:: المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُدينُ الجرائمَ المُروّعَةً التي تحدّثت عنها وسائل الإعلام مؤخّراً بقطع خمسين رأساً لفتيات إيزيديّات على أيدي الإرهابيين الّدواعش ، وقتل عددٍ من شبابنا الأعزّة في صحراء النخيب وبحيرة الثرثار .


::  المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُدينُ الجرائمَ المُروّعَةً التي تحدّثت عنها وسائل الإعلام مؤخّراً بقطع خمسين رأساً لفتيات إيزيديّات على أيدي الإرهابيين الّدواعش ، وقتل عددٍ من شبابنا الأعزّة في صحراء النخيب
وبحيرة الثرثار .
إنَّ الكلمات تقصرُ عن إدانة هذه الوحشيّة والهمجيّة التي قلّ نظيرها في العصر الأخير ، وإذ نُعبّرُ عن تضامننا ومواساتنا للمكوّن الإيزيدي  ندعو الجهاتِ المَعنيّةَ والحكومةَ العراقيّةَ والمنظماتِ الدوليّةَ إلى مُتابعة جرائم داعش وتوثيقها وملاحقة مُرتكبيها ومحاسبتهم .
وأيضاً نُدينُ الاعتداءات الجديدة التي حدثت في صحراء النخيب وبحيرة الثرثار ، والتي قَتلَ فيها عناصرٌ من داعش عدداً من شبابنا الأعّزة ،اللّذين يبحثون عن رزقهم هناك .
وإنَّنا إذ نشجب هذه الجرائم المروّعة نُطالبُ الحكومة العراقيّةَ بالإجراءات الكفيلة بالمنع من تكرارها وتعقّب عناصر داعش المُنهزمين ، وعدم السماح لهم بالإخلال بالأمن والاستقرار .
وكما تُحذّر من اتّساع ظاهرة الاتّجار بالمخدّرات وتعاطيها بين الشباب في المجتمع ، ونُطالبُ الأجهزة المّعنيّة بالحدّ منها ومعالجتها .
 " هناك ظاهرةٌ خطيرةٌ بدأت بالانتشار والاتّساع في المُجتمع ، ألا وهي " ظاهرةُ الاتّجار بالمُخدّرات وتعاطيها " والتي لها خطرها الكبير على شريحة الشباب والأسر العراقيّة " " إليكم التفاصيل  "
:1:-  للاتّجار بالمخدّرات وتعاطيها مخاطر أخلاقيّة واجتماعيّة كبيرة جدّاً ، وبدأت هذه الظاهرة بالانتشار بصورة كبيرة ، ويُصاحبها عدم التنبّه لخطورتها وعدم الاهتمام الكافي لمعالجتها .
:2:- إنَّ مخاطر هذه الظاهرة تتمثّل بعدم الالتفات إليها وعدم التنبّه إلى تأثيراتها الكبيرة في مختلف مجالات الحياة ، فليست مخاطرها صحيّة فحسب ، بل تأثيرها يكون على الجانب العقلي والنفسي والثقافي والأخلاقي وخصوصاً على الشباب .
:3:- إنَّها تنذرُ بكارثة خطيرة على المجتمع العراقي في مختلف مجالات الحياة – إذ تستهدف شريحة الشباب واللّذين هُم عماد الأمّة و أملها في مستقبلها الذي ينشدونه .
:4:- تكمن أسباب هذه الظاهرة وطرق معالجتها في أمور – منها :-
أوّلاً :- إنَّ لهذه الظاهرة بُعدين خطيرين – هُما بُعد المُتاجرة بها – وبُعد تعاطيها – فبعض ضعاف النفوس إنّما يتاجرون بالمخدّرات من أجل الكسب السريع للمال الكثير ، فيرّوجون لها بكلّ أنواعها.
: ثانياً :- إنَّ الفئة الضحيّة لهذه الظاهرة هُم الأشخاص اللّذين يتعاطون المُخدّرات – وهنا نحتاج لعلاجين يترافقان معاً – علاج للاتّجار والترويج لها . – وعلاج لمُتعاطيها.
:ثالثاً :-  هناك سؤالٌ – لماذا اتّسعت ألآن ؟ والأسباب هي :
أوّلاً :- ضعف الرادع القانوني ، وهذا له أسبابه :- ومنها:-
:أ:- عدم وجود كفاية في القوانين والتشريعات لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.
:ب:- عدم وجود فاعليّة للأجهزة التنفيذيّة المُكلّفة بالحدّ منها – لا لقصور في رجالها المُتصدّين – بل في عدم إعطاء صلاحيات مناسبة للجهات التنفيذيّة لمعالجتها.
:ج:- قصور وسائل الكشف عن المواد المُخدّرة.
:د:- تدخّل بعض الأطراف النافذة في عمل الأجهزة التنفيذيّة ، كما يذكر بعض المُختصّين والمَعنيين.
: رابعاً :- من أسباب هذه الظاهرة ، السبب الاقتصادي والفقر والبطالة ، وعدم توفّر فرص عمل وأنشطة اقتصاديّة كافية للخريجين – وبذلك يكونون أمام تفكير بمستقبل مجهول أو عيش بأجواء نفسيّة ضاغطة ، قد تدفع لتعاطي المخدّرات أو الترويج لها بتوهم أنّها ستخفف عنه.
:5:- إنَّ من الأمور المهمّة جدّاً – ونُخاطب هنا الأسرَ – هي العوامل الاجتماعيّة ، والتي تتمثّل برفقاء السوء – وكثير من الشباب والفتيات يقعون ضحيّة رفقاء السوء ، وتدفعهم لذلك المشاكل الأسريّة والبحث عن أجواء أخرى تهدّئهم .
:6:- من أسباب هذه الظاهرة أيضاً ، هي الحريّة المطلقة وسوء فهم معنى الحريّة وسوء ممارستها .
:7:- قلّة الوعي الثقافي والتربوي ، وهو ما ينبغي الاهتمام به داخل الأسرة والمدرسة والجامعة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ، وأن تكون هناك حملة توعيّة تتناسب مع حجم انتشار الاتّجار بالمخدّرات وتعاطيها.
:8:- من آثار ومخاطر هذه الظاهرة :- أنّها تذهب بالعقل وبالغيرة ، ومعها
لا يؤمن من انتهاك المحرّمات الجنسيّة أو قتل النفس أو قتل بعض أفراد العائلة .
:9:-  ليس من الصحيح عدم الاهتمام الكافي بها من قبل مؤسسات الدولة ، وهي معنيّة بمعالجتها – وهذا يرجع إلى انشغال الطبقة الحاكمة بالصراعات والتجاذبات السياسيّة والمصالح الخاصة ، ممّا يشغلها عن القيام بواجباتها تجاه ذلك.
:10:-  بخصوص المسؤوليّة عن هذه الظاهرة – فكلّنا معنيون بها – وكلُّ بحسب موقعه – ليأخذ دوره أمام الله والمُجتمع – من الأسرة بالدرجة الأولى والمدرسة – وفي مجال الأسرة ينبغي توفير أجواء حميمة وتربويّة مع الأولاد بالاحترام والتقدير لهم ، وإشعارهم بالأبوّة والأمومة ، وكذلك الحال في الجامعات فينبغي ترسيخ الأخلاق الحسنة والمبادئ الفاضلة ، كما يكون الاهتمام بتحصيل العلوم الأكاديمية ، وبيان خطورة هذه الظاهرة على شبابنا وتربيهم بصورة فاضلة.
:11:- أن تهتم مؤسسات الدولة بتوفير فرص عمل لأجيال الشباب والعاطلين واللّذين يزداد عددهم سنةً بعد أخرى ، وفتح المجال لهم في القطاع الخاص ودعمهم.
:12:- دعم الأجهزة الخاصة والمعنيّة والصحيّة بأداء دورها وعدم التدخّل في عملهم في تطبيق القوانين الرادعة عن المتاجرة بالمخدّرات وتعاطيها ، وتشريع قوانين تحدّ منها بصورة كاملة.
____________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثالث والعشرون من جمادى الآخرة 1440 هجري ، الأوّل من آذار ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة ، الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________

شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: