:: المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُحَذّرُ من ظاهرة الافتراء وتلفيق الأخبار ونشرها والقول بغير علمٍ كِذباً وبُهتاناً وزُورا، وخصوصاً بما يتعلّق بالعلماء وأهل الصلاح والدّين والخير مِن المؤمنين – وتُحذّرُ من نشر الأخبار والمَقالات دون تثبّتٍ وحُجّة. : ومن الضروري حِفظ اللسانِ وما يقوم مقامه من الكتابة والنشر في الفضائيات وفي وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.


::  المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُحَذّرُ من ظاهرة الافتراء وتلفيق الأخبار ونشرها والقول بغير علمٍ كِذباً وبُهتاناً وزُورا، وخصوصاً بما يتعلّق بالعلماء وأهل الصلاح والدّين والخير مِن المؤمنين – وتُحذّرُ من نشر الأخبار والمَقالات دون تثبّتٍ وحُجّة.
: ومن الضروري حِفظ اللسانِ وما يقوم مقامه من الكتابة والنشر في الفضائيات وفي وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.
:1:-  ما زلنا في الحديث عن الظواهر المُجتمعيّة التي تُهدّدُ المنظومةَ الأخلاقيّةَ والتعايشَ الاجتماعي – ومن وظائفنا الأساسيّة تبيِّنُ المعارفَ الإلهيَّةَ والأحكامَ الشرعيّة وتعاليم الإسلام ، وتحذير المُجتمعَ من تلك الظواهر التي تُهدّده –
ونحن نستشعرُ أنَّ بعض الظواهر باتت تُهدّدُ كيانَ المُجتمع ومنظومته الأخلاقيّة.
:2:- ومن تلك الظواهر الخطيرة هي ظاهرةُ الافتراء وتلفيق الأخبار ونشرها والقول بغير علمٍ كذباً وبُهتانا وزُرا .
:3:- ( مُقدَّمَةٌ ) :- من المعلوم أنّ اللسان بحسب طبيعة الإنسان ، أو ما يقوم مقامه من الكتابة والنشر في مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة وفي الفضائيات هو الأداة الأساسيّة والوسيلة الأكثر استعمالاً فرداً ومُجتمعاً في نقل العلوم والمعارف والثقافات بين أبناء البشر ، ونقل أحداث التاريخ وتراجم وسير العظماء وتاريخ الأمم والشعوب – واللسان هو الوسيلة الأولى للتفاهم والتخاطب ، وبه تتم الحاجة الفطريّة للتعايش الاجتماعي –  والكشف عن العواطف والمشاعر والإرادات والمواقف والانفعالات - ومن هنا فله آثاره الخطيرة في ما لو أُستعمِلَ في الكذب والتزوير والتلفيق والافتراء والبُهتان.
:4:- إنَّ القلمَ والكتابةَ به هو لسانٌ ثانٍ وخاصةً في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة – ومعلوم أنَّه من خلال اللسان أو ما يقوم مقامه يمكن الوصول للأهداف المنشودة اجتماعياً وثقافيّاً ومن خلال التعاون والتفاهم.
:5:- إنَّ الوصول إلى الأهداف المطلوبة لا يتم إلّا من خلال التفاهم القويم والتعاون والثقة المُتبَادَلة بين أبناء المجتمع -  فإذا كان اللسان أو ما يقوم مقامه من القلم والكتابة به صادقاً في لهجته وفي حديثه وأميناً في نقل الحقائق والتاريخ في الماضي والحاضر أمماً ورجالاً وسيراً ، أمكنَ أن يكون رائدَ خيرٍ وصلاحٍ إلى المُجتمع – ويُسهم في تحقيق الاستقرار والأمان والوظائف – وأمّا إذا كان كاذباً ويستعمل في التضليل والتزوير والخداع في نقل الحقائق العلميّة والتاريخيّة فسيكون رائدَ شرٍّ ورسولَ إفسادٍ وإضلال للفرد والمُجتمع معاً.
:6:- إنَّ خطورة الافتراء والتزوير والتلفيق والقول بغير علم بدأت تظهرُ جليّاً مع ظهور وسائل التواصل الجديدة على الانترنت ، من اليوتيوب و الواتساب والتليكَرام ، وهذه يستعملها الملايين من البشر – ففي حال نشر الأخبار والمقالات الكاذبة والملفّقة فستصل إليهم بسرعة ، وربّما يأخذونها دون تثبّت أو تحقّق بعلم وبحجّة وببرهان – ممّا تؤدّي إلى إحداث مفاسد اجتماعيّة تهدّد الأفراد والمجتمعات.
:7:-  ( أبرز أسباب الافتراء والكذب والتلفيق والتزوير والبُهتان ) :-
: أوّلاً :- الحسد :- إنَّ سببَ التلفيق واتّهام الناس الأبرياء هو حسدهم ، وخاصة في ما يتعلّق بالعلماء وأهل العلم والدّين والفضل والصلاح والخير – لأنّهم قد يكونون أكثرَ ذكاءً وأعظم شأناً أو أحذق مهارةً من الحاسدين والكذّابين – وهذا الحال كما يجري مع الأفراد يجري مع الكيان الديني والفكري والسياسي أيضاً – ولنلاحظ ما ذكره القرآن الكريم من قصص ، وهي ليست تاريخية ، بل هي للعبرة والاعتبار بها ، كما في قصة قتل قابيل لأخيه من أمّه وأبيه هابيل، وأبوهما نبي واحد – وكذلك قصّة يوسف ، عليه السلام ، وما صنعه أخوته معه من إلقاءه في غيابت الجبّ حسداً منهم إليه.
وإنَّ الشيطان ليؤطّر ذلك الحسد في إطار يجعل صاحبه يعتقد بمشروعيته فيضلّه ويغويه بالنشر والكتابة والبهتان والتزوير.
: ثانياً :- الحقد والعداوة على الآخرين ، بقصد التشفّي والانتقام بتلفيق الأخبار والمقالات ونشرها.
:ثالثاً :- الطمع في المال والجاه والتزلّف لأصحاب السلطة.
: رابعاً :- التحزّب والتعصّب لدينٍ أو لمذهب أو لقوم أو لعنصر.
: خامساً : سوء الظنّ :-  وذلك بحمل الكلام على محمل سيء ، أو بتفسير الأفعال بصورة سيئة ، وترتيب الأثر على ذلك.
: سادساً : - التسرّع والعجلة في الحكم على الأمور دون تثبّت ممّا يُكتَب ويُنشَر من مقالات وأخبار أو أفلام ، ونشرها بسرعة ، وهي في الواقع تستهدف مقام العلماء وأهل العلم والدّين والعقل والصلاح والخير تسقيطاً لهم وتلفيقاً وبهتانا – وينبغي الالتفات إلى خطورة ذلك .
:8:- إنَّ وجهةَ نظرِ الإسلام شرعاً أنَّ اتّهام الناس بالباطل والافتراء عليهم هو بهتان عظيم وأمر فظيع وليس بهيّن عند الله سبحانه – قال تعالى: ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19))) النور.
:9:- إنَّ الافتراء والبهتان والتلفيق والتزوير هو جريمة عظيمة وخطيرة وكبيرة – ليس من الصحيح استسهالها وخاصةً تجاه العلماء ورجال الدّين وأهل الفضل والخير والصلاح .
:10:- ولماذا يكون البهتان والتلفيق والافتراء جريمةً عظيمةً – وذلك لأنّه ظلم للأبرياء من المؤمنين وحتى من غير المؤمنين  - ففيه تسقيط للشخصيّة المعنويّة المحترمة – وهذا ما يُسبّب نفور الناس عنه وابتعادهم منه – وبالتالي حرمان المجتمع من خيرات وبركات وعلوم العلماء وأهل الفكر والعقل والصلاح .
:11:- وكم من الأشخاص مَن يُؤطّر نفسه بعنوان علمي وديني ويكتبُ في صفحاته ضدّ أهل العلم والعلماء ورجال الدّين بالباطل والبهتان ؟  ويخدع الناسَ بذلك ويحرمهم من الانتفاع بالكمالات المعنوية والعلمية والمعرفيّة الموجودة عند العلماء المخلصين – والبهتان أو الافتراء يُسبّبُ الإيذاءَ المعنوي والنفسي الذي يعيشه مَن يكون محلّاً للتسقيط والاستهداف بنسبة الأفعال أو الأقوال إليه وهو براءٌ منها- وربما تجعله يعني سنينا ، وقد قال تعالى : ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58))) الأحزاب .
____________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الخامس والعشرون من جمادى الأولى 1440هجري ، الأوّل من شباط ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________


شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: