المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ :- توجّه بضرورة الاعتبار بما قاله الإمامُ
الحُسَينُ ، عليه السلام، في حواره مع الوليد والي المدينة (
ومِثَلِي لا يُبَايع
مِثْلَه ) :-
وهذه القاعدةُ هي منهجٌ حُسيني خالدٌ وباقٍ في كلّ
الأوقات والأزمان والعصور ، لأنّ الحُسَين يُمثّل الصوتَ الأقوى – صوت الحقّ
والخير والاستقامة والفضيلة والعدل والأمانة والنزاهة والمِصداقيّة والرفض للظلم
والخنوع والذّل والهوان.
ولا يلتقي هذا المنهج مع منهج الطرف الآخر ، منهج الظلم
والفساد والخيانة والرذيلة وغصب الحقوق ومنهج قتل النفس المُحترمَة .
ولا بُدّ من أن تكون هناك استحالة التقاء بين الفضائل
والرذائل.
:1:- إنَّ هذه الجملة الشريفة التي أطلقها الإمام الحُسيَن
، عليه السلام، تُمثّلُ خطّاً عريضاً وواضحاً لمسألة الاختلاف والمُضادّة والتفاوت
التام بين منهج الحُسين ومنهج الطرف الآخر ، وهي مقولة ممتدّة في كلّ زمان ومكان
وإن تطلّبت سفك الدم.
:2:- إنَّ الإمام الحُسين ، عليه السلام ، ومن خلال هذه
المقولة الشريفة قد جعل هناك خطّين متوازيين لا يلتقيان أبدا – خطّ ( مِثلي ) وخط
الطرف الآخر( مثله) وبينهما تضاد وعدم التقاء أصلاً – بمعنى أنَّ مثلي لا يَلتقي
ولا يُبايع مثلك.
:3:- هذه المقولة أصبحت طريقاً واضحاً في رفض ومواجهة
الطرف الآخر وتحت أيّ ضغط من الضغوط ، ولا يمكن أن يجتمعا كاستحالة اجتماع السواد
والبياض في ورقة واحدة وفي آنٍ واحدٍ ، وحتى الأطفال يدركون معنى هذا التضاد.
:4:- إنَّ
الإمامَ الحُسَينَ ، عليه السلام ، أو العَالِم يُقدّم فكره وخطّه الحقّ ودمه على
حياته من أجل الإصلاح ورفض الفساد ، لأنَّ منهج الإمام الحُسين منهج الاستقامة ،
بينما منهج الطرف الآخر منهج الاعوجاج والانحراف.
:5: - الإمام الحُسين توجد في منهجه الأمانة ومنتهى العدل
– والطرف الآخر عنده الخيانة والظلم وسفك الدماء – وهذا منهجان لا يجتمعان ولا
يلتقيان أبدا- وقد طبّق ذلك ، عليه السلام
، في واقعة الطف حيث سقى جيش الحرّ الماءَ بعد أن جعجعَ به ، بينما هم منعوا عنه
الماء ، وكما صنع أبوه أمير المؤمنين ، عليه السلام، في صفين حيث لم يمنع الماء عن
العدو كما منعوه عنه.
:6: - ولقد
تجلّى عدلُ الإمام الحُسَينِ في منهجه بمنتهاه حيث وضع خدّه الشريف على خد الشهيد
جون العبد كما وضع خدّه على ولده علي الأكبر .
:7:- هذه القاعدة ( ومثلي لا يبايع مثله) هي قاعدة
حقيقيّة وحقّة لا تمثل شعاراً فحسب ، وفيها لاءات حقيقية وواقعيّة( لا أعطيكم بيدي
إعطاء الذليل ،ولا أقرّ لكم إقرار العبيد ) ترفضُ منهجَ الطرفَ المُقابلَ ،
وتقرّبنا من منهج سيّد الشهداء خطوة خطوة ، وهي مُستقاة من منهج النبي الأكرم ،
صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والذي رفض ترك الدعوة مقابل منهج الجهلة والمشركين.
: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا
الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، السادس من مُحرّمٍ الحرام 1441 هجري ، السادس من
أيلول 2019م - عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة السيّد
أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ
.
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجف الأشرفُ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق