: توظيفُ الإنسانِ حظَّه في الحياتين الدنيا والآخرة بما يُرضِي اللهَ سبحانه – بحسب وصيّة الإمام جعفر الصادق، عليه السلام ، حيث قال : (وخُذ حظّكَ مِن آخرتك ، ولا تكن بطراً في الغنى ، ولا جزعاً في الفقر) : بحار الأنوار ، المجلسي ، ج75 ، ص283:


: توظيفُ الإنسانِ حظَّه في الحياتين الدنيا والآخرة بما يُرضِي اللهَ سبحانه – بحسب وصيّة الإمام جعفر الصادق، عليه السلام ، حيث قال :
(وخُذ حظّكَ مِن آخرتك ، ولا تكن بطراً في الغنى ، ولا جزعاً في الفقر)
: بحار الأنوار ، المجلسي ،
ج75 ، ص283:
:1: لقد أعطى اللهُ تعالى لكلّ واحدٍ منّا حظّه ونصيبه من العمر والصحة والعافية والمال وغيرها من النِعَم بمقدارٍ محدّدٍ ومُعيَّن – ينبغي توظيفه بما يتناسب مع طبيعة الحياة الدنيا الفانية والزائلة – وبما يجعلها طريقاً صالحاً موصلاً للدّار الآخرة الحقّة الباقيّة .
:2: إنَّ الحياة الدنيا هي وسيلة جعلها الله تعالى لكي يصل الإنسان من خلالها إلى الآخرة واستحقاقاتها ، وذلك بالاستفادة ممّا منحه فيها من نعم كونية وبشريّة .
:3: ليس من الصحيح توظيف الإنسان إمكاناته وخبراته وقدراته والِنعَم لأجل الدنيا فقط دون النظر إلى الآخرة ، وكأنّ الدنيا هي الباقية.
:4: قال اللهُ تعالى: ((وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)))القصص.
:5: ثًمّ قال الإمام الصادق، عليه السلام،:( ولا تكن بطراً في الغنى ، ولا جزعاً في الفقر):- البطر – هو صفة ذميمة ، وتعني الطغيان والغرور وتجاوز الحد المطلوب في استخدام وتوظيف النعم- فكلّ واحدٍ منّا له حقّ معلوم في ما ينعم الله عليه ، وللآخرين حقّ فيه - ينبغي أن لا يتجاوزه أو يمنعه.
:6: إنَّ تجاوز الحدود والطغيان له صور متعدّدة ، منها :- تصوّر الإنسان أنّ ما بيديه من نِعَم هو لصفاته الذاتيّة في نفسه وتوهم أنّه أفضل من غيره- كلّا – بحيث يجعله ذلك يطغى ويستكبر – ومنها:- نسيان حقّ النعمة وعدم شكرها- - ومنها : الشعور بالزهو والفرح بما عنده والغفلة عن زوالها.
:7: في واقعنا – من الناس من يتباهى بما عنده ويبطر ويمنع الآخرين حقّهم ، ولا يهتم بجمع ماله من حلالٍ أو من حرام ؟ - وبينما الفقير المؤمن يصبر على حاله ويرضى بقضاء الله تعالى – وهو الغني والأفضل فعلاً والفائز بالعاقبة الحسنة في الآخرة .
فعن رسول الله ، صلّى الله عليه وآله أنّه قال : (إنَّ أحبَّ العباد إلى الله الفقير القانع برزقه الراضي عن الله تعالى   -  لا أحدَ أفضل من الفقير إذا كان راضيا  -و يقول الله تعالى يوم القيامة : أين صفوتي من خلقي ؟ فتقول الملائكة : مَن هًم يا ربّنا ؟ فيقول : فقراءُ المسلمين القانعين بعطائي الراضين بقدري ، ادخلوهم الجنة . فيدخلونها ، ويأكلون ويشربون ، والناس في الحساب يترددون )
: جامع السعادات ، النراقي، ج2 ، ص 67:
______________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المهَدي الكربلائي، دام عزّه ،الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس اليوم, الواحد والعشرين من جمادى الأولى 1441 هجري  - السابع عشر من كانون الثاني 2020م .
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَف .




شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: