:: ينبغي مُراعاة مبدأ الشعور بالمسؤوليَّة مُطلقاً - السياسيّة
منها والأخلاقيّة والاجتماعيّة والقانونيّة والمهنيّة والدستوريّة والتربويّة:(( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ
مَسْئُولُونَ))::
:... المَرجعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليا الشَريفَةُ ...:
تؤكّدُ على ضرورة أن يلتزمَ الحاكمُ والمسؤول بالعهود لرعيته ووجوب الوفاء بها -
وأن يكون له شعور بالمسؤولية وثقة بنفسه – لا أن يلقي باللوم في التقصير على
الآخرين – أو يكون تبعاً للغير ومُتّكلاً عليهم...: وتدعو المُجتمعَ إلى أخذ دوره
في المُحاسبة والمُراقبة والمُتابعة.::
:1:- نعرضُ
عليكم مبدأً اجتماعيّاً وتربويّاً مُهمّاً في حياة الفرد والمجتمع ، وهو (الشعور
بالمسؤوليّة ):- هذا الشعور الذي أودعه الله تعالى في فطرة الإنسان وخلقته ، وجعله
مقدمةً للتكليف الإلهي بامتثال الواجبات واجتناب المُحرّمات – فالأنسان كائن
مسؤولٌ عن أعماله وأفعاله وسلوكه أمام الله سبحانه ، وسيُحاسب
و يُثاب عليها.
:2:- إنَّ الشعور بالمسؤوليّة هو مُحرّكٌ ذاتي للإنسان
يدفعه لامتثال التكاليف الإلهيّة تجاه نفسه وتجاه مجتمعه ، وذلك لوجود نظام الحقوق
والواجبات الذي يستدعي أدائها ولو بمشقة أو كُلفة والتزام.
:3:- إنَّ الشعور بالمسؤولية يدفعُ إلى النهوض بالأمة
اقتصادياً ويُحقّقُ لها الازدهار والتقدّم وتغيير الواقع المُعاش.
:4:- ينبغي الالتزام بالعهود والمواثيق التي يقطعها
الحاكم لشعبه ورعيته ، وهذا يأتي من تفعيل مبدأ الشعور بالمسؤوليّة.
:5:- إنَّ المؤثّرات الخارجيّة والبيئيّة لها دورٌ رئيسٌ
في تقوية الشعور بالمسؤولية أو إضعافه – فروح الاتّكال على الغير وحبّ التراخي
والفتور وعدم القيام بالواجب _ هذه تدفع لعدم النهوض بالمسؤوليّة وتضعف الشعور بها
.
:6:- ينبغي تنميّة هذا الشعور بالمسؤولية عند الفرد
والمجتمع ، لأنَّ تركها وإلقائها على الآخرين يؤدي إلى سلبيّات خطيرة على الفرد
نفسه والمجتمع ، وأخطرها:
حلول الفوضى – واختلال النظام العام – وتضييع حقوق
الآخرين وتراجع الأمّة وتخلّفها واضطراب أمورها.
:7:- لقد أكّدت الآيات القرآنيّة الشريفة والأحاديث
المُعتبرَة على هذا المبدأ ونبّهت عليه بصورة دائمة ودعتْ للحفاظ عليه التزاماً
وسلوكاً .
قال تعالى: ((فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(93))) الحجر.
((وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) (93)النحل.
((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)) (24) الصافات.- وفي الحديث الشهير:( كُلكم راعٍ وكُلكم مسؤولٌ عن رعيته ).
:8:- ونفهمُ من هذا الحديث أنَّ كلَّ إنسانٍ في المجتمع
هو مسؤول عن رعيته التي تحته – الحاكم مسؤول عن رعيته وشعبه - مدير الدائرة كذلك – ربّ الأسرة – مسؤول عن
أسرته.
:9:- إنَّ
المطلوب منّا في الوقت الحاضر هو إشاعة ونشر ثقافة الشعور بالمسؤولية ومواجهة
الثقافات المُضادة لها ، مِن حبّ التعطيل لهذا الشعور لدى الفرد والمجتمع ، وإلقاء
اللوم على الآخرين ، والاتكال على الغير- والتبعيّة .
:10:- وهنا نقطة مهمّة جدّاً نُنبّه عليها ، وهي أنَّ
مراتب الشعور بالمسؤوليّة يختلف بحسب موقع الشخص الوظيفي والمهني والاجتماعي والسياسي
والاقتصادي ، وكلّما كان موقعه أكبر كانت مسؤوليّته أخطر ، وتجلب الضررَ في حالِ
عدم القيام بها.
:11:- ولا بُدّ أن تكون ثقافة الشعور بالمسؤوليّة راسخةً
لدى الحاكم أكثر من المحكوم.
( ماهي مُحرّكات و دوافع الشعور بالمسؤوليّة) :-
: أوّلاً:- المُحرّك الداخلي – ويتمثّل بالفطرة السليمة
والضمير الحيّ والوجدان النقي – وهذه هي مَن تدفع للخير و تمنع من الشرّ.
:ثانياً:-
الوازع الديني - ، وهو الأقوى
تأثيراً لو وجد لأنّه نابع من استشعار رقابة الله تعالى ومحاسبته.
: ثالثاً:-التربية والتنشئة المجتمعيّة:- وتبدأ بالأسرة
، حيث يجب أن يكون الأب مسؤولاً عن تربية زوجته وأولاده على الشعور بالمسؤوليّة
وحب الوطن والخير للآخرين.
:12:- ينبغي
بالمجتمع أفراداً ومؤسسّاتٍ أن يمارس دوره في المُحاسبة والمُتابعة والمُراقبة –
رجل الدّين مسؤول – الوجيه الاجتماعي مسؤول – مدير الدائرة مسؤول عن محاسبة
المقصّر في دائرته.
( أنواع المسؤوليّة الإنسانيّة ) :-
:1:- المسؤوليّة الاجتماعيّة :- وتكون بأخذ الأب دوره في
الأسرة وتربيتها.
:2:- المسؤولية المهنيّة:- من ضرورة اتقان العمل
والإخلاص فيه والتعاون وإتمامه.
:3:- المسؤولية الأخلاقيّة – بحسن المعاشرة والسلوك
القويم.
:4:- المسؤوليّة القانونيّة والدستوريّة – باحترام القوانين
والتقاليد الحسنة.
:5:- المسؤوليّة السياسيّة – وضرورة أن يحفظ الحاكمُ
فيها حقوق رعيته وحمايتهم وخدمتهم وصدّ الخطر عنهم والوفاء بالعهود التي يُقدّمها
لهم.
::: أهمًّ مَا جَاءَ
في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، السابع
والعشرون من ذي القعدة الحرام ,1439هجري
– العاشر من آب 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا
الشَرعي ، الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني
المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ
القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق