:: المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَريفَةُ:- توجّه بضرورة الحِفاظ على الحياء الفِكري والعِلمي واحترام المُقدّسات والقيم وعدم التجاوز على مقام الأئمة المعصومين والرموز والعلماء ورعاية التخصص في القضايا والمسائل الدينيّة - والاهتمام بتربية الشباب والبنات تربيةً سويّةً وصالحةً مؤمنةً وفاضلة تنفعُ البلادَ وتَبنيه .


:: المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَريفَةُ:-  توجّه بضرورة الحِفاظ على الحياء الفِكري والعِلمي واحترام المُقدّسات والقيم وعدم التجاوز على مقام الأئمة المعصومين والرموز والعلماء ورعاية التخصص في القضايا والمسائل الدينيّة  -
والاهتمام بتربية الشباب والبنات تربيةً سويّةً وصالحةً مؤمنةً وفاضلة تنفعُ البلادَ وتَبنيه .
:1:- سبقَ منّا وأن تحدّثنا إليكم عن موضوع الحياء ، وذكرنا أنَّ مخاطر كبيرة تنجم عن انسلاخه – وعلى الإنسان أن يكونَ صريحاً خصوصاً إذا توقّع أنَّ بعض المشاكل قد تبدو صغير ولكّنها ستنمو تكبر ، وسيدفع ثمنها الكثيرُ من الناس باعتبار أنّهم غضّوا الطرفَ عنها أو سكتوا أو لم يكترثوا بالمشكلة.
:2:- إنَّ موضوع الحياء هو من المواضيع المهمّة والتي أصبحت تُهدّدُ مُجتمعنا لفقد الأساليب التربويّة الناجحة للناشئة -  وهذه قضيّة لا تحلّ بخطبة أو بمحاضرة كما نوهّنا – وإنّما تحتاج إلى قرارات ورعاية اجتماعيّة  .
:3:- ونتحدّث إليكم عن الحياء الفكري والحياء العلمي ، ومعناه ؟ - وكنّا قد تحدّثنا عن الحياء العرفي – وهو أن تكون عند الإنسان حالة تكبح جماح النفس في فعل ما يشاء – وأنَّ الإنسان إذا لم يستحِ فيفعل ما يشاء – كما في الحديث :  ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) .
إنَّ معنى الحياء الفكري :- هو أن يحترمَ الإنسانُ الفكرَ والعِلمَ والتخصصَ ، وإذا لم يحترم ذلك فلا حياء فكري ولا حياء علمي لديه – وإنّما هو يتخبّطُ خبطَ عشواءٍ في أمور هو ليس من فرسانها – بل لا يفقه أيّ شيءٍ منها ، ويخوض غمارها ، وهو جاهل أصلاً وأسلوبا – ولن يقنعَ بنصح أحدٍ .
:4:- إنَّ الناسَ أصناف بحسب ما ذكر أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، - فمنهم عالمٌ ربّاني ومُتعلّم على سبيل نجاة وهمج رعاع ينعقون مع كلّ ناعق – والمشكلة تكمن في الهمج الرعاع – وهنا ينبغي احترام التخصّص فالمجتمع فيه جوانب اقتصاديّة وهندسيّة وطبيّة وتجاريّة وثقافيّة ودينيّة – فليس من الصحيح أن نبيحَ لأنفسنا التدخلّ في غير اختصاصنا دون علم أو رعاية ، وخاصةً في القضايا الدّينيّة ومسائلها المُعقّدة فكريًاً واستدلاليّاً وبحثيّاً .
:5:- وعندما يُفقَدُ الحياء الفكري والعلمي فلا يكون أي معنى للعلم – والحديث هنا للدولة وللمؤسسات وللمدارس ولكلّ مَن يسمع – فبعض الناس يتجرؤ على التخصّصات الدينيّة ويتخبّطُ في كلامه غير المترابط في الحديث عنها – ويسمح لنفسه بإعطاء رأيه فيها – وما ذلك إلّا نتيجة فقدان الحياء الفكري والعلمي والتخصصي -  فلكلّ عِلمٍ تخصصّه وأهله ، كما هو حال الطبّ والهندسة ،  فلا يجوز التطفّل على التخصص دون حياء.
:6:- وبعض الأشخاص لمّا فقدَ الحياءَ الفكري والعلمي بدأ يُصوّر للناس ممن يستمعون إليه أنَّ العلوم الدّينية سهلة ويمكن الخوض فيها – والواقع خلاف ذلك – وللأمانة وللحقّ العلمي والتاريخي نقول:- إنَّ المسائل الدّينية هي من أعقد المسائل وتحتاج إلى جهد سنين طويلة لفهم أدلّتها ومعطياتها ، فضلاً عن وجود تخصصات دقيقة فيها – وإنَّ الرسائل العمليّة يقضي العالمُ فيها عمره الشريف من أجل إخراجها للمُكّلفين – ويأتي الجاهلُ  ببساطة ويُشكِل علينا ، وفعله هذا أقرب منه للاستهزاء بنفسه من الوصول إلى المطلب العلمي .
:7:- ونتيجة فقدان الحياء الأخلاقي والفكري والعلمي نجدُ من يتجاوز على مقام الأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، والرموز والعلماء مُستسهلاُ هذا الانسلاخ من الحياء – والإنسان إذا يحترم نفسه فعليه أن يملك الحياءَ الفكري والعلمي ويحترم تخصصات الآخرين.
:8:- نحرصُ كلّ الحرصِ على شبابنا وبناتنا من أن ينزلقوا بمنزلقات خطيرة نتيجة عدم تورّع وعدم حياء بعض المُتطّفلين على العلوم والتخصصات في تلقينهم معلومات بعيدة عن الواقع – وهناك نكرات ومجهولون من الأشخاص يتجاوزون على ثوابت عقائدنا وشبابنا وبناتنا – ولو لم يجدوا مَن يستمع إليهم لما تجرّؤا .
:9:- المطلوب منّا تحفيز الوعي الإدراكي والفكري والثقافي وجعله مانعاً من أن ينخرطَ المُجتمعُ إلى المهاوي  - وإنَّ التفكّر والفَهم القويم سيقفُ مانعاً بوجه هذه المهاوي والشبهات التي تُثار هنا وهناك ، ومنها وجود خطأ في القرآن الكريم – وهذا كلام يُضحك الثكلى – فالعرب الأقحاح في وقت نزوله عجزوا عن مجاراة القرآن الكريم ، وهم أهل لغة مكينة وأدب فما بالك بالجاهل اليوم ؟
:10 : - إنَّ عدم الحياء هو الذي يدفع إلى الاستهزاء بالمقدّسات بطريقة غير مقبولة ، فضلاً عن وجود الفوضى وعدم التقييد بالحريّة المنضبطة بثوابت وقوانين – والذي يجري في واقعنا الراهن سببه الفوضى – والمطلوب منعها والدولة مَعنيّة بذلك .
:11:- لا يمكن إغفال الجهود المُباركة والكبيرة للحوزة العلميّة الشريفة في حفظ الدّين وقضاياه ومسائله ومقدّساته وقيمه – وما يمرُّ به شبابنا وبناتنا يحتاجُ إلى جهد كبير في تربيتهم تربية فاضلة وسويّة وصالحة ومؤمنة تنفع البلادَ وتبنيه – وإلّا إذا لم يكن الفكر مستقيماً فكيف نبني بلداً بالفكر المعوّج ؟
______________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ،  الثامن والعشرون
من رجب 1440 هجري ، الخامس من نسيان ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: