الإمامُ علي بن موسى الرضا:عليه السلام:
========================
: في إطلالة معرفية :
==========
بسم الله الرحمن
الرحيم
والصلاة والسلام
على نبينا محمد وآله المعصومين
هو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن
الإمام علي بن أبي طالب: عليهم السلام أجمعين:
والده الإمام موسى الكاظم :عليه السلام:
وأمه السيدة الجليلة :تكتم:
ولِدَ :عليه السلام: في المدينة
المنورة في الحادي عشر
من ذي
القعدة الحرام من سنة 148 للهجرة
.
يُكنى بأبي
الحسن ولُقِّبََ بالرضا والصابر والفاضل .
عاصر ملوك بني العباس أمثال :المهدي
والهادي وهارون العباسي والامين والمأمون .
كان : عليه السلام: مثلاً أعلى ومُقدّسا
ومعصوما في الأدب والأخلاق مع الله تعالى ومع الناس كافة.
إذ ينقلُ التاريخ عنه
أنه :عليه السلام:
: ما جفا أحداً يكلمه قط ولاقطع على أحدٍ
كلامه حتى يفرغ منه
وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها
ولامدّ رجله بين يدي جليس له قط :
: عيون أخبار الرضا: الصدوق:ج2:ص184.
أما في عبادته :
فكان : عليه السلام:
يُمثِّل أنموذجاً مُخلصا لله تعالى
حيثُ كان يرى جوهر
العبادة وحقيقتها
هو الإخلاص لله تعالى والتوجه اليه .
والإبتعاد عن الأنا وحب الذات
فصار :عليه السلام:
بحقٍ مصداقا كاملا للشخصية الربانية
الذائبة في الله تعالى.
طوال سفره من المدينة إلى مُرو في خراسان:
في قوله:
: فوالله ما رأيتُ رجلاً كان أتقى
لله تعالى منه
ولا أكثر ذكر لله في جميع أوقاته
ولا أشد خوفا لله عز وجل منه :
: عيون أخبار الرضا:الصدوق:ج2:ص159.
: الرامزيَّة العلميّة للإمام علي بن
موسى الرضا :عليه السلام:
أنموذجا معصوما :
================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله
المعصومين
كان الإمامُ علي بن موسى الرضا:عليه
السلام:
ملاذ العلماء وأهل الفكر والمعرفة بإعتباره إمام
الوقت شرعاً مما يقتضي ذلك أن يكون أعلم أهل زمانه وأفضلهم .
وبحكم إمامته المُطلقة والحقّة تمكن من
محاورة أهل الفلسفة والكلام من الجانب الآخر
وإستطاع أن يواجه حركة الزندقة
والإلحاد في وقته
وأرشد أهل الفقه والتشريع الى الصواب
والحق
وثبت قواعد العقيدة الإسلامية وشريعتها
الحقة.
حتى أنّ علماء عصره من فقهاء وحكماء ومتصوفة ومتكلمين من المسلمين
ومن الملاحدة
إعترفوا بأعلميته المطلقة في وقته وقوة حجته وقدرة بيانه ورده على خصوم الإسلام
وخاصة في مجالس المناظرة والإفتاء
والحوار والمحاججة.
ولذا أنّ محمد بن عيسى اليقطيني قال:
: لما أختلف الناس في أمر أبي الحسن
الرضا:عليه السلام: جُمعَتُ من مسائله مما
سُئِل عنه وأجاب خمس عشرة ألف مسألة:
: الغيبة: الطوسي:ص48.
ومعلوم أنَّ علوم الإمام علي بن موسى
الرضا :ع:
ومعارفه لَهيَّ ميراث النبوة المحمدية والإمامة
العلوية الحقة وهِبَةٌ من الله تعالى تتكشف بها المعارف وتستبين بها الحقائق وتتضح
له العلوم.
وفي هذا المجال:
قال :عليه السلام:
عن نفسه وعن أهل بيت العصمة والطهارة:
: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة :
: الكافي :الكليني:ج1:ص320.
أي: الوراثة فينا تكون في كل شيء عنا
صغيره وكبيره إمامة كانت:أي بالنص:
أم غيرها
ومعنى القُذة بالقذة هو مثلٌ يُضرب للتساوي بين الشيئين وجوديا وعدم التفاوت
بينهما بالمقدار
والقُذة بضم القاف معناها لغويا هو ريش السهم:
:أحد أصحاب الإمام الرضا:ع:
: ولقد حدَّثني محمد بن اسحاق بن موسى بن جعفر عن ابيه موسى بن جعفر الكاظم:ع:
كان يقول لبنيه:
هذا أخوكم علي بن موسى عالمُ آل محمد
فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم:
:إعلام الورى بأعلام الورى : الطبرسي:ج2:ص64.
وعن أبي الصلت الهروي أيضاً قال :
: كان الرضا عليه السلام يكلم الناس
بلغاتهم
وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل
لسان ولغة
وقلتُ له يوما : يا ابن رسول الله إني لأعجبُ من معرفتك بهذه اللغات على
اختلافها ؟
فقال :عليه السلام:
: يا أبا الصلت ، أنا حجة الله على خلقه
وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف
لغاتهم
أوما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام :
أوتينا فصل الخطاب ؟
فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات:
:نفس المصدرأعلاه:ج2:ص71.
وعن أبي الصلت عبد السلام الهروي قال:
: ما رأيتُ أعلم من علي بن موسى
الرضا
ولا رآه عالمٌ إلاّ شهد له بمثل
شهادتي
ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء
الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين
فغَلبَهم:عليه السلام: عن آخرهم
حتى ما بقي منهم أحد إلاّ أقرّ له بالفضل
وأقرّ على نفسه بالقصور
ولقد سمعته يقول :
كنتُ أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون
فإذا أعيى الواحد منهم عن مسألة
أشاروا إليّ بأجمعهم وبعثوا إليّ المسائل فأجبتُ عنها:
:أعيان الشيعة:السيد محسن الأمين:ج1:ص101.
ونقل المؤرخون والرواة أنَّ الإمام
الرضا : عليه السلام :
ألّفَ مجموعة من الكتب كان بعضها بطلب من
المأمون
وقد خاض في بعضها في بيان أحكام الشريعة ،
ومهمات مسائل الفقه
كما دون في بعضها ما أثر عن جده
الرسول الأعظم
: صلى الله عليه وآله :
من الأحاديث ، وقد سمي هذا بمسند الإمام الرضا :ع:
ومن بين مؤلفاته الرسالة الذهبية في
الطب
ذكر فيها الإمام : عليه السلام :
ما يصلح بدن الإنسان ومزاجه ، وما
يفسده
وهي من أمهات الكتب الموجزة في هذا
الفن . . .
ومنها أيضا:
1 - رسالته في جوامع الشريعة :
حيث أوعز المأمون إلى وزيره الفضل بن
سهل أن يتشرف بمقابلة الإمام الرضا : عليه السلام :
ويقول له :
إنِّي أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن فإنَّك حجة الله على خلقه ، ومعدن العلم
وأجاب الامام الرضا:ع:
طلب المأمون ، وأمر بدواة وقرطاس فأحضرتا له
وأمر الفضل أن يكتب فأملى عليه بعد البسملة هذه
الرسالة الجامعة لغرر أحكام الشريعة :
إنظر التفاصيل:في :تحف العقول:ابن شعبة الحراني:ص415.
وفي رسالة الإمام الرضا :ع:
هذه في جوامع العقيدة والشريعة تنصيصٌ
صريح
على أنّ الإمامة الحقة منحصرة
بالأئمة الإثني عشر المعصومين واحدا تلو
الآخر
وذلك في قوله:
:وبعده :أي بعد الإمام علي:ع: الحسن
والحسين
: عليهما السلام : واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا
عترة الرسول ، وأعلمهم بالكتاب
والسنة ، وأعدلهم بالقضية وأولاهم بالإمامة في كل عصر وزمان
وانهم العروة الوثقى ، وأئمة الهدى
والحجة على أهل الدنيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وهو خير الوارثين
وان كل من خالفهم ضال مضل ، تارك للحق والهدى
وإنهم المُعبِّرون عن القرآن
الناطقون عن الرسول بالبيان
من مات لا يعرفهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم مات
ميتة جاهلية
ولذا تعرض :عليه السلام:
كثيرا لتركيز حقيقة نصب الإمام المعصوم من قبل الله تعالى والنص عليه على لسان رسول
الله محمد:صلى الله
عليه وآله وسلّم:
حتى لايشتبه الحق بالباطل .
فمعرفة إمام الوقت في كل زمان هو
أمرٌ ضروري في عقيدة الإسلام الحقة
وخصوصاً ما نعتقده نحن الإمامية بإمامة
المعصومين
وبأسمائهم فردا فردا
لذا جاء قول الإمام الرضا:ع:
: من مات لا يعرفهم بأسمائهم ،
وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية :
تأكيدا منه على خطورة الأمر.
وهو:عليه السلام:
قد فصّل اسماء الأئمة المعصومين
بدءاً من الإمام علي:ع: وختماً بالإمام المهدي:ع:
وأقام الأدلة على ذلك.
وبخصوص الإمام المهدي:ع:
قال
:
حينما سأله ابو الريان بن الصلت؟
قائلا له :أنتَ صاحب الأمر؟
فقال :عليه السلام:
: أنا صاحب الأمر :أي في وقته:
ولكني لستُ بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا
وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني
ولكن القائم هو الذي إذا خرج كان في
سن الشيوخ ومنظر الشبان قوي في بدنه
حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض
لقلعها
ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها
:إشارةٌ الى
إمكانية تحقق الكرامات على يديه وجوديا
بحسب الحاجة في وقت الإمام المهدي:ع:
يكون معه عصا موسى ، وخاتم سليمان
ذاك الرابع من ولدي ، يُغيّبه الله في ستره ما
شاء الله
ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت
جورا وظلما :
: كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق:ص376.
فسلامٌ على الإمام علي بن موسى الرضا
في العالمين
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
0 التعليقات:
إرسال تعليق