- المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليَا
الشريفةُ- : تُؤكّدُ على الأمرين التاليين فيمَا يَخصُّ زيارةِ الأربعينِ الشريفةِ
:
-1- تقديرها العالي وترحيبها وشكرها الكبير لكلِّ
الزائرين الكرامِ وأصحابِ المَواكبِ وإدارةِ العتباتِ المُقدّسَةِ والفِرقِ الطبيّةِ
والمَنافذِ الحدودية والمَطارات والأجهزةِ الأمنيةِ ,
ولكلِّ مَن ساهمَ في انجاحِ الزيارةِ الشريفةِ.
-2- الالتفاتُ والوعي للجَمعِ بين صِدقِ
الولاءِ للإمَام الحُسَين , عليه السلامُ , والانتظارِ الصادقِ والحقيقي للإمامِ
المَهدي ,أرواحُنا فِداه, والتمهيدِ له وبمقوماتِ زيارةِ الأربعين الشريفة, ومِن
خلال تجسيدِ مَبادئِ الإمام الحُسين , في رفضِ الظلمِ والفسادِ ,
والإصلاحِ والاستعدادِ للتضحيةِ بين يدي الإمَام
المهدي والوقوفُ معه ونصرته .
: نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ
العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ,الثالث عشر مِن صفَرِ ,1439هجري , وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي
, الشيخ عبد المهدي الكربلائي , خَطيب , وإمَام
الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ.
-
الأمرُ الأوّلُ -: في هذه الأيامِ يَتوجه المَلايينُ مِن مُحبي وعِشاقِ
الإمام الحُسين , عليه السلامُ ,سيراً على الأقدامِ لزيارةِ مَرقده الطّاهرِ
واستلامه ضريحه المُقدّسِِ , وإنّنا إذ نُرحبُ بهم ونتوجه بالشكرِ والتقدير
العاليين لجميع ِالمُساهمين بهذا الإحياءِ للزيارة الشريفةِ مِن الزائرين الكرام
وأصحابِ المَواكب والعزاءِ والأجهزة الأمنية والفرق الطبية , وإدارات العتبات
المقدسة , الحسينية والعباسية في كربلاء والعلوية في النجف الأشرف والعتبة الكاظمية
والمطاراتِ والمنافذ الحدودية ,على تقديمهم الخدماتِ والتسهيلات الواضحةِ , سائلين
المولى أنْ يتقبلَ منهم ومِن الزائرين الكرامِ , ومِن كُلّ مَن كانَ له دوراً في
انجاحِ هذه الزيارةِ المُبارَكَةِ .
- الأمرُ الثاني -: فيما يَخصُّ
زائرَ الأربعين وما ينبغي عليه أنْ يقومَ به ويَجمعه مِن صِدقِ الولاءِ للإمام الحُسين
, عليه السلامُ , والانتظارِ المَهدوي الحقيقي والصادق , وذلك من خلالِ تجسيد
مبادئ الإمامِ الحُسين فِعلاً واعتقاداً
وسُلوكاً ومُقوماتِ انتظارِ الإمام المهدي , عجّل اللهُ فرجه الشريف من قريب
,وتقوية الارتباطِ به في الوقتِ الحاضرِ , وقتِ الانتظارِ الواعدِ , فالزائرُ الحُسيني
عليه أنْ يجمعَ بين صِدقِ ولائه للحُسين وحقيقةِ انتظاره للإمام المَهدي, عليه
السلامُ ,.
: إنَّ انتظارَ الإمام المهدي , ينبغي أنْ يكون
صادقاً وخالصاً فهناك انتظارٌ كاذبٌ , ولكي نكونَ صادقين فعلينا أنْ نتأملَ في
قيمةِ وعبادةِ وعظمةِ الانتظارِ الصادقِ وخاصة فيما وردَ من أحاديثٍ تُبينُ فضلَ
ذلك وعِلوَّ مَرتبته , (عن أبي عبد الله – الإمام الصادق – عليه السلامُ , عن آبائه
عن أمير المؤمنين , علي عليه السلامُ , قال : أفضلُ عبادةِ المؤمن انتظارُ فَرجِ اللهِ)
: المَحاسنُ , البَرقي, ج1 ,ص291.
