:"" تَذْكِرَةُ قَيِّمَةٌ جِدّاً لسمَاحَةِ سيّدنا الأستاذ الفاضل مُحَمَّد باقر السيستاني ،دامت إفاضاته المُبارَكة- بمناسبة قُرب حلول شهر رمضان الفضيل "" القسم الأوّل"":
:1:- علينا أيُّها الإخوةُ وعي أبعاد هذه الفضيلة - فضيلة وفريضة الصيام- إذا كان للإنسان رجاءٌ في تهذيب نفسه ، - وفي تزكيّتها - فإنَّ الأمل الوحيد لذلك ، إنّما هو في شهر رمضان -
وعلى الإنسان أن يسعى إلى أن يُهّذّبَ عاداته السيئة ، ويُحاسب أعماله- أن يُجهّز نفسه للقاء الله، تبارك وتعالى ، عليه أن يجعل نفسه أقرب إلى الله تعالى ،أقرب إلى تذكّر الموت ، أقرب إلى الدار الآخرة - يستحضر بحيويّة أنّه فعلاً يسير إلى اللهِ تعالى، فهذه معانٍ أصولها واضحة ،
ولكن المطلوب من الإنسان أن يرسّخها في نفسه.
ولكن المطلوب من الإنسان أن يرسّخها في نفسه.
:2:- كلّنا نعلم بوجود الله ، تبارك وتعالى ورقابته علينا ، ونعلم أنّنَا نسير إلى الموت سيراً
حثيثاً ، ونعلم أنَّ الأقربين والأزواج والأصدقاء والأولاد ، كلّهم أشبه بلقاء مسافرين في مسافة قصيرة مِن سفرٍ طويلٍ .
هؤلاءِ إخواننا و أعزّائنا وزملائنا وأساتيذنا تركوا هذه الدنيا وحُمِلوا إلى قبورهم ، فما الذي بقي لهم مّما كانوا يستمتعون به ، إنّما كانت فرصة قصيرة التقوا فيها مع ذويهم ، ثُمَّ فارقوهم من غير رجعةٍ ، وخلدوا إلى أعمالهم وخصالهم .
:3:- هذه الحياة أيّها الإخوة هي دار تربية وتخرّج ،على أن يتّصِف الإنسان فيها بالخِصال الفاضلة ، ويتجنّب الخِصالَ الرديئة، ويتحلّى بمكارم الأخلاق – ويكون مليئاً بذكر الله سبحانه وتعالى وشكره وتقديره.
.:4:- علينا أن نعمل ونوجّه قلوبنا إلى ما تقتضيه عقائدنا ، فهذه الاعتقادات ليست لأجل ذاتها ، وإنّما هي مطلوبة لأجل أنّها تنير الإنسان – تنيرُ دربَ الإنسان – وتوسّع أفقَ الإنسان – تُهيّأ الإنسان للاستعداد للدار الآخرة .
:5:- نحن وجودنا وجودٌ مستعارٌ في هذه الحياة ، وإنّما هي فرصة مَحضة لتكوين أنفسنا ،
- و التصاقنا قلبيّاً بهذه الحياة ، وإعراضنا عمّا ورائها، وعمّا يليها من المراحل الخطرة يكون موجباً لشلّ عقائدنا في التأثير في نفوسنا.
ومَن تنبّه إلى الموت جيّداً – تأمّل الموتَ جيّداً انقطع نفسه عن الدنيا ،
وقَلّ طمعه فيها ، وتقوّى عزمه على العمل الصالح.
وقَلّ طمعه فيها ، وتقوّى عزمه على العمل الصالح.
:7:- تذكّرالموت تذكّراً حيّاً جزءٌ من الرؤية الصائبة الضرورية في الحياة – كُلّنا عن قريب محمولون إلى قبورنا ، ومفارقون لأحبّائنا كلّهم ، ونازلون بجنب الله سبحانه وتعالى ، وملاقون له ، ولا تقدير لأحدٍ في هذا المقام إلاَّ بملاحظة طبيعة خصاله ، التي اتّصفَ بها ، وبطبيعة أعماله التي عملها ،فمن عمل صالحاً واتّصف بخصلة فاضلة فإنّما يَفدُ على مَشهد ، يتضمّن تقدير ذلك له ، ومن أساء كانت إساءته نصبَ عينيه عند مماته وما بعده.
فهذه معانٍ ينبغي بنا أيُّها الإخوة أن نتصوّرها تصوراً حيّاً حتى تأخذ مأخذها اللائق بها في نفوسنا
، ولا تكون مُجرّدَ عقائد غير فاعلة ، ومُكدّسة في النفس الإنسانيّة .
______________________________________________
تقرير : مرتضى علي الحلّي – النجفُ الأشرَفُ .
تقرير : مرتضى علي الحلّي – النجفُ الأشرَفُ .
الأربعاء 22 - شعبان المُعظّم -1439 هجري ، - 9-5-2018م.
______________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق