:: المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ
: - إنَّ مقتضى علاقتنا بمجتمعنا ومَحبّتنا
له ، ونحن جزءٌ منه - يجعلنا نستشعرُ المُشكلَةَ في المُجتمع ونسعى للحلّ -
فكيف لنا أن
نكوّنَ مُجتمعاً جيداً ؟ وهناك تصدّع ،
وهذا التصدّع من وراءه عوامل كثيرة.
وأمّا الذي لا يستشعر دقّات جر
س الإنذار فهو في
غفلة أو أنّه لا يُريد أن يستشعرَ الخطر .
:: هناك عوامل
تؤثّر في بناء المجتمع وفق نظرِ علماء الاجتماع والأخلاق والتربيّة الدِّينيَّة
والتربيّة الحضاريّة – وكلّ هذه الأمور لها دخل في بناء المجتمع وتحصينه.
:1:- ينبغي
دراسة العوامل التي لها دخالة في بناء المجتمع وتحصينه والوصول به إلى الأحسن ، فبعض
الناس يُريدُ النتائجَ جاهزةً من دون أن يكون طرفاً في الحلّ – فإن جاءت النتائج
جيدةً حمدَ اللهَ – وإن جاءت سلبيّة نقمَ على الآخرين.
:2:- لقد تكلّمنا سابقاً ومراراً عن الأسرة ومعناها
وأهميّـتها بوصفها : الكيان المقدّس – وتحدّثنا عن المدرسة وعن الجوّ العامِ ،
والذي لا يُفرَّق فيه بين الحريّة والفوضى – ونرى حالة فوضى -و إنَّ مهمّة تكوين الأسرة هي مهمّة نبيلة.
:3:- كلامنا
اجتماعي يهدف إلى بيان المسألة التربويّة والتعليميّة بعنوانها العام لمن يتصدّى
لمهمّة التربية والتعليم في المدارس الأكاديميّة بمراحلها المتعدّدة – الابتدائيّة
والمتوسطة والثانوية والجامعات – والطالب يقضي قرابة عشرين سنةً فيها بمراحله
العمرية من الصبا والشباب والنضوج– ممّا يستدعي
ذلك وجود صياغة للطالب ورؤيّة تربوية وتعليمية تجعله يخرج للمجتمع نافعاً وهادفا.
:4:- إنَّ من أوّل المشاكل ، والتي هي من العوامل
السلبيّة في مسألة التربية وبناء المجتمع – أنَّ المتصدّي لا يعلم خطورةَ الوظيفة
التي هو فيها ، فقطعاً لا تأتي النتائج صحيحةً .
:5:- إنَّ مهمّة التربية والتعليم هي أقدس المهام ،
وكلّ المجتمعات الإنسانيّة تقدّسها – الدينيّة وغير الدينيّة منها – هناك مقدّسات
لا يمكن تجاوزها – وعلى رأسها احترام العلم والعلماء والمعلّم- لما لها ن تأثير
كبير في بناء المجتمع وتطويره.
:6:- ينبغي أن يعلم كلّ من يتصدّى لمهمّة التربية
والتعليم أنَّ المهمّة الملقاة على عاتقه هي مهمة مقدسة ، عليه أن ينظر إليها
نظراً مسؤولاً ثُمّ ينظر إلى الأجر.
:7:- والأسرة تعتقد أنّ أبنائها هم أمانة مودعة في
المدارس بعنوانها العام وتنتظر منهم أن يرجعوا بالتطوّر الفكري والنضوج العلمي
والتربوي – فهناك أسر تهتم بمعايير أخلاقيّة في تربية أبنائها وتراقب .
:8:- ليس من الصحيح أن يُشجّعَ الطالبَ على الغش –
فالذي يشجّع على الغش سيغشّه ولده فيما بعد – ومن يزرع الغش يحصد غشّا.
:9:- لا تسعوا إلى التفكيك بين رابطة المعلّم بعنوانه
العام مع تلميذه وطلاّبه –
ولا بُدّ من وجود هيبة في الجهة التعلميّة أمام
الطّلاب – وإذا فقدت سيفقد الطالب الثقة بها.
:10:- لقد أكّدنا
من قبل على أن توجد حصانة مجتمعيّة تتزامن مع مراحل التعليم من الصغر إلى النضوج ،
والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر – وعلى الأسرة أن تراقب ولدها في المدرسة
علميّاً وأخلاقيّا وتربويّاً .
:11:- نعم المعلّم له حقوقه المحفوظة من ضرورة توفير
متطّلباته الحياتيّة المناسبة ، ولكن عليه أن لا يستسلم في أداء وظيفته المقدّسة –
فإنَّ ذلك سيؤثّر على المجتمع – وربّما نحاصر بجيل لا يحبّ بلده ولا يعرف شيئاً عن
الاحترام .
:12:- نريدُ
من أهل القرار قراراً والتفاتاً – فهذا مجتمعنا وكلّنا مسؤولون عنه – ويتحتّم علينا
أن نبدأ بالعلاج ، فالتعليم له حرمة يجب مراعاتها – وكنّا نخافَ المعلّمَ ونقدّسه –
وعلينا أن نرجعَ الثقةَ إليه ، وهو عليه أن يستعيدها بنفسه.
____________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ
العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثاني من جمادى الثانية 1440 هجري ، الثامن من شباط ،
2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه
، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ
.
:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ
القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق