حركة أنصار الله (الحوثيون ) وفرضية عصر الظهور الشريف
__________________________________________
إنَّ كل ما يقدّمه الباحثون من قراءة ترابطية تجمع بين التراث والمعاصرة في تفسير الحدث الراهن في مجمل القضية المهدوية الشريفة .
هو بناءُ على التحليل والإستنتاج بالإفتراض الثبوتي والإحتمالي و من باب الترقب والإنتظار الواعي والمنتج لظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) لايصل لدرجة القطع والجزم يقيناً.
وهنا أذكرُ أموراً مهمة يجب إدراكها وهي كالآتي .
1: إنَّ وظيفة الإنسان المؤمن في عصر الغيبة الكبرى تتلخص بالترقب والإنتظار قكرا وسلوكا وبطريقيّة العلامات غير المحتومة والمحتومة والتي تكشف إنيّاً عن ذي العلامة لامحالة بحسب تحققها وقوعاً ودلالةً .
وهذا الترقب والإنتظار الطريقي يُساعدُ في إنماء العقيدة المهدوية إلتزاماً وتصورا وبحثا وخيارا.
2: مما ينبغي التنبه له في قراءة الأحداث الراهنة هو ضرورة الإحاطيّة التامة لا الطرفيّة الحرفيّة .
بمعنى أنَّ في سياقات عصر ما قُبيل الظهور الشريف ثمةَ أحداثٍ كثيرة ومترابطة بعضها ببعض على مستوى الجغرافية والشخصيات والمواقف والنتائج .
فمثلاً لو أردنا أن نحتمل أنَّ حركة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن ممكن أن يكونوا هم مُنطبق راية اليماني الموعودة (راية هدى).
فسنواجه إشكاليّة التفكيك بين الحركتين المتلازمتين والسريعتين والمعاصرتين في نفس الوقت وهما حركة السفياني وحركة اليماني وهما من المحتومين قطعاً بحيث إذا حدث وظهر أحدهما حدث وظهر الآخر (كفرسي رهان يستبقان إلى الكوفة)
فضلاً عن إشكاليّة الحَراك الجغرافي في الصراع الذي يدور في وقته وهو في العراق بحسب الروايات الشهيرة أي أنَّ الصراع بين رايتي السفياني واليماني سيقع في العراق .
3: إنَّ القراءة الإسقاطية غالبا ما تعتمد على روايات تتحدث عن علامات غير حتمية
وإن وردت بصورة خبر الواحد المفيد للظن لا القطع إلاّ أن يحتف بقرائن قطعية تولّد اليقين .
ومنها محل القصد من موت ملك الحجاز أو إختلاف بني فلان وغيرها وهنا لايمكن القطع بصحة الإسقاط في التحليل إلاّ بعد تحقق ما يتوقف عليه من حدثٍ أكيد.
كظهور الإمام المهدي مثلا وهو لم يتحقق بعد وقد مرّت فترة الوقت في منطوق الروايات بوصف الحكم بالشهور والأيام.
4: إنَّ من أهم ما تقدمه الأحداث الراهنة والمتسارعة هو تعزيز وتقوية الوظيفة العقدية والشرعية عند المؤمنين المنتظرين بحكم القابلية الإنطباقية وتجاوز الظلم والفساد على قيمة العدل والإصلاح في حَراك النوع الإنساني ونظامه الأخلاقي والإجتماعي.
مما يشي من قريب بحتميّة وقوع الظهور الشريف حفظاً للعدل والإصلاح وإعلاءً لكلمة الله العليا .وتحقيقا للوعد الحق بإقامة دولة العدل الإلهي في الأرض .
5: هناك ثمة أمرٍ يجب إدراكه بجد وبإخلاص وهو التمهيد العقدي والثقافي والسلوكي والعسكري وحتى الإجتماعي .
إذ أنَّ مشروع الظهور الشريف هو مرتبطٌ بمقدمات إعدادية لامحالة بحسب مقتضيات السنن الكونية والتأريخية والإجتماعية وحتى السنن السياسية .
فما لم تكن هناك قاعدة قوية موالية ومؤمنة بالإمام المهدي (عليه السلام) وقادرة على نصرته فلا قطع بالظهور القريب .
إذا قلّة الناصر وإحتمال الخذلان هما من موانع الظهور الشريف .
_______________________________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
0 التعليقات:
إرسال تعليق