" المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ "
تُوجّه و تُقدّمُ ارشادَها الأخلاقي والقيَمِي بضرورة تجنّب حالة الغضب على مستوى
قضايا الفرد النفسيّة والاجتماعيّة العامة ، وتدعو إلى التصرّف بحكمةٍ في حلّ
المشاكل ، واعتماد الحوار والهدوء سبيلاً لذلك"
:1:- إنَّ للغضبِ آثاراً نفسيّة
واجتماعيّة وتربويّة خطيرة ، قد تؤدّي إلى المهالك ، مِمّا ينبغي تداركها بالسيطرة
عليها ضبطاً للنفس ، قبل أن يندمَ الإنسانُ فيها .
:2:-
إنَّ الغضبَ إنّما يكون مَحموداً وجيداً وصحيّاً إذا كان لله تعالى
وللعقيدة والمُقدّساتِ والوطن في حالات الدفاع ، لا أن يكون حالة دائمة عند
الإنسان تَظهرُ في كلّ شيء.
:3:- إذا شاهدنا واقعنا وتركيبتنا الاجتماعيّة نجدَ مصاديق للغضب كثيرة جداً
– منها ما يقع من التشاجر بين طرفين – وبين عشيرتين – وبين فئتين – وبالنتيجة من
ذلك تُزهَق الأرواح وتُروّع الأطفال
ويتأذى الناس.
وهذا ما يحتاج إلى تحكيم العقل والحكمة في معالجة الحوادث بتأنٍ وهدوء ،
دون التعدي والتجاوز.
:4:- إنَّ الغضبَ هو حالة قد أودعها اللهُ تعالى في نفس الإنسان ، كالشهوات
والغرائز الأخرى ، فتحتاج إلى تهذيب وتربية وتعقّل وهدوء ، لا أن يتحول صاحبها إلى
حالة غضب عارم على نفسه وأهله ومقرّبيه ، وفي المجتمع ،.
بحيث لا يعرف للحوار مجالا ، ولا
يهدأ – هذا أمر غير صحيح أخلاقاً وشرعا.
:5:- ينبغي بالإنسان الغاضب أن لا يتحوّل إلى ظالم ومعتدٍ في حال غضبه
لحادثة ما ، كما نشاهد في الغضب لحوادث اصطدام السيارات- يشتم ويسب –
وبالتالي يتحمّل الوزر - وكذلك مع
الطبيب إذا أخطأ وقد يعترف بتقصيره ويتحمّل ذلك ، ولكن أن يُشتَم أو يُضرب فذلك
أمر غير صحيح ,.
:6:- ليس من الصحيح أخلاقيّاً وشرعيّاً أن يغضبَ الإنسانُ لكلّ شيء ، بحيث
يُسفّه نفسه ، وتبقى مصروعة للغضب ومغلوبة – لحد يدفعه ذلك إلى القتل والعياذ
بالله تعالى.
:7:- روّض نفسك وعوّدها على أن لا تتسرّع في الغضب ، لأنَّ الندامة ليست
بمقدورٍ أن تُتدارك ، ومَن يتحمّل مسؤوليات ذلك؟.
:8:- نحن نتكلّم عن حالة الإفراط في الغضب لكل شيء ، وندعو إلى الهدوء ،
والسيطرة على العقل .
:9:- وفي القوي كالصحيح عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله – الإمام جعفر
الصادق ،عليه السلام ، قال : قال رجل للنبي ،صلى الله عليه وآله ، : يا رسول الله علمني
فقال : اذهب ولا تغضب فقال الرجل : قد اكتفيتُ بذلك فمضى إلى أهله ، فإذا بين قومه
حرب ، قد قاموا صفوفاً ولبسوا السلاحَ ، فلما رأى ذلك لبس سلاحه، ثمَّ قام معهم ، ثمَّ
ذكر قول رسول الله ، صلى الله عليه وآله ، : لا تغضب فرمى السلاحَ ، ثمَّ جاء يمشي
إلى القوم الذين هم عدو قومه- فقال:
يا هؤلاءِ ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعليَّ في مالي أنا
أو فيكموه فقال القوم : فما كان فهو لكم نحن أولى بذلك منكم ، قال فاصطلحَ القومُ وذهبَ
الغضبُ)
: روضة المتقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه ، المجلسي الأوّل ، ج12 ، ص88.
::: هذه أهمًّ مَضامين مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا
الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، التاسع من شهر رمضان الفضيل ,1439هجري – وعَلَى لِسَانِ
وَكيلِهَا الشَرعي ، السيّد أحمد الصافي ,
خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
_________________________________________________
الجُمْعَة- التاسع من شهر رمضان الفضيل ,1439 هِجرِي- الخامس والعشرون من أيار 2018م.
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ
العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق