:: الإمامُ عليُ بن أبي طالب :عليه السلام: يختزلُ توحيد الله تعالى بكلمةٍ واحدة ::



::  الإمامُ عليُ بن أبي طالب :عليه السلام:
 يختزلُ توحيد الله تعالى بكلمةٍ واحدة ::
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين


 لقد إختزلَ   أميرُ المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب: عليه السلام:

 معنى ومفهوم التوحيد الإلهي
بكلمة واحدة:
وهي في قوله:ع:

 ((  التوحيدُ أنْ  لا تتوَهَمَه  ))
: خصائص الأئمة: الشريف الرضي:ص124.


وهذا كلمةٌ وجيزة بلفظها ولكنها عملاقة بمعناها وقيمها ومعطياتها ووفّرَت للمؤمنين جهدا كبيرا
في ضرورة وعيها وإدراكها واقعيا 



في حين أنَّ الفلاسفة صنفوا كتبا ومجلدات للبرهنة العقلية والفلسفية على توحيد الله تعالى بصورة حقة


ولكن أمير الفصاحة والبلاغة علي ابن ابي طالب:ع:

إختصرها وبيقين قاطع بهذه الوجازة الرائعة
إذ إنه :ع:
مرّ بنا الى توحيد الله تعالى من خلال الإزاحة المعرفية التي إنطلق بها من نقطة الوعي القويم الى الهدف المستقيم رأساً وهو معرفة التوحيد الإلهي .




فعلي:ع:
 قد إختصر المسافة الإدراكية في بعدها الفيزيائي والمعرفي.


وهذه هي الفصاحة والبلاغة الراقية إذ أنَّها إختزلت اللفظ وأشبعت المعنى قيمة ومُعطى.

فالأنسان بحسب تركيبته الذهنية كلما يُريدُ أن يحكم على شيء يهرع الى ذهنه مُتصورا ذلك الشيء

كي يحكم عليه أو يُحاول إدراكه

ولكن هذا لا يتحقق مع حقيقة الله تعالى الواقعية والتي عجزت العقول
عن ادراك كنه معرفتها فضلا عن عجزها عن ادراك حقيقتها

ولا يتصور  الإنسان في يوم ما إمكانية  الإحاطة بمعرفة ذات الواجب تعالى شأنه وكنهه  

 وكل ما يتصوره المخلوق ويميزه بوهمه بأدق معانيه فهو مخلوق مثله مردود إليه ،

فالكلُ متحيّرٌ في معرفة كنه الباري تعالى وتقدس

وإنما يُعرف تعالى شأنه بالوجه والآثار

،وإستشعار وجوده كخالق حقيقي لنا تعالى.


وينبغي أن يلتفت الإنسان المؤمن إلتفاتة يقينية وعقلية الى أنّ توحيد الله تعالى

 هو ليس مجرد ألفاظ
يُرددها كتأديته للشهادة

 (بأنْ لا إله إلاّ الله )

نعم هذا مطلوب ذكره والإيمان به قلبا ووجدانا

لا بل التوحيد الحقيقي أن يتيقن الإنسان المؤمن

 بأنّ خالقه الله تعالى واحد أحد فرد صمد بمعنى يتعقل
بذهنه نفي الشريك عنه قطعا

 وهذا هو معنى التوحيد الذاتي لله تعالى

وقد أكدته السورة القصيرة بألفاظها الكبيرة بمعطياتها وثمارها ألا وهي سورة التوحيد(الأخلاص)


بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{ 2} اللَّهُ الصَّمَدُ{ 3} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{4} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{ 5}

ثم إذا تيقن الإنسان المؤمن وأدرك مفهوم التوحيد الذاتي لله تعالى

 فعليه أي يدرك ويفهم التوحيد الصفاتي لله تعالى

 بمعنى يعرف أنّ لله تعالى صفات ثبوتية كمالية ككونه حيٌّ وعليم وقادر ومُريد وسميع بصير.




وفي نفس الوقت مطلوب منه أن يُنزه ربه تعالى من صفات النقص والتي تُسمى بالصفات السلبية
أي التي يجب سلبها عن الله تعالى وعدم توصيفه بها كالجسمانية




   وكونه في مكان أو له طول أو عرض

 أو كونه في جهة ما أو متحد مع غيره كما زعم النصارى بذلك
 أو كما ذهبت بعض الفرق الضالة والتي حسبت نفسها على الإسلام فقالت بجسمانية الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.


وأيضا على الإنسان المؤمن بأن يدرك في حال توحيد لله تعالى ويقينيته بذلك بأنّ لله تعالى أفعال


يجب أن يعتقد بها ككونه تعالى خالق وباسط الرزق وباعث من في القبور ومجري الأمور

ويُحيي ويُميت وغيرها وهذا هو التوحيد الأفعالي لله تعالى بمعنى أنه سبحانه مستقلا في أداء أفعاله
وقاهرا غير مقهور.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرتضى علي الحلي:  النجف الأشرف:
شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: