:.وقضَى الإمامُ مُحَمَّدُ الجَواد ، عليه السَلام ، شَهيداً مَسمومَا - عظَّمَ اللهُ أُجورَكم.:


:.وقضَى الإمامُ مُحَمَّدُ الجَواد ، عليه السَلام ، شَهيداً مَسمومَا - عظَّمَ اللهُ أُجورَكم.:
:. قَبَسٌ مِن المَنهج الإصلاحي والتربوي القيَمي للإمام مُحَمَّد الجَواد ، عليه السلام..:
:1:- إنَّ مِن المَهام الأساسيَّةِ للأئمةِ المعصومين ، عليهم السلام ، هو إصلاحُ الفردِ والمُجتمعِ ، ومِن جملةِ ما وردَ في هذا الشأن عن الإمامِ الجواد ، عليه السلام ،: أنَّه قال:( المؤمنُ يحتاجُ إلى  ثلاثِ خِصال  :توفيقٌ مِن الله عزّ وجل ، وواعظٌ مِن نفسه ، وقبولٌ مِمّن ينصحه)
: مُستدرَك الوسائل ، الميرزا النوري الطبرسي ، ج8 ، ص329 .
ويتجلّى بيان هذه الخِصال القيّمَةِ والتي تكون سبباً للنجاح في الحياة الدنيا
والآخرة بما يلي:
:أوّلاً:- (توفيقٌ مِن الله عزّ وجل ):- إنَّ التوفيق هو توفير مُقدّمات وأسباب النجاح بشعور العبد بقربه من الله تعالى وحاجته إليه وجوداً وبقاءً ، وإذا ما أخلصَ العبدُ لربّه سبحانه فإنّه سيفتح له أبوابَ المعرفة والبصيرة بعواقب الأمور ، ويُيَسِّر له حياته ، وهذه تحتاج إلى التوكّل على الله تعالى وحُسن الظنّ به.
ثانياً:- (وواعظٌ مِن نفسه ):-  إنَّ الموعظةَ للإنسان قد تأتي من داخل نفسه أو من الآخرين من المجتمع – والواعظُ النفسي هو الأقوى تأثيراً لأنّه يرتكز على مُقوّمات مهمّة جدّاً – منها:
:أ:- الموجّه الدّاخلي - :ب: - الرقيب - :ج:- الوازع الداخلي - :د:- الدافع الدّيني :
:: والموجّه النفسي الداخلي هو مَن يضبط ويُسيطر على نوازع الإنسان إلى الخير أو الشرّ ، ففي نفس كلّ إنسانٍ قوةٌ تدفعه للخير والعمل الصالح والفضيلة وأخرى تدفعه للشرّ – فإذا كان هذا الموجّه صالحاً فسيكون سبباً للخير ومانعاً من الشرّ ، والعكسُ بخلافه.
:: والضمير الداخلي ( المُراقب الذاتي) :- هو ما يكون ملازماً للإنسان دائماً – يَرقبُ أفعالَه وأقوالَه وتصرّفاته – وتربية هذا الضمير تأتي من الخوف من الله تعالى وخشيته.
:: وأمّا الوازع الداخلي :- فهو المُحرّك في النفس نحو الخير والفضيلة .
:: والدافع الدّيني:- هو مَن يمنع صاحبه مِن الشرّ وإلحاق الأذى بالآخرين.
: ثالثاً:( وقبولٌ مِمّن ينصحه):- إنَّ الإنسان مملوءٌ بالعيوب والأخطاءِ والزّلات – وأحياناً لا يرى عيوبَ نفسهِ وأخطائه – والآخرون هم مَن يرونها ويُشخصونها – ولكنّه لحبّه نفسه لا يرغب بالنصح ولا يرى عيوبه – بل يعتدّ بنفسه تكبراً وغرورا- وهذه مشكلةٌ تجعله يعتبر النصحَ إنقاصاً منه .
:2:- لقد نبّه الأئمةُ المعصومون ، عليهم السلام ، على ضرورة قبول النصح وتشخيص العيوب ، وقد ورد عن الإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، أنّه قال:
( أحبُّ إخواني إليَّ مَن أهدى إليَّ عيوبي ):- فالإمام يعتبرُ تشخيص العيب هو هدية تُهدى .
: روضة المتقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه، المجلسي الأوّل ، ج 4 ، ص225.:
:3:- لا بُدّ أن نتلقّى ونقبلَ النصيحةَ وتشخيصَ العَيب مِن قِبَل المؤمنين – لأنَّ المؤمنَ مرآةٌ لأخيه المؤمن يرى فيها عيوبه المعنوية والتربوية ، والتشخيص هو من الحقوق الأخلاقيّة – وقد وردَ في الحديث: (المؤمن أخو المؤمن ودليله ).
:أعلام الدّين في صفات المؤمنين ،الحسن الديلمي ، ص441.:
:4:- نحتاجُ إلى الأسلوب الصحيح في بيان العيوب وتشخيصها ، وكما ورد هذا المعنى عن أمير المؤمنين ، عليه السلام :( مَن وعظَ أخاه سراً فقد زانه ، ومَن وعظه
علانيةً فقد شانه ).
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج71 ، ص166.:
وليس من الصحيح التشهير بالعيوب وكشفها أمام المجتمع .
:5:-  ومن جملة الأحاديث الأخرى التي وردت عن الإمام الجواد ، عليه السلام ، وهي ما تُبيّن كيفيّة تحملّ مشاكل الحياة ومحنها الكثيرة ،:( كيف يضيعُ مَن الله كافله ، وكيف ينجو مَن الله طالبه ، ومَن انقطع إلى غير الله وكّله اللهُ إليه)
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج68 ، ص155.:
:6:- إنَّ الذي يقويّ الإنسانَ على مواجهة المشاكل والتغلّب عليها بنجاح هو:
( رسوخ العقيدة العميقة) والتوكّل على الله وحُسن الظن به ، وإدراك أنَّ الله تعالى يفعل ما فيه مصلحتنا وصلاحنا .
:7:- نحتاجُ لترسيخ حالة الثقة بالله تعالى والتسليم إليه على أي حال ، وكما هو معروف في قصة النبي إبراهيم ، عليه السلام ، وحرقه من قبل النمرود ، وكيف نجا من ذلك بفعل عمق الثقة بالله تعالى وقدرته على تخليصه.(حسبي اللهَ ونِعم الوكيل).
:8:-ومن الأحاديث الواردة والمهمة في تهذيب النفس :( ومن سلامته قِلّة حِفظه لعيوب غيره ، وعنايته بإصلاح عيوبه ). وليترك الإنسانُ البحثَ عن عيوب الآخرين وينشغل بعيوب نفسه وإصلاحها حتى يسلم .
_____________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس  ,اليوم – السابع و العشرين من ذي القعدة الحرام ,1439 هجري ، العاشر من آب ,2018م. ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ  تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________

شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: