نظرةٌ في أفقِ الإنتخابات

نَظرةٌ في أفقِ الإنتخابات 
____________ ______


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين


من المعلوم أنّ الإنتخاب هو حقٌ إنبثق من نظرية التعاقد والتباني الإجتماعي التي أقرها وأمضاها العقلاء في نظمهم الإعتبارية في فن إدارة الدولة والسلطة .


وهذا الحق ينبغي عقلائياً إعماله بوصفه خياراً مُتاحاً وممكنا وراجحاً في عملية التغيير للسلطة التشريعية والتنفيذية المُمَثِلة للشعب وناخبيها .



كونه يُسهم بنسبة كبيرة  في حفظ نظام النوع الإنساني وتحقيق المصلحة العامة ودفع خطر اللانظام والخلو والفراغ التدبيري لكيان الدولة والحكومة .



ولكن حتى يكون إعمال هذا الحق الإعتباري في ممارسة خيار الإنتخاب فاعلاً وصالحاً ومُنتجاً يجب الإلتفات إلى  امور مهمة جدا منها ما يأتي :



:1:


إنَّ عملية التغيير الصالح والمُثمِر  لاتنحصر بتغيير الأشخاص قطعاً 
وتغيير الشخص لوحده لايكفي في إنجاح العملية الإنتخابية .


مالم يكن مدعوماً بنخب واعية وكوادر ناضجة قادرة على تحمل المسؤولية وتحقيق الأهداف معه حدوثاً وبقاءً.


بمعنى أنّ إحداث التغيير القادم ينبغي أن لايكون إنفعاليا وعاطفيا أويكون ردة فعلٍ غير واعية وممنهجة .


لينتهي مفعوله عند حد إيصال المُرشّح إلى عتبة الفوز .

وبعدها تُرفع اليدُ عنه رقابةً ومحاسبةً ونقداً وموقفا .

 فالمطلوب هو حماية إنفاذ الحق وإدامته بصورة صحيحة وصالحة .




:2:

إنّ خيارالإنتخاب هو خيارقابل للمَنح المعياري ومشروط به 

بإعتبار أنَّ الإنتخاب هو حقٌ وضعي تواضع عليه عقلاء النوع الإنساني 

ومن شؤوناته هو قابليته للمنح والنقل لمُستحقه بملاك قويم .


وهنا ينبغي بالناخب المُحِق والعاقل أن يدرك دركاً واعيا بأنَّ من يستحق المنح والنقل للحق أن يتوفر في شخصه مؤهلات ومواصفات تصحح نقل ومنح الحق إليه .


كالعدالة والصدق والنزاهة والكفاءة والجدية والقدرة العرفية والعلمية والإيمان بُمسلّمات الناخب الدينية وغيرها كثير


ولا أقل من أنه يجب أن يكون أهلاً لتحمل منح الحق إليه فيقلِّده إياه .




:3:

ينبغي بالناخب أن يكون مختاراً ومُستقلاً في إعمال خياره في الإنتخاب لا أن يقع تحت هيمنة العقل الجمعي أو العقل النفوذي أو أي تأثير آخر .


ذلك كون إنتخاب المُرشّح هو من الموضوعات الخارجية والتي أمرها بيد الناخب نفسه لا غير  فهو مَن يُشخص المُستَحق فردا أكان أم كتلةً 




:4:

العمل على مُطالبة المُستحق لمنح الحق الإنتخابي بتقديم مشروعه أو أفكاره عن موضوعة التغيير والإصلاح  بصورة مدونة ومناقشتها إن أمكن

 ليكون التصويت للشخص المستحق ولمشروعه الصالح معاً .

لا أن يكون منح الحق تبعا لكاريزما الصورة الفوتوغرافية أوهيئة الجسم واللغة والأمور الظاهرية .





:5:

ينبغي العلم القَبلي بأنّ مَن يستحق منح الحق إليه يُعتبر أميناً في ضرورة الحفاظ على المصلحة العامة وحفظ النظام والسلام وجلب المنفعة ودفع المفسدة وتقديم العون المادي والمعنوي إلى مستحقيه من أبناء الشعب عامة .

لذا يجب أن يحسن الناخب الإختيار المعياري للمُرشح المؤهل كونه 

سيسهم في بناء مؤسسات الدولة ومراقبة الحكومة وتلبية حاجات الأفراد على مستوى إشباع الرغبات البشرية أو تقنين القوانين والأنظمة الممضاة شرعا وعقلائيا .




:6:

هناك ثمة جهاتٍ  تدفع الناخبين إلى ضرورة المشاركة في عملية التغيير الإنتخابي دون أن تطرح للناخبين رؤاها في شكل بناء الدولة ونظامها ومؤسساتها وقوانينها فقط تحض حضاً هامشياً .

في وقتٍ يتطلبُ منها أن توجد رؤى وإنطباعات جديدة وسديدة عن بنيوية الدولة والسلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)

وأن تقدّم ضمانات كفيلة بتحقيق ذلك 


فإذا ما إنوجدت رؤاها التكيفية والتنظيرية لشكل الدولة المعاصرة فإنَّ ذلك سيجعل الناخب يبحث عن المُرشح المُتجانس في الرؤية إن أمكن


 أويبحث عن القادر على تطبيقها في حال ظهورها  أوالإفصاح عنها 

أما أن يُترك الأمرُ سدىً فهذا ما يحتاج إلى تأمل وحذر من العواقب السيئة  المُحتملة الوقوع نتيج ذلك .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مرتضى علي الحلي :النجف الأشرف .


ن
شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: