""
مِن الحَرَم الحُسَيني المُقَدَّ
س """ تنبيهٌ عقائدي هامٌّ جِدّا ""
" المَرجَعيّةُ
الدّينيّةُ العُليَا الشريفةُ هي المَسلكُ والوريثُ الشرعي للأئمة الأطّهار حتّى
يأتي صاحبُ الأصالةِ - الإمامُ المَهدي
المَوعود ، أرواحُنا فِداه ، وعَجّل اللهُ فرجَه الشريفَ في العَالَمِين مِن قريب
"
" إنَّ
ظلامة الإمام المَهدي ، عليه السلام ، تتجلّى في أن يدّعي الجاهلون الحَمقى عنه
دعاوى باطلّة- فواحدٌ يقول: أنا رسوله – وآخر يقول:- أنا ابنه :- وغيره يقول:
يُسلّم عليكم – مُستغلين في ذلك الاعتقاد الفطري للناس به وجهلهم وسذاجتهم"
:1:- كان كلامنا
في خدمة الإمام زين العابدين ، عليه السلام، وهو يهدينا ويوجّهنا إلى ما فيه خيرنا
وصلاحنا في الدنيا والآخرة :قال: في صحيفته المُباركة:
(اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه ، وارْزُقْنِي الرَّغْبَةَ فِي الْعَمَلِ لَكَ لِآخِرَتِي حَتَّى
أَعْرِفَ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي ، وحَتَّى يَكُونَ الْغَالِبُ عَلَيَّ الزُّهْدَ
فِي دُنْيَايَ ، وحَتَّى أَعْمَلَ الْحَسَنَاتِ شَوْقاً ، وآمَنَ مِنَ السَّيِّئَاتِ
فَرَقاً وخَوْفاً ، وهَبْ لِي نُوراً أَمْشِي بِه فِي النَّاسِ ، وأَهْتَدِي بِه فِي
الظُّلُمَاتِ ، وأَسْتَضِيءُ بِه مِنَ الشَّكِّ والشُّبُهَاتِ .)
:2:- ينبغي
التأمّل في الكلمات المُباركات للإمام السجّاد ، عليه السلام، حتى نكون في حضرته
بالاعتقاد بأنَّ الله تعالى يُجيب الدعاء بعد الفراغ منه.
:3:- في هذا
المقام نعرض عليكم الفقرات الأخيرة من هذا المقطع ، وهي قوله: عليه السلام،: (وهَبْ لِي نُوراً أَمْشِي بِه فِي النَّاسِ ، وأَهْتَدِي
بِه فِي الظُّلُمَاتِ ، وأَسْتَضِيءُ بِه مِنَ الشَّكِّ والشُّبُهَاتِ .)
:.. إنَّ النور
هو الذي تنجلي به الأشياءَ ظهوراً ومعرفةً ، وبه تنكشفُ الحقائقُ .
ففرقٌ بين الذي
يمشي في النهار ، ومَن يمشي في الليل ، فمن يمشي في النهار يكون على ثقةٍ بمسيره
وطريقه ، فإذا وجدَ التواءً فيه أو حفرةً أو سباعاً أو خطراً سيبتعد عنه ، لأنَّ
النهار في نفسه هو نور ويرى فيه ما يرى ، بخلاف الليل فهو يُشَكِّل عليه خطراً ما
لم يكن له فيه نور.
:4:- في الليل لا
يرى الإنسان شيئاً من دون نور ، فهو يظلّ يتنقّل في ظلماته ،
ولا يأمن على نفسه من أنَّ أيِّ خطوة يسلكها ، وهذا أمر بديهي
يعرفه العاقل ، وهو من الأمور الواضحات التي لا تحتاج إلى برهان إلاَّ التنبيه
عليها.
:5:- إنَّ الإمام
زين العابدين ، عليه السلام ، هو يتكلّم بطريقة قرآنية قويمة ، فاللهُ تعالى هو
نور السموات والأرض ، والمؤمنون يسعى نورهم بين أيديهم ،وقد بيّنَ الإمام فوائد
النور من : أَمْشِي بِه فِي النَّاسِ ، وأَهْتَدِي
بِه فِي الظُّلُمَاتِ ، وأَسْتَضِيءُ بِه مِنَ الشَّكِّ والشُّبُهَاتِ:
:6:- إنَّ
المرادَ من النور هو الهداية والاستبصار
في السير القيمي للإنسان في هذه الحياة ،
وإلاَّ فالأعمى يسير تكويناً ويمشي ، ولكن قد لا يكون له نور.
:7:- ونحن مقبلون
على مناسبة ولادة الإمام المهدي ، عليه السلام ، نقول:
كم ظَلِمَ الإمام
المهدي ، وإنَّ الذين ظلموه ليس لهم نور ولا يهتدون .
وإنَّ الذي لا
نور له كحاطب بليل لا يعرف كيف يتصرّف .
:8:- كم مِن دعوى
ودعوى باطلة وضالّة نسبت نفسها لإلمام المهدي ظلماً وزورا ، - والتي لا تجد صدى
وقبول لها عند أهل العلم والنور – وإنَّما نجدها عند الجهلة وضِعاف الناس ، وحيث
لا يمكن أن تكون لهذه الدعاوى واقعية،
أو أيِّ قيمة عند الذي يمتلك النور والبصيرة
والهداية.
:9:- إنَّ هذه الشبهات ليست بجديدة ، وقد وقعت في زمن
الأئمة الأطهار ، عليهم السلام ، وقبل ولادة الإمام المهدي ،.
:10:- هناك فرقٌ
بين المتعلّم والجاهل وصاحب الشهادة الأكاديمية والتي لها خصوصيّة محترمة في نفسها
، ولكن هي قد تكون غير ملّمة في غير اختصاصها وتجهل به ، والذي يتبنّى هذه الدعاوى
يستغل جهل الجاهلين من الذين
لا يفهمون معرفة
الأشياء بطريق سوي ومستقيم.
:11:- إنَّ إصرار
أصحاب وأنصار الإمام الحُسين ، عليه السلام ، وكذا ولده علي الأكبر على الثبات
والتضحية بين يديه ، إنَّما كان بسبب امتلاكهم النور والبصيرة في مسيرهم وحَراكِهم.
:12:- إنَّ
استهداف مراجع الدّين الكرام وأئمة المسلمين وكيل التهم لهم هدفه إبعاد الناس عن
النور والطريق المستقيم المتمثّل بهم .
:13:- إنَّ اللهَ
تعالى يريد منّا أن نتعلّم ونتفقّه ونتيقّن في ديننا وعقيدتنا وشرعنا لنردّ أصحاب
الدعاوى الباطلة والضالّة ، ولنهتدي إلى الحقِّ سبيلا.
:14:- إنَّ
الدعاوى التي تروّج لنفسها بالمال هي دعاوى فاسدة وباطلة ، لأنَّ العقيدة لا تأتي
بالمال ، بل بالحقِّ والهُدى.
:15:- نقول:- لشبابنا – أولادنا- لا تصدّقوا كلام
المُدّعين ، بل تعلّموا واقرأوا ،
وليس كلّ فكرة
تطرأ في ذهنكم يجب على العالِم أن يقول بها ، لأنّها قد تكون خطأ .
:16:- أسالوا أهل
العلم والثقات عن عقيدتكم وحقائق دينكم ، وارجعوا إليهم في الشبهات التي تواجهكم ،
لا أن تصدّقوا الجاهلين .
:17:- إنَّ
الإمام الحُسيَن ، عليه السلام ، هو سفينة النجاة ومصباح الهدي ، كما روي عن النبي
الأكرم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ، والذي يكون على اعتقاد به وبصيرة لا تهزّه
الهزائز والشبهات.
:18:- إنَّ الناس
في بعض الحالات تحبُّ الذي يَكذبُ عليها وتنقاد له في قضايا العقيدة ، وهذا أمر
خطير جدّاً ينبغي الحذر منه.
:19:- إنَّ
إمامنا المهدي، أرواحنا فِداه ، هو أجلّ وأرقى وأفضل مِن أن يمثّله جاهل أحمق أو
يدّعي عنه فلانٌ وفلان.
:20:- ليس من الصحيح أن تؤخذ العقيدة من المنامات أو
الخزعبلات التي يدّعيه الجهلة والحمقى توظيفاً لدعاويهم المهدوية الباطلة والضالّة
، فالعقيدة تؤخذ من مظانّها الصحيحة والمأثورة .
______________________________________________
مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ
الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيِّد أحمَد الصافي ,دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ
العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم
- العاشر من شعبان المُعَظّم ,1439 هجري – السابع والعشرين من نيسان ,2018م.
_______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى
عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ
القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_________________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق