"
عظّمَ اللهُ لكمُ الأجرَ بشهادةِ الصِدِّيقَةِ الطّاهرِةِ الزهراء (عليها السلام)
، ونسألَ اللهَ أن يرزقَنا شفاعتها يومَ الدّين"
: قَبَسٌ عقائديٌ
تربويٌ قيّمٌ مِن كلماتِ السيّدةِ الزهراء(صلواتُ اللهِ عليها) في خطبةِ فَدَكِ :
قالت (عليها
السلام) : (إنَّ اللهَ سبحانه وضعَ الثّوابَ على طاعته والعقابَ على معصيته ، ذيادةً لعبادِه
عن نقمتِه ، وحياشةً لهم إلى جنّته )
: بحار الأنوار، المجلسي ،
ج29، ص221 :
:1: من المعلوم تاريخيّاً
أنَّ السيّدةَ فاطمةَ( عليها السلام) بعد وفاة أبيها النبي الأكرم(صلّى الله عليه
وآله وسلّم) قد واجهت كثيراً من المحن والصعاب والمشاكل ،ولكنّها تصدّت لبيان بعض
ما للتكاليف والعبادات من فوائد وحِكَم ، وذلك تنبيهاً للغافل والجاهل بحسب ما
ذكرته في خطبة فدك.
:2: إنَّ الزهراء( عليها
السلام) في مقولتها القيّمة هذه أفصحت عن الميزان الإلهي السوي في تربية العباد
واستقامتهم ومنعهم من الانحراف والضلال من خلال جعل الله تعالى الثوابَ والعقابَ
على الطاعة والمعصية ترغيباً وتحذيرا.
:3: هذا المقطع القويم يُبيّن
أنَّ العبادَ مأمورون بطاعة الله سبحانه ومَنهيّون عن معصيته بحكم التشريع وأغراضه
العائدة للإنسان نفسه- وإلّا فالله غنيّ عن العالمين ولا تنقصه المعصية، وهو تعالى
يُريد منّا طاعته رعايةً لمصلحتنا .
:4: قد جعلَ سبحانه الثوابَ
على طاعته حياشةً لهم إلى جنّته ، وذلك لإبعادنا عن معصيته واستحقاق عقوبته –ولأنَّ
هذه الدنيا دار تكليف وعمل - وطاعةُ الله فيها طريقٌ سالكٌ بنا إلى الجنّة والأمان
في الآخرة.
:5: وكذلك الحال في وضع
العقاب على المعصية ذيادةً لعبادِه عن نقمتِه – فالله تعالى يدفعنا عن عذابه
بتحذيره إيّانا من معصيته – وهو قد جعل توازناً في جزاءه من حيث الثواب والعقاب ،
وذلك من أجل استقامة السلوك الفردي والاجتماعي
- وهذا القانون والنظام الراقي يدركه العقلاءُ جميعاً من الاقتصاديين وحملة
الدّين وعلماء الاجتماع .
ومن الواضح أنّ جعل العقوبة
يمنع الإنسانَ من الظلم والتجاوز – ولذا نوصي بقراءة خطبة فدك وحفظها لاحتوائها
على مضامين تربويّّة عالية ومعاني بلاغية راقية وبمراحل متقدّمة في السبك والأسلوب
.
______________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ
الأولى التي ألقاهَا سماحة السيّد أحمَد الصافي , ، دام عزّه ،الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ
الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس اليوم, الرابع عشر من
جمادى الأولى 1441 هجري - العاشر من كانون
الثاني 2020م .
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي
– النَجَفُ الأشرَف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق