المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُحَذّرُ من ظاهرةِ غيابِ دورِ الأبِّ في الأسرةِ ، وتدعو للاهتمامِ بالمسؤوليّةِ الشرعيَّةِ و التربويّةِ تجنّباً للتفكّك الأُسري الذي يَعصفُ بالمُجتمع. : وعلى الجميع تحمّل مسؤوليّته التربويّة في ذلك ، مِن الدّولة والمُنظمات لتلافي ضياع بعض الأطفال وتشرّد بعض البنات .

المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُحَذّرُ من ظاهرةِ غيابِ دورِ الأبِّ في الأسرةِ  ، وتدعو للاهتمامِ بالمسؤوليّةِ الشرعيَّةِ و التربويّةِ تجنّباً للتفكّك الأُسري الذي يَعصفُ بالمُجتمع.
: وعلى الجميع تحمّل مسؤوليّته التربويّة في ذلك ، مِن الدّولة والمُنظمات لتلافي ضياع بعض الأطفال وتشرّد بعض البنات .
:وتُشخصُ التأثيرَ الكبيرَ لِعَالَمِ التكنلوجيا على الأُسَرِ ، وتفكيك عُرى المودّة والتماسك فيها .
:1:- نتحدّثُ إليكم عن موضوع له أهميّة كبيرة جدّاً في المجتمع ، وهو موضوع الأسرة ، النواة التي إن طابت طابَ وصلُحَ المُجتمع ، وإن لم تطب لا قدّرَ اللهُ ستحدث مَفاسدُ عامةٌ .
:2:- لا بُدّ عند تشخيص المشكلة في الأسرة بالدخول الدقيق في التفاصيل وإيجاد الحلول لها –  وبعض الناس لا يُريد أن يفهم الكلامَ أو يتغافل أو أنّه جاهل أو غير مُكترث أصلاً .
:3:- في كلّ المُجتمعات توجد ( الحصانة الاجتماعيّة ) والتي هي مجموعة ضوابط تُحدد السماحَ ببعض الأشياء وعدم السماح ببعضٍ آخرٍ منها.
:4:- إنَّ اهتمام أسرنا الكريمة بمسؤوليّتها التربويّة يُعتبر السدّ المنيع بوجه هدم المجتمع – وأمّا مَن لا يلتفت إلى ذلك فسيكون سبباً في تصدير جيلٍ غير مُحصّن للشارع وللمدرسة ولأيّ مكان.
:5:- ينبغي بالدّولة أن تتدخل لتأمين الحصانة الاجتماعيّة للأسرة ، من خلال رصد الميزانيّة واختيار الرجال الأمناء للاهتمام بذلك  .
:6: - في الوضع الاجتماعي الراهن يشكو بعض الأبناء من ( غياب دور الأبّ في الأسرة) بالاهتمام بها ، لا من جهة الإنفاق المالي – ليس الكلام في هذا – بل من جهة الحضور التربوي فعلاً وإرشاداً وسؤالاً ومودةً واهتماما.
:7:- لا بُدّ من إدراك خطر عالم التكنولوجيا على الأسرة ومدى تأثيره ومُضاعفاته – وهنا يتجلّى دور الأبّ بضرورة الجلوس مع أبنائه وإشعارهم بوجوده الحقيقي والمعنوي معهم ومتابعتهم في مدراسهم وفي أحوالهم .
:8:- نعم إنَّ التوسعة على العيال مستحبٌّ شرعاً ، ولكن المطلوب الأهم هو عدم نسيان التربية وأهميتها – فالأبُّ له سلطة تربويّة على الأسرة بوصفه ربّاً عليهم.
:9:- ولنلاحظ ماذا كتبَ الإمامُ علي ، أمير المؤمنين ، عليه السلام ، لأبنه الحَسَن ، عليه السلام ، من كتاب قيّم عند انصرافه من صفّين، ويعني به إيّانا ومَن بلغه ذلك –  حيث قال : ( ووَجَدْتُكَ بَعْضِي - بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي - حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي - وكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي – فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي - فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي - مُسْتَظْهِراً بِه إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ )
: نهج البلاغة ، ت ، د ، صبحي الصالح ، ص 390. :
:10:-  وفي الواقع لا يوجد شخص أحرص من أمير المؤمنين على أبنائه وعلينا ، وكتابه هو رسالة لأبّ الأسرة ينبغي مُراعاتها – فعندما يجتمع الأبُ مع أسرتِه فسوف يحميهم مِن الدمار والتفكّك ، وإنَّ قطعَ علاقةِ الأبّ مع أسرته هو خطأ فادح – فالأسرة تحتاج إلى تجربة الأبّ – وتعليمه كيف يدخل أولاده إلى المجتمع – ومتابعتهم .
:11:- ولقد كان كثيراً مِن العلماء والأجلّاء قديماً وحديثاً يكتبون كتاباً لأولادِهم غير الوصيّة مِن التركة ، حفاظاً منهم عليهم ولتحصينهم.
____________________________________________

:: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الرابع من جمادى الأولى 1440هجري ، الحادي عشَر من كانون الثاني ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة السيّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
___________________________________________

تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .

:كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________

  
شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: