( مُقوّمات الأداءِ الوظيفي الناجح )


" أيُّهَا الإخوةُ والأخواتُ :- ما زلنا في موضوع ( مُقوّمات الأداءِ الوظيفي الناجح ) – وقد ذكرنا المبادئ العامّة للأداء الوظيفي الناجح ، والتي تشملُ المسؤولَ الأعلى إلى الأدنى مِن المدير والطبيب والمهندّس وربّ العمل وهكذا.
وأمّا المبادئ الخاصة فهي من شأنِ أهل الاختصاص في مجالاتهم الطبيّة والهندسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وغيرها.
:1:-  نحن نتحدّثُ عن المبادئ العامة التي نحتاجها في تحقيق الأداء الوظيفي الناجح ، والتي تترافقُ مع المبادئ الوظيفية الخاصة – هذا
ما نأمله ونتمنّاه .
:2:- وقد أكّدنا على أنّه من الأمور المُهمّة للنجاح الوظيفي هو الشعور بأهميّة العمل وقُدسيّته وخطورته على الفرد والمجتمع معاً ، ومدى تأثيره الكبير في تحقيق الهدف من وجود الإنسان على الأرض.
:3:- إنَّ اللهَ تبارك وتعالى قد أوكّلَ للإنسانِ – أن يكونَ خليفته في الأرض – وأوكلَ إليه بحفظ الأمانةِ الماليّة وعمارة الأرض وتطوير حياة الإنسان نفسه – باستخراج الكنوز العلميّة المودعة في الكون.
:4:- ومتى ما شعرنا أنَّ العملَ ومُقوّماته لها مدخليّةٌ كبيرةٌ في تحقيق هذه الأهداف المرجوّة سنندفع بجدٍّ وبإخلاص وهمّةٍ عاليّةٍ لأداء العمل بإتقان وتفانٍ.
:5:-
ومن الأمور المهمّة جداً في إنجاح الأداء الوظيفي للعمل – هو القصد والباعث للعمل – فالإنسان المُجدُّ في عمله والمندفع والمُخلصُ تراه يراعي قصد رضا الله تعالى في ذلك – وهذا ما ينبغي الالتفات إليه ومُراعاته عند المؤمنين – الأستاذ في الجامعة – الطبيب – المهندس – ربّ العمل – مِمّا سيبعدنا ذلك عن الكسل والتراخي والتعطيل .
ولا بُدّ من ترسيخ هذا الشعور في أداء مهامنا – ووعي أنّها ترتبطُ بتكليف إلهي وبرضا الله تعالى .
:6:- ومن المقاصد والبواعث المهمّة أيضاً في إنجاح الأداء الوظيفي هي حُبّ الوطن والخدمة من أجل الناس ، وحُبّ الشعب – ومُراعاة هوية الانتماء للوطن – هذه كُلّها دوافع تُحرّك للإخلاص والاتقان في العمل.
:7:- وبعضٌ يربطُ أداء عمله بأهداف دنيوية زائلة – وهنا المشكلة – يربطه بالمال والمنصب والجاه والمدح – مِمّا يسهم في الفشل –
فلا يكون صاحب همّةٍ ولا إخلاص.
:8:- إنَّ من مُقتضيات الإيمان عند كلٍّ من الطبيب والمهندّس والأستاذ وصاحب المهنة – الفلاح والعامل – أن يربطَ عمله بالله تعالى وقصد رضاه سبحانه – لتحقيق قدرٍ كبيرٍ من النجاح في وظيفته- فضلاً عن الثواب العظيم.
:9:- ومن الأمور المُهمّة أيضاً – ما يرتبط بثقافة المجتمع في احترام وتقديس العمل ومحبوبيّته – فنرى المجتمعات التي لا تدين بدين ناجحةً في عملها وبالغةً لمراحل من التقدّم والتطوّر – فما هي أسباب ذلك ؟
 إلاّ أنّهم قدّسوا العمل وأتقنوه واحترموه واعتبروا مبدأً إنسانيّا.
:10:- ومن الضروري أن تقوم المؤسسات العلميّة والتربويّة والإداريّة والإعلاميّة والوظيفيّة بتربية المجتمع وأفراده على حبّ العمل وتقديسه واحترامه – فالمجتمع الناجح هو من يحترم العملَ ويُقدّسه – ونأملُ منهم ذلك - وبخلاف ذلك سيفشل المجتمع ويتأخّر في جميع المجالات.
:11:- ينبغي مُراعاة النُظمِ الإدارية وأنظمةِ العمل والإجراءات ، والتي من خلالها يتربّى الأفراد عليها ، وتدفعهم للاتقان.
:12:- إنَّ من المُقوّمات المُهمّة  - ضرورة حفظِ الأمانة الماليّة والوظيفيّة في أداءِ العمل – فهي أمانةٌ إلهيّة أوّلاً وأمانةٌ وطنيّة ثانياً وأمانةٌ أخلاقيّةً  ثالثاً – فينبغي مُراعاتها في كلّ المجالات السياسيّة والإداريّة والماليّة والاقتصاديّة – وصيانتها من الفساد والتلف والإهمال والتقصير.- ولا بُدّ من مراعاة أخلاقيّات السياسة ومبادئها في تحسين الإدارة وتقديم الخدمات العامة للناس – وهذه كلّها تدخل في مسؤوليّة مَن يتصدّى للإدارة – وعليهم حفظها بالقرار الصائب وحُسن الإدارة ونزاهة اليد وتوظيف الأموال في مواردها المُقرّرة .
:13:- من مقوّمات النجاح الوظيفي هو مُراعاة أخلاقيات المهنة في كلّ عمل – سياسي – طبّي – تربوي – تعليمي – وفي مُختلف المجالات الأخرى.
_____________________________________________
أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة – الخامس عشَر من ربيع الأوّل 1440هجري -   الثالث والعشرون من تشرين الثاني 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________



شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: