المُكابَرةُ والعنادُ في إنكار حقيقة نَصبِ الإمام المعصوم:عليه السلام: إلهيّا:
========================= ===================
:وقفة مع الأسباب :
============== ==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
:سؤال:
صحيحٌ أنَّ العقلَ البشري يدرِك القضايا الضرورية في هذه الحياة .
كقضية وبديهية أنَّ السماء فوقنا
والكلَ اكبر من الجزء
و قضية وضرورة نصب الإمام المعصوم :ع:
إلهيَّا للناس أجمعين
ولكن نفس هذا العقل البشري الذي يُدرِك ذلك هو ذاته موجود عند المُنكرين لقضية وضرورة وجوب نصب الإمام المعصوم:ع: إلهيَّا
ومع هذا فهم يكتفون ببعثة الأنبياء وإرسال الرسل وحسب .؟
:الجواب:
نعم إنَّ العقل البشري بشقيه النظري والعملي هو واحد في نوع الإنسان وجوديا .
بمعنى أنَّ كل فرد من أفراد الإنسان هو قادر على تعقل وإدراك ما يدركه الآخرون من بني نوعه للقضايا البديهية والضرورية في هذه الحياة.
فمثلا لا يختلف إثنان من بني الإنسان على أنَّ الظلم قبيح وأنَّ العدلَ أمرٌ حسن.
وإنَّ إنكار المُنكرين لبديهية وضرورة وجوب نصب الإمام المعصوم :ع: إلهيَّا للناس أجمعين
إنما يأتي من منطلق الإستكبار النفسي والعناد للحق مهما كان واضحا.
وهم حقيقة يُخالفون وجدانهم الذاتي والأخلاقي في إنكارهم هذا.
ويدركون جيداً حقيقة البديهيات والضروريات من الأشياء .
وهم كما عبَّرَ عنهم القرآن الكريم.
حيثُ قال تعالى:
((وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً )) النساء :150
(( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) :البقرة85
هذا في صورة إكتفائهم ببعثة الأنبياء وإرسال الرسل :
أما في صورة إنكارهم وجوب وضرورة نصب الإمام المعصوم :ع: إلهيَّا:
فقد بيَّنَ القرآن الكريم هذه الحقيقة العنادية للمستكبرين وعنادهم:
حيث قال تعالى:
((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )) النمل14
أي :
أي هم يُكذِّبون وينكرون القضايا الواضحة الدلالة على صدق وحقيقة نصب الإمام المعصوم:ع:
إلهيَّا بعد ختم النبوة المحمدية الشريفة:
وينكرون بألسنتهم أنْ يكون نَصب الإمام المعصوم :ع: من عند الله
وقد استيقنوها في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم
فإنكارهم إنَّما جاء منهم اعتداءً على الحق وتكبرًا على الاعتراف به.
وهذه الحقيقة التي حكاها القرآن الكريم ليستْ هي مُنحصرة في صورة إنكار المنكرين لضرورة وجود إمام معصوم:ع: منصوب من قبل الله تعالى.
بل إمتدتْ حتى الى إنكار ضرورة ووجوب وجود الله تعالى كإله وخالق للبشر.
وفي هذه الصورة
( صورة الكفر بالله تعالى والعياذ بالله)
أيضا يأتي الإنكار من دوافع التكبر على الحق والعناد.
ومخالفة الوجدان الأخلاقي والذاتي في كيانية البشر.
فقال تعالى حكاية عن هذه الحقيقة:
((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)) العنكبوت61
أي:
ولئن سألتَ -أيها الرسولُ محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:
المشركينَ:
مَنْ الذي خلق السموات والأرض على هذا النظام البديع وذلَّل الشمس والقمر؟
ليقولُنَّ: خلقهن الله وحده
فكيف يصرفون عن الإيمان بالله خالق كل شيء ومدبره ويعبدون معه غيره؟
فإعجب من إفكهم وكذبهم.
وقوله تعالى أيضا:
((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ))لقمان25
وكثيرة هي الآيات التي تعرّضتْ لعناد وإنكار المُنكرين للقضايا الضرورية والبديهية في هذه الحياة.
فإذن إنَّ إنكار المُنكرين والمُعاندين للحق والبديهيات من القضايا
إنما هونتيجة مرضٌ نفسي وذاتي في هويتهم الفكرية والسلوكية
يجعلهم يُعاندون الحق وهو أبينٌ أمر وأوضحه
ولكن إنكار الحق ورفضه لايُغيّر من الواقع شيئا
فالحق حقٌ ولو أنكرته الخلائق كلها .
كما قال تعالى:
(( فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ )) يونس32
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف:
0 التعليقات:
إرسال تعليق