: معالمٌ قيَميّةٌ من نصوص الإمام الحُسَين :عليه السلام:
في نهضته الشريفة : المَعلَمُ
الثالث :
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
وسلامٌ على الإمام الحسين في العالمين
المَعلَمُ الثالث
========
: فكأني بأوصالي تُقطّعها عَسلان الفلوات
:الصحاري:
بين النواويس:اسم مكان: وكربلا فيملأن مني
أكراشا جوفا وأجربة سغبا ،
لا محيص عن يومٍ خُطّ بالقلم :
إذا نظرنا بنظرة واعية وفاحصة لهذا المقطع من نصوص الإمام
الحسين:عليه السلام:
يتبين لنا مدى حذاقة وفطنة الإمام الحسين
:عليه السلام:
وعلمه ومعرفته لما سيحل به من الأعداء
إذ يحملُ هذا المقطع النصي في متنه
قراءة واقعية حتمية للمستقبل القريب الذي ينتظره :عليه السلام:
من أفعال الأعداء الخبيثة
فهو :عليه السلام: كان يدرك ويعلم يقيناً
أنه ستمزق أشلائه الشريفة وسيُقتلُ
غيلة وغدرا وإفتراسا كما تفعل عَسلان
الفلوات :
الذئاب الغادرة والسريعة في الإنقضاض
على فريستها
لذا حدد موقع المكان الذي
ستُنتهك فيه حرمته
ميدانيا وجغرافيا في وادي الغاضرية بين النواويس
وكربلاء
وهذه الذئاب الغادرة والوحشية ذئاب بني أمية
ستنال من الإمام الحسين:ع:
وعيالة وأخوته وأصحابة
ما تناله الوحوش الكاسرة من فريستها
كما عبّر هو :عليه السلام:
بقوله:
: فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا :
إشارة منه :ع: الى تعطّش المجرمين من الأعداء الى إراقة دمه الطاهر وهتك قدسيته
كما تفعل الذئاب الجائعة فتملء أكراشها:معدتها: من فريستها
لذا شبّه الإمام الحسين :ع:
فعل الأعداء به بفعل
الحيوانات الوحشية التي لاتهدأ في سلوكها مع الفريسة حتى تملء أجربتها :أوعيتها :
الجائعة من دمه الطاهر.
ثم بعد ذلك التصوير المهول والفجيع
يقول الإمام الحسين:ع:
: لا محيصَ عن يومٍ خُطّ بالقلم :
يا له من تعبير مميز ورائع من لدن المعصوم الإمام :ع:
يحكي عن يقينية ملاقاة الإنسان ليومه المحتوم يوم الموت
أويوم الشهادة
لطالما كتبته عليه يدٌ الغيب
الإلهي التي لا تتخلف في تحققها أبدا.
وفعلاً لا محيصَ :لامهربَ:عن
يوم خُطّ بالقلم .
والقرآن الكريم أيضا قد بثّ حقيقة هذا الحتم المخطوط الذي سيواجهه
الإنسان شاء أم أبى؟
كما بثه الإمام الحسين :ع:
الذي هو ترجمان القرآن الكريم فعليا
فقال الله تعالى:
((نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ
وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ))الواقعة60
وإذا توفرت القناعات اليقينية في شخصية الإنسان أيّا كان وخصوصا قناعة
حتمية الموت والرجوع الى الله تعالى في يومٍ ما.
فعليه العمل على كسب رضا الله تعالى ورسوله والمعصومين .
ومن هنا ضخّ الإمام الحسين:ع:
هذه القيمة المعنوية في ذهن
السامع ووعي المتلقي لنصوصه الشريفة
وقال:ع:
: رضاء الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه
ويوفينا أجور الصابرين
ولن تشذ عن رسول الله : صلى الله عليه وآله :
لُحمَتُه :يقصد :ع: نفسه الشريفة وأهل بيته
:عليهم السلام:
وهي مجموعةٌ في حظيرة القدس ، تقرُّ بهم
عينه وينجز بهم وعده :
وهذا المقطع القيمي فيه من
التربية الذاتية والذهنية للإنسان ما يستطيع معه من الصمود في مواجهة
الصعاب من البلاآت والمحن .
والأمر المهم الذي ينبغي الإلتفات إليه
هو الربط والتعليق بين رضا
المعصومين أهل البيت
ورضا الله تعالى
بمعنى أنّ الله يرضى لرضا المعصومين هذا بحسب مفهوم الموافقة
ويغضب لغضبهم هذا بحسب مفهوم المخالفة في النص.
ويغضب لغضبهم هذا بحسب مفهوم المخالفة في النص.
وهذه الحقيقة أكدها الرسول الأكرم محمد :ص:
حينما قال:ص:
: يا فاطمة إنَّ الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك:
:مناقب
آل أبي طالب: ابن شهر آشوب:ج3:ص106.
ففي مفهوم ومنظومة الإمام الحسين:ع:
كل شيء يَهون ويُصَبرُ عليه
لطالما فيه رضا الله تعالى.
ذرية بعضها من بعض
والحسين :ع: واقعاً هوابن رسول الله:ص:
نسبا ومنهجا وتطبيقا والأبن
البار
لن يترك برّ أبيه حتى بعد
مماته
لذا قال:ع:
: ولن تشذ عن رسول الله : صلى الله عليه
وآله : لُحمَتُه
وهي مجموعةٌ في حظيرة القدس ، تقرُّ بهم
عينه وينجز بهم وعده :
فمن المستحيل أن تخرج حركة المعصوم عن دائرة العصمة والعدالة والتقوى
والصلاح
لأنه بالتالي إنّ كل
المعصومين:ع:
مجموعون في حظرة الله تعالى
وسينالون الرحمة والنعمة والأجر كاملاً وينجز الله تعالى لهم وعده الغير مكذوب.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
0 التعليقات:
إرسال تعليق