: فالانتظارُ الصادقُ هو عبادةٌ فُضلى وعظيمةٌ
كما هي الصلاةُ وغيرها من العباداتِ الواجبةِ , وينبغي أنْ لا يكونَ انتظارُنا
انتظاراً عادياً غير مُقترنٍ بالاستعدادِ والوعي واليقظةِ لنصرةِ إمامِ الزمان ,
أرواحُنا فداه , ففي الرواياتِ المُعتبرةِ أنَّ المنتظرَ لإمامِ زمانه سيكون مع
الإمامِ المَهدي في فسطاطِ القائمِ ولولم يَدركه , فعن الإمام جعفر الصادق , عليه
السلامُ : (مَن ماتَ منكم وهو مٌنتَظِرٌ لهذا الأمرِ كمن هو مع القائم في فسطاطه قال
: ثم مَكثَ هُنيئةً ثم قال : لا بل كَمَن قارعَ معه بسيفه ، ثم قال : لا واللهِ إلاّ
كَمَن استشهدَ مع رسولِ اللهِ, صلّى اللهُ عليه وآله .)
: بحارُ الأنوار, المَجلسي,ج52,ص126.
ومُقتضى الانتظارِ الصادقِ والحقيقي للإمام المَهدي
, عليه السلامُ , هو الاستعدادُ لنصرته والوقوف معه في وسطِ هذا الضجيج الإعلامي
المُزيف , وتربيةُ النفسِ على ذلك مهما كان لها مِن تَعلّقٍ بغيره.
: من أهمِّ الوسائلِ التي يتمكنُ معها الزائرُ
الحُسيني الصادق والمَهدوي مِن الجَمعِ
بين
صدقِ الولاءِ للحُسين وانتظاره للإمام المَهدي , عليهما السلامُ ,:
-
أولاً - : استشعارُ وحدةِ المَبدأِ بين الإمامين الحُسين والمَهدي , عليهما السلامُ , وهو الإصلاحُ ورفض
الظلم والفسادِ والباطلِ , فكما في وقتِ الإمامِ الحُسين , انتشرَ الظلمُ والفسادُ
وثارَ ضدّهما الإمامُ الحُسين ,فكذلك سينتفضُ الإمامُ المهدي , عليه السلامُ , ضِدّ
الظلمِ والفسادِ ليخرجَ بالعدلِ والقسطِ والانصافِ والحقِّ .
وهذا الاستشعارُ هو ممتّدٌ في وجوده وتجسيده من
الإمامِ الحُسين إلى يوم القيامةِ ,
وهنا
ينبغي الوصولُ إلى حالةِ الجذبِ والشوقِ للإمام المهدي , والعملُ على تحقيقِ
الأهدافِ والمَبادئ الحُسينيّة معه بوصفه القيادة الإلهية المعصومةِ ومع نوابِه
بوصفهم خُلفائه في غيبته الكُبرى وهم الفقهاءُ العدولُ الثقاتُ والجَامعون
للشرائطِ الشرعية.
-
ثانياً-: حينما ننتهي من زيارةِ الأربعين الشريفةِ علينا أنْ لا ننسى
الإمامَ الحَسينَ ,
في زيارته وذكره في كلّ يومٍ ولو كنا بعيداً عنه
, وفي أي مكانٍ , نزوره بزيارة عاشوراء , عالية المضامين ولو في الاسبوع مرة
,ونقفُ عند مبادئها وخاصة:
( أنا سلمٌ لم سالمكم , وحربٌ
لم حاربكم ,ووليٌ لِمن ولاكم , وعدوٌ لم عادكم)
وأما مع الإمام المهدي , فكذلك ينبغي تعاهدُ ذِكره
والتواصلُ معه ومِن خلالِ قراءةِ دعاء العهدِ أو زيارة آل ياسين , وتجديد العهد
معه صبيحة كلّ يوم:
(أللّهُمّ إنّي أجددُ في صبيحةِ يومي هذا وما عُشتُ
فيه من أيامِ حياتي عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي لا أحولُ عنها ولا أزولُ أبدا ,
أللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه و الذابين عنه والمُسارعين في حوائجه والمُمتثلين لأوامره
ونواهيه والتابعين إلى إرادته والمُحامين عنه والمُستشهَدين بين يديه).
وعلى أساسِ ذلك ينبغي بنا أنْ نُوطّنَ أنفسنا
على الاستعدادِ لنصرةِ الإمامِ المهدي , عجّل اللهُ فرجه الشريف , والوقوفِ معه
,وإنَّ زيارةَ الأربعين الشريفة هي نقطةُ ومَبدأ الاستعدادِ التامِ ومعها تجسيدُ مَبادئ
الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ , فِعلاً وتمهيداً لظهورِ الإمامِ المَهدي , عليه
السلامُ ,.
_________________________________________________
الجُمْعَة, الثالث عشَر مِن صَفَرِ ,1439 هِجرِي,
المُوافِقَ ,للثالثِ مِن تشرين الثاني,2017م .
________________________________________________
- تدوين
– مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ
القَبولَ والنَفعَ العَامَ-
_______________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق