(
أمرٌ هامٌّ جِدّاً ) :- إنَّ قوّةَ المرجع
الدِّيني الأعلى ورمزيّته المُقدّسَةِ تكمنُ في قوّةِ كمالاتِه المعنويّة وزهده وتقواه
وورعه وأخلاقه ، وعدالته واستقامته – ولذا يُواجه بالتسقيط الدّيني ضرباً لمنزلته
في قلوب أتباعه ومُحبّيه بالكذبِ والافتراءِ
والبُهتان مِن قبل جهاتٍ لها أغراضٌ
وأهدافٌ تبتغي الإطاحةَ بالفكر والكيان ورموزه وأهله مِن العلماء الأفاضل .
المَرجَعيَّةُ
الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُحذّرُ مِن أخطر الظواهر المُجتمعيّة التي
تستهدفُ ضربَ المنظومة الأخلاقيّة – ألا وهي التسقيط الدِّيني للعلماءِ وقادة
الفكرِ وأهل العلم الأفاضل والمؤمنين .
:1:- إنَّ من أخطر ما نراه في وقتنا الحاضر هو
التسقيط الدّيني للشخصيّة الاعتباريّة والرمزيّة للمرجع والعلماء الأفاضل
والمؤمنين ، وهذا أمرٌ مُبتَلَون به حاليّاً.
:2:- هناك
أشكالٌ للتسقيط الدّيني – منها : أوّلاً :- التشويه الفكري .
ثانياً:
تسقيط الكيان والفرقة . ثالثاً : تسقيط
الرموز الدّينيّة .
:3:- وفي التشويه الفكري – يَلجأ الآخر بعد عجزه وعدم
تمكنه من ضرب الرموز الدّينيّة في استقامتها السلوكيّة وكمالاتها المعنويّة – يلجأ
إلى تشويه حقائق ومعارف الفكر الدّيني بتفسيراتٍ تناسبُ أهواءَ وأهدافَ الجهاتِ
التي تقفُ وراءَ ذلك التسقيط .
:4:-
وأحياناً يلجئون إلى سلبِ مقامات وفضائل
وصفات حسنة وحميدة للكيان ومَن يتبعه ويَعتقدُ به تشويهاً له وعزلاً لهم عنه في
المجتمع .
5:- إنَّ
تسقيط رموز الدِّين وقادة الفكر أمام الناس يهدفُ إلى إسقاط مَحبتهم ومكانتهم في
القلوب – لما لهم من تأثير كبير ، ولما يمتلكونه من كمالات معنويّة وأخلاق عظيمة
وورع وزهد تُعطي قوّةً للرمز وللمرجع تجذبُ الناسَ إليه فتتبعه وتعمل بتوجيهاته –
لذا يُنسَبُ إليه أفعال وصفات نفسانيّة تتنافى مع كمالاته وعدالته توهيناً له
وتشويشا.
:6:- ومن
جملة هذا التسقيط الدّيني هو ما يتعرّض
إليه العلماء العاملون وأفاضل أهل العلم والمؤمنون مِن حملة كَذبٍ وافتراءٍ وتشويهٍ
لصورتهم ، والتي لها علاقة باقتداء الناس بهم وبفكرهم .
:7:-
إنَّ الغرض من وراء حملات التسقيط الدّيني للرموز والقادة والعلماء الأفاضل هو لتفريغ
الساحة الدّينيّة والاجتماعيّة منهم حتى تبقى للمُضليِّن – وهذا ما نشهده في وسائل
الإعلام والتواصل الاجتماعي ، والتي تمتلك القدرة والتأثير على فبركة القصص
الوهميّة والأخبار الكاذبة ومحاولة إقناع البسطاء والسذج من الناس بها.
:8:- وهنا
ينبغي التثبّت من النشر والكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام ، لكي
نحافظ على مهابة وقداسة وجلالة عالم الدّين وأهل العلم الأفاضل .
:9:- وأما
التسقيط الاجتماعي :- وهو تتبّع زلّات وعثرات الناس والآخرين أخلاقيّاً ونشرها على
نطاق واسع في صفحات وسائل التواصل فهذا من أخطر الظواهر الاجتماعيّة الراهنة ، والتي
لهها آثارها السلبيّة في الدنيا والآخرة – وقد ورد عن النبي الأكرم ، صلّى الله
عليه وآله وسلّم : ( لا تطلبوا عثراتِ المؤمنين ، فإنَّ مَن تتبعَ عثراتِ أخيه تتبعَ
اللهُ عثراتِه ، ومَن تتبعَ اللهُ عثراتِه يفضحه ولو في جوفِ بيته )
:
الكافي ، الكليني ، ج 2 ، ص 355 . :
:10:
- ومن جملة وسائل التسقيط الاجتماعي :- الكذب والافتراء ونسبة الأفعال في وسائل
التواصل والإعلام دون وجه حق أو واقع – أو تكبير الأمور وتضخيمها وتكرار نشرها
- وهذا أمر قد يُمرّر على بعض الناس من
البسطاء والسذج – ومع التثبت والتحقيق لا يمكن أن ينطلي على المؤمنين الواعين .
:11:-
لا ينبغي كشف الأسرار الاجتماعية
والأخلاقيّة والماليّة – وحافظوا عليها وعلى خصوصياتكم – وخاصة في ما يتعلّق
بالنساء – ممّا يهدد السِلمَ الاجتماعي أو يضرب استقرار العوائل أو يؤدّي إلى
القتل.
:12:-
يجب الالتفات إلى النتائج والآثار الخطيرة
من ذلك التسقيط الدّيني والاجتماعي وعدم الغفلة عنها - وفي وصيّةٍ قيِّمةٍ عن أبي الحَسن الإمام الرضا ، عليه السلام، : ( قال : يا عبد العظيم أبلغ
عني أوليائي السلام ، وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ، ومُرهم بالصدقِ
في الحديث وأداء الأمانة ، ومُرهم بالسكوت ، وترك الجدال فيما لا يعنيهم ، وإقبال بعضهم
على بعض و المزاورة ، فإن ذلك قُربةً إليّّ، ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا ،
فإنِّي آليت على نفسي ، أنّه مَن فعلَ ذلك وأسخط وليّاً من أوليائي دعوتُ اللهَ ليعذبه
في الدنيا أشدّ العذاب ، وكان في الآخرة مِن الخاسرين).
: الاختصاص
، المفيد ، ص 247.
____________________________________________
:: أهمُّ
مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة
، الحادي عشَر من جمادى الأولى 1440هجري ، الثامن عشَر من كانون الثاني ، 2019م ، وعَلَى
لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ
الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين
– مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا
بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم
الدُعَاءَ.
___________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق