"" المرجعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليا الشريفةُ " تُعلنُ
تضامنها التام والأكيد مع أهالي البصرة الكِرام في احتجاجاتهم الراهنة ومَطالبهم المشروعة
""
""" نص البيان القيِّم للمرجعيّة الدِّينيَّة العُليا
الشريفة بشأن احتجاجات أهالي البصرة العزيزة """
:1:- تشهدُ هذه الأيّام في محافظة البصرة العزيزة وبعض المحافظات الأخرى
احتجاجات تعبّر عن مطالب الكثير من
المواطنين الذين يعانون من النقص الحاد في الخدمات العامة وقلّة ساعات التجهيز
بالكهرباء ، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة ، وعدم توفر القدر الكافي لهم من مياه
الشرب وغيرها ، فضلاً عن انتشار البطالة وعدم توفر القدر الكافي من المياه الصالحة
للشرب ، بل ولا لبقية الاستعمالات الضرورية، فضلا عن انتشار البطالة وقلة فرص العمل
والكسب اللائق وعدم كفاءة معظم المؤسسات الصحية بالرغم من ارتفاع نسب الاصابة بالأمراض
الصعبة في المحافظة
.
:2:- ولا يسعنا إلاَّ التضامن مع أعزتنا من المواطنين في مطالبهم الحقّة ، مُستشعرين
معاناتهم الكبيرة ومُقدّرين أوضاعهم المعيشية الصعبة - وما حصل
من التقصير الواضح من قبل المسؤولين سابقاً ولاحقاً في عدم تحسن الاوضاع وتقديم
الخدمات لهم بالرغم من وفرة الامكانات المالية ، حيث أنّهم لو أحسنوا توظيفها واستعانوا
بأهل الخبرة والاختصاص في ذلك وأداروا مؤسسات الدولة بصورة مهنية بعيداً عن المُحاصصات
والمَحسوبيات، ووقفوا بوجه الفساد من أيّ جهةٍ أو حزب أو كتلة لما كانت الاوضاع مأساويةً
كما نشهدها اليوم .
:3:- إنَّ محافظة البصرة الفيحاء هي الأولى في رفد البلد ماليّاً ، وهي
الأولى في تقديم الشهداء الذين ضحوا في معركة الدماء ضد عصابات داعش الإرهابيّة ،
ولا تزال تتحلّى شوارعها وأزقتها بصور ألآف الشهداء ، الذين بذلوا أرواحهم
في سبيل انقاذ العراق وحماية أهله ومقدساته .
:4:- وليس من الإنصاف ولا من المقبول أبداً أن تكون هذه المحافظة المِعطاء
من أكثر المحافظات بؤساً وحرماناً ، فيعاني الكثير من أهلها من الأمراض والأوبئة ،
ولا يجد معظم الشباب فيها فرصاً للعمل اللائق بهم .
:5:- إنَّ المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحليّة مطالبون بالتعامل
بجديّة وواقعيّة مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه وبصورة عاجلة
، ووضع برنامج واضح ومدروس لحلّ بقيّة المشاكل القائمة .
:6:- ويتطلبّ ذلك اتّباع سياسة حازمة وشديدة مع الفاسدين ، ومع منع
استحواذهم على موارد البصرة بأساليبهم الملتوية والاستعانة بالخبراء والكفاءات ،
ومَن لا يُجاملون على حساب الحقيقة للوصول إلى حلول جذرية للأزمة الراهنة ، بعيداً
عن اختلاق الذرائع مع ما يجري.
:7:- إنَّ محافظة البصرة الكريمة
قد جرّب أهلها ولمرّات عدة مختلف الكتل السياسية في إدارة محافظتهم ولم
يجدوا تفاوتٍ في أوضاعهم ، بل ازدادوا بؤساً وشقاءً.
:8:- ويُرجى من المواطنين الكرام
أن لا تبلغ بهم النقمة من سوء الأوضاع إتّباع أساليب غير سلميّة وحضاريّة في
التعبير عن احتجاجاتهم ، وأن لا يسمحوا
لغير المُنضبطين بتحقيق أغراضهم الخاصة ، والتعدّي على مؤسسات الدولة
والأموال العامة أو الشركات المتعاقدة مع الحكومة العراقية ، ولا سيما أنَّ أي ضرر
يُصيبها سيُعوّض من أموال الشعب نفسه ..::
::: أهمًّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ
الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، الثامن والعشرين من شوّال المُكرّم
,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ،
الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني
المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- الثامن والعشرون من شوّال المُكرّم ,1439 هِجرِي- الثالث عشر من
تموز 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ
العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق