:: ثقافةُ الِاحْتِرَاسِ مِنَ الزَّلَلِ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ
فِي حَالِ الرِّضَا والْغَضَبِ- منهجٌ سديدُ وسُلُوكٌ قويم ::
:.. الفرحُ والابتهاجُ بالأعيادِ والمُناسبات أمرٌ
مطلوبٌ لترويح النفسِ وإدخالِ السرورِ عليها – ولكن في حدود رِضا الله تعالى وضوابط الدّين
والأخلاق ..:
:... عن أميرِ المُؤمنين الإمام علي ، عليه السلام ،
أنّه قال :( كُلُّ يومٍ لا يُعصَى الله فيه فهو عيد ) : نهجُ البلاغةِ ، ت ، د ،
صبحي الصالح ، ص 852 ...:
:.. وبمناسبة عيد الغدير الأغرّ - عيد اللهِ الأكبر –
أسعدَ اللهُ أيّامكم وأخذَ بأيدينا للتمسّكِ بولاية ومنهج أمير المؤمنين اعتقاداً
وفِكْراً وسُلُوكا ..:
:1:- إنَّ عيدَ الغدير هو يومٌ عظيمٌ ، يحتفلُ به
المؤمنون تجديداً لِما بلّغَ به النبيُّ الأكرمُ ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ،
في حقّ الإمام علي أمير المؤمنين ، وفي أيّام الحج – وجعلَه أولى بالمؤمنين مِن
أنفسهم وكنفسه الشريفة.
:2:- والعيدُ مفهوماً يبتني على حالةٍ من الشعور بالبهجة
والفرح – وللإنسان أن يسألَ نفسه – لماذا يفرحُ ؟ وهل للفرح حدودٌ أو جزاءٌ في
الآخرة ؟
ونعم للفرح حدودٌ ، وهي أن لا يخرج من حدّ رضا الله إلى
غضبه وسخطه ، وأن لا يثبَ على مَحارم الله سبحانه.
:3:- من حقّ الإنسانِ أن يفرحَ ويبتهجَ ، ولكن ليس من
حقّه أن يتمادى بالخروجِ من حال رضا اللهِ تعالى إلى حاله سخطه في كلّ المناسبات –
في الزواج – في حفل التخرّج وغير ذلك .
:4:- إنَّ الإمام زين العابدين ، عليه السلام ، في
فقراتِ دعائه القويم يُريدُ منّا أن
لا نخرجَ مِن
الجادة السويّة – لأنَّ الإنسانَ مسؤولٌ عن كلّ تصرّفاته في حالِ الرضا والسرور
والغضب .
قال : عليه السلام ،: ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
وآلِه ، وارْزُقْنِي التَّحَفُّظَ مِنَ الْخَطَايَا ، والِاحْتِرَاسَ مِنَ الزَّلَلِ
فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ فِي حَالِ الرِّضَا والْغَضَبِ ، حَتَّى أَكُونَ بِمَا يَرِدُ
عَلَيَّ مِنْهُمَا بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ ، عَامِلًا بِطَاعَتِكَ ، مُؤْثِراً لِرِضَاكَ
عَلَى مَا سِوَاهُمَا فِي الأَوْلِيَاءِ والأَعْدَاءِ ، حَتَّى يَأْمَنَ عَدُوِّي مِنْ
ظُلْمِي وجَوْرِي ، ويَيْأَسَ وَلِيِّي مِنْ مَيْلِي وانْحِطَاطِ هَوَايَ ):
الصحيفة السجّاديّة :
:5:- ينبغي بنا أن نحترسَ ونستعدّ في كلّ حالٍ – حال
الرضا
وحال العبوديّة والطاعة بما يكفلُ لنا عدم تجاوز الحدود – فالتوازن بين الرضا
والغضب مطلوبٌ وضروري – وهو ما يدعونا إلى ضبط سلوكنا في أسرنا – مع أولادنا – مع الزوجة
– وفي كلّ محلٍّ .
:6:- كلُّ المَفاسدِ التي تحدث في حالة الفرح إنما يكون
سببها هو عدم الاحتراس من الزلل– ومُراعاة طاعة اللهِ تعالى ورضاه .
:7:- ينبغي إعمال ثقافة الاحتراس وبحّد سواء في حالي
الرضا والغضب مع الصديق ومع العدو – لضمان عدم الظلم ، وعدم عصيان الله سبحانه :(حَتَّى
أَكُونَ بِمَا يَرِدُ عَلَيَّ مِنْهُمَا بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ ، عَامِلًا بِطَاعَتِكَ
، ).
:8:- في حال الغضب السلبي ينقلب الإنسانُ من صاحب حقّ
إلى صاحب باطل – وقد يهلك بفعل تجاوزه الحدود حتى مع عدوّه : ( مُؤْثِراً لِرِضَاكَ عَلَى مَا سِوَاهُمَا فِي الأَوْلِيَاءِ
والأَعْدَاءِ ، حَتَّى يَأْمَنَ عَدُوِّي مِنْ ظُلْمِي وجَوْرِي ، ويَيْأَسَ وَلِيِّي
مِنْ مَيْلِي وانْحِطَاطِ هَوَايَ).
:9:- توجدٌ ظاهرةٌ غير صحيحة شرعاً ، وهي ( أرضني ) في
حال مطالبة صاحب الحقّ بحقّه ، كما يحدث في حالات إيجار البيت ومطالبة صاحبه
بالخروج بعد انتهاء مدة الإجارة – وما يُؤخّذ بهذه الطريقة من مال هو سحت وحرام
وأكلٌ للمالِ بالباطل.
:10:- وكذلك
التنازل عن الحقوق بالنسبة للأولياء على الصغار ، دون أذنهم – هذه حالة غير
صحيحة شرعاً – وتحدث بسبب المجاملات أو الحياء على حساب صاحب الحقّ - ومَن الضروري
معرفة الحقّ ووجوهه الشرعيّة – ومَن لا يعرف الحقَّ فعليه أنْ يتعلّم.
_____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ
السيِّد أحمَد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ
في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم – التاسع
عشر من ذي الحجّة الحرام ,1439 هجري ، الواحد والثلاثين من آب ,2018م.
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ,
ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق