حافظَ عليها الإمام الحُسين في ظهيرة يوم عاشوراء وفي أشدّ ساعات الحربّ
.
:7:- ضرورةُ مُراعاة أعلى مراتب الأخلاق والسلوك الحسن
والاحترام لبقية الزائرين والمؤمنين – وأن تكونَ النيّةُ خالصةً لله جلّ وعلا ،
والابتعاد عن المُحرّمات .
:8:- ينبغي أن نجعل هذه المسيرة والشعيرة المقدسة فرصةً
لتربية النفوس وتزكيتها ، ووسيلة للتعاون وتقوية الأواصر الاجتماعيّة ، وتجنّب
الفرقة والتناحر ، وإشاعة المحبّة للإخوان في الدِّين والإنسانية.
:9:- نوجّه كلامنا للعشائر التي تتناحر فيما بينها –
عليكم أن تقتدوا بمنهج الحُسين صدقاً وولاءً بالابتعاد عن النزاعات ولأسباب تافهة
يذهبُ ضحيتها الأبرياء.
:10:- علينا أن نتذكّرَ إمامنا المهدي ، أرواحنا فِداه ،
وهو صاحب العزاء ، وما أشدّ مصابه ، وهو ينتظرُ بلهفة وشوق بأن يأذنَ اللهُ له
بالفرج والظهور – وأن ندركَ أنّ أعمالنا تُعرض عليه – ولكي ندخلَ على قلبه السرور
ينبغي بنا الالتزام أخلاقيّاً – وهو بحاجة للمُنتَظِرين المُؤمنين والأنصار
والجنود – وهذا يستدعي منّا الاستعداد وأخذ ذلك بنظر الاعتبار.
:11:- من الضروري الاستفادة من الفضلاء وطلاّب العلم المُنتشرين
على طرق المَسير ، وهم يُبلّغون أحكام الشريعة – ولنتعلّم منهم ونسأل عن الأمور
التي نبتلي بها ، وفي كلّ مجالات الحياة والمجتمع.
:12:- عند الدخول للحرم الحُسَينيّ المُطهَر ينبغي مُراعاة
تطهير قلوبنا ونفوسنا وجوارحنا من الكبر والحسد والحقد والصفات الذميمة ، ولنعاهد
الإمام الحُسين على ذلك صدقاً وسلوكا .
:13:- وكلامنا مع الزائرة المؤمنة الزينبيّة :- إنَّ مشاركتك هي مشاركة عظيمة وكبيرة في مواساة
مولاتنا فاطمة وسيدتنا زينب ، واحرصي على حجابكِ وعفتكّ وكرامتكِ ، واجعلي زينبَ
قدوةً لكِ في ذلك ، وعاهديها بالثبات عليه – وفكّري هل ربّما ظلمتِ زوجكِ ؟ أو هو
غير راضٍ عنكِ – لا تقصري في تربية أولادكِ – وطهري قلبكِ – فإنَّ الإمام الحُسين
وأخته الجليلة زينب لا يرضيان بالمواساة والعزاء مالم يكون صادقا.
:14:- تذكّروا الشُهداءَ والجرحى من الأبطال المُجاهدين
، والذين عانوا وضحوا من أجل حفظِ هذه المسيرة المقدسة أمام أعداء الدّين – تذكروا
مواقفهم – وتعلّموا منهم – في كيفيّة وصولهم لهذه المرتبة ، والتي
لا يعطيها اللهُ
تعالى لكّل أحدٍ لولا مواقف صادقة سابقة جعلتهم ينالون درجة الشهادة والرضوان.
:15:- من الضروري التعريف بقضية الإمام الحُسين ومبادئه
الإصلاحية والإنسانيّة للعالم ، ومن خلال إثارتها في وسائل الإعلام الفضائي ومواقع
التواصل الاجتماعي والفيس بوك حتى يعرفَ الجميعُ ما الذي يدفع الشيخَ الكبيرَ
والطفل الصغير إلى المشي والخدمة ، وما سبب هذا الحبّ العظيم ، وما سرّ هذا التجمع
المليوني الكبير والأكبر في العالم كلّه .
وأيضاً نوصي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والخدمية
والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
_____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ
الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا
الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس
,اليوم - السادس عشَر من صَفَر 1440 هجري - السادس والعشرين من تشرين الأوّل ,2018م. ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ,
ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق