""" مَضامينُ
خِطابِ المَرجَعيّةِ الدّينيّةِ العُليَا الشريفةِ, دامتْ بركاتها ، اليَوم الجُمعَة"""
"" التأكيدُ والتنبيه على
أنَّ عطاءَ الشعب العراقي العزيز بالدّم في الفتنة الدّاعشيّة يحتاجُ إلى مَزيدٍ مِن
الوفاءِ الكبير .
" الأمةُ التي تعطي الشهداءَ هي أمةٌ حيّةٌ , والأمة التي لا تحترمُ
الشهداء هي أمة ميّتة "
" إنَّ الأرض قد ارتوت من عطاء هذا الشعب المِعطاء بالدّم , وهذه
المسيرةُ التي كُتبَتْ ورُسِمَتْ بالدم مُستمرَةً , ولا بُدّ أنْ تُحتَرمَ بالوفاء
لها "
" المثقفُ والطبيبُ والميسورون " كلٌ عليه مسؤوليته " في
الكتابة فخراً عن عطاء الدم , " ومعالجة الجرحى ودعمهم " ومراعاة أحوال
عوائلهم المُضحيّة"
:::: "" نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ
الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة الأوّل من جمادى الأولى ,1439هجري - وعَلَى لِسَانِ
وَكيلِهَا الشَرعي السيّد أحمد الصافي , خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني
المُقَدّسِ :""
نعرضُ على مسامعكم الكريمة بعضَ ما يتعلّق
بعطائنا كشعبٍ , بدءاً لا يخفى عليكم أنَّ الشعوبَ تختلفُ بتركيبتها , بمعنى أنَّ
اللهَ تبارك وتعالى , قد خلقَ على هذه
المعمورة شعوباً وقبائل , ولكلّ شعبٍ ميزةٌ , ولكل قبيلة ومِصر ميزاته.
وهناك ثوابت في كلّ حالةٍ من الحالات , وهذه
الشعوب والقبائل تتباين في عطائها ومستوى العطاء الذي تقدّمه , وتختلف .
وحصتنا كشعبٍ من العطاءات كثيرةٌ , وما نريدُ
أن ننوه إليه , هو :
"" أنَّ عطاءَ الدماء عند هذا الشعب هو عطاءٌ غزير
.:::::
إنَّ هذا الشعب – العراقي – هو شعبٌ كثيرُ
النزف , يُعطي دماءً تلو دماءٍ ,
وعندما نستعرض من قريبٍ و ما يحدث إلى ألآن نرى
أنّ هذا المسلسلَ الدامي مستمرٌ.
وهذا العطاءُ الكثير للشعب نتحدّثُ فيه عن
الجانب الإيجابي الكامن في قوّة الشعب ,
لا نتحدّثُ عن مَن يتحمّل المسؤولية .
إنَّ هذا الشعبَ الكريمَ لم يبخل بالعطاء ,
وكان حاضراً في أكثر من موقفٍ ,
ولعلّه
بالأمس القريب , ونتذكّر في كلّ سنةٍ , ونلاحظُ العطاءَ في مواسم زيارة الأربعين
الشريفة , فنجده شعباً يجودُ ويعطي ولا يبخل سواء بالمال أو في النفس ::::::
وقد توّجَ هذا الشعب المِعطاء عطائه بالفتنة
الدّاعشية إلى أن أقبرها وأنهاها.
وهذا العطاء العزيز علينا , و الثَرّ , ولو لم
يعلم الشعب أنَّ هذه الفتنة لا تنتهي ,
ولا
تُقبَر ولا تُحمى المُقدّسات إلاّ بالدم لما أعطى , ولكنه أرخص هذه الدماء الغالية
حمايةً للأوطان والعقيدة , ولا زال يعطي .
والسؤال هنا ؟ وأمام أنفسنا , وأمام هذا العطاء
الكبير , والذي يحتاج إلى وفاء كبير .
هذا العطاءُ عطاءُ مسيرةٍ كُتبت ورُسِمَتْ
بالدم , وقد ارتوت الأرضُ من الدماء الزكيّة ,
وهذا يحتاجُ إلى وفاء من الذين يُشاهدون
المشهدَ , ومن الذين يرقبون الحدثَ , وكذلك هناك مفاخرٌ لا بُدّ أن ننظرَ إليها.
" الأمةُ التي تعطي الشهداءَ هي أمةٌ حيّةٌ
, والأمة التي لا تحترمُ الشهداء هي أمة ميّتة "
ونتحدّثُ عن أمّةٍ قد أعطتْ الشهداءَ فهي أمةٌ
حيّةٌ .
ويجبُ علينا ولديمومة هذه الحياة أن نحترمَ هذه
الدماء , وهذا العطاء .
فهؤلاء
يحتاجون مِنا الاحترام , وأن نشعرَ بأننا أحياءٌ بفضل هذه الدماء الطّاهرة.
ومسؤوليتنا كشعب أن نحفظ هذه الدماء بالتقدير
وخاصةً تضحيات الشهود العدول وهم ما نُعبّرُ عنهم ب ( الشهداء الأحياء – الجرحى المَيامين
) , وأن نزدادَ فخراً عندما ننظرُ إليهم.
وعلى المحافظات الكريمة : أن تفتخرَ كلُّ
محافظة , محافظة بما قدّمتْ من الشهداء والجرحى , وأن تتزيّنَ هذه المحافظات بهذه
المفاخر العظيمة .
(ويجبُ أن لا تنطوي هذه التضحيات ,وهذه خيانة ,ويجب
أن تبقى ماثلة أمام الأنظار )
ولا بُدّ أن نتعاون فيما بيننا كشعبٍ لرعاية
عوائل الشهداء , وأن نخفف من آلام المضحين والجرحى.
" المثقفُ والطيبُ والميسورون " كلٌ عليه
مسؤوليته - في الكتابة فخراً عن عطاء الدم , ومعالجة الجرحى ودعمهم , ومراعاة أحوال
عوائلهم المضحية"
ومع أنَّ الميسورين لم يُقصّروا , ولكن المسيرةَ
مستمرةٌ , ولا زالت هناك حاجة لكم
في
تخفيف معاناة هؤلاءِ الأعزّةِ.
وهذا الموضوع قد نضطرّ بين فترة وأخرى للتذكير
به , لأنّنا شاهدناهم في مواطن الكمال والتضحية والفداء , ولم نجد غير هؤلاءِ.
( لقد نظرنا يميناً وشمالا فلم نجد غير هؤلاءِ
الأحبّة , وجدناهم ولسان حالهم يقول:
لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا –
وكانتْ تضحياتهم خالصةً لوجه الله تبارك وتعالى , فحقّ علينا أن لا نغفل عنها أو أن
لا ننساها في كلّ آنٍ , فلهم حقٌ في أعناقنا جميعا).
:.. هؤلاءِ بذلوا وضحوا وأعطوا وذهبوا
ورحلوا من أحل أن يبقى البلدُ مُعافى
وصحيحاً وآمناً ومطمئنّاً , وهم يحملون هذه المعاني عندهم .
ذهبوا وتركوا
عوائلهم وأولادهم , فماذا ينبغي أن نصنع لهم ؟
عندما نصدّرُ مفاخرَ البلد نأتي بالشهداء الأبرار وبالجرحى المَيامين , فهم مَن أعادوا
البسمةَ لبقية الناس .
( إنَّ هذا العطاء الكبير يحتاجُ إلى مزيدٍ من
الوفاء لهم ).
_________________________________________________
الجُمْعَة- الأوّل من جمادى الأولى ,1439 هِجرِي- التاسع عشر من كانون الثاني 2018م.
________________________________________________
- تدوين
– مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ
القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
_______________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق