{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107



     {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107      

 ===========================    


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

قال الله تعالى  :


{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }

آل عمران:159

 

كان النبيُ محمد :صلى اللهُ عليه وآله وسلّم :

   وبشهادة الله تعالى قي كتابه العزيز رحمة مطلقة للعالمين


و رحيماً وعطوفا بالمؤمنين وبغيرهم والتاريخ وثق ذلك


فهو :ص: الذي عفا  عن وحشي  بن حرب الحبشي   

  قاتل عمه حمزه بن عبد المطلب : رضي الله عنه:

 يوم أحد


والذي هرب يوم فتح مكة إلى الطائف ، ثم قدم في وفد أهله على رسول الله: صلى الله عليه وآله وسلّم :
وهو يقول :
 أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله .

 فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
 أوحشي ؟
 قال نعم .
 قال : أخبرني كيف قتلتَ عمي ؟
فأخبره فبكى:ص:
 وقال : غيِّب وجهكَ عني :  
 :الكامل في التأريخ:ابن الأثير:ج2:ص 251


وهو:ص:  الذي عفا أيضاً

عن أبي سفيان وعصابته يوم فتح مكة


فقال :ص:

يا معشر قريش ويا أهل مكة ما ترون إنِّي  فاعلٌ بكم

قالوا خيراً أخٌ كريم وابن أخٍ كريم


 ثم قال:ص:

 اذهبوا فأنتم الطلقاء

فأعتقهم رسول الله : صلى الله عليه وسلم :

وقد كان الله أمكنه من رقابهم عنوة

وكانوا له فيأ فبذلك يُسمى أهل مكة الطلقاء :


:تاريخ الطبري:ج2:ص337

 

والنبي: ص: هو ذات الإنسان القائد والواعي

 الذي أحترم الآخرين وأشعرهم بالعزة والكرامة


 لم يستبد: ص : برأيه ابدا  مع علمه القاطع بحقانية وصوابية رأيه :ص :


ولكنه مع هذا استشار  أصحابه في القضايا التي لم يأتِ بها حكمٌ من الله تعالى

 احتراماً لأرائهم وتربيةً لهم على المشورة وعدم الاستبداد بالرأي

 وتفعيلاً لدور العقل القويم الذي زود به الانسان


 وروي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله لما بلغه خروج قريش لحماية العير شاور أصحابه
 فقال قوم : خرجنا غير مستعدين للقتال .

 وقال المقداد : امضِ لما أمرك الله به
فوالله لو خضتَ بنا الجمرَ لتبعناك   فجزاه خيرا .
 وأعاد الاستشارة .

 فقال سعد بن معاذ :   يا رسول الله تريدنا ؟
قال :ص: نعم
 فقال سعد : إنّا آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أنَّ ما جئتَ به حق
وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة

 فامضِ يا رسول الله لِما أردتْ
 فو الذي بعثك بالحق لو استعرضتَ بنا البحر فخضته لنخوضنه معك
 فسُرَّ رسول الله : صلى الله عليه وآله :
بقول سعد ونشطه ذلك .

 ثم قال :ص:
 سيروا على بركة الله وأبشروا
فإنَّ الله وعدني إحدى الطائفتين
والله لكأني آلان انظرُ إلى مصارع القوم .
  
:التبيان : الطوسي :ج5:ص82  

   إنَّ النبي :ص: قد جمع  بين التنظير والتطبيق

حينما بنى دولة الإسلام في المدينة المنورة

على اسس العدل والمؤاخاة والمساواة في الحقوق والواجبات

حتى أنَّ عدله :ص:  شمل اليهود والنصارى في المدينة


وآخى بين علي :عليه السلام: ونفسه :ص:

 ثم إنه:ص: آخى بين المهاجرين والأنصار في السنة الأولى من الهجرة .

وفي رواية ابن سعد في الطبقات انه: ص:

 لما قدم المدينة آخى بين المهاجرين بعضهم لبعض
 وآخى بين المهاجرين والأنصار على الحق والمواساة
 ويتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام

 قال:
 وكانوا تسعين رجلا خمسة وأربعون من المهاجرين وخمسة وأربعون من الأنصار
 ويقال كانوا مائة خمسون من المهاجرين وخمسون من الأنصار
فلما كانت وقعة بدر وانزل الله تعالى وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض الآية فنسخت هذه الآية ما كان قبلها .

وانقطعت المؤاخاة في الميراث ورجع كل انسان إلى نسبه وورثه ذوو رحمه .

‍ ويظهر إنَّ هذه المؤاخاة
 كانتْ أولاً بين مهاجري ومهاجري
ثم بين المسلمين عموما
 فقد تكون بين مهاجري ومهاجري وبين مهاجري وأنصاري وبين أنصاري وأنصاري
:أعيان الشيعة:السيد محسن الأمين:ج1:ص239

  هكذا هو نبينا محمد:ص:


 إذ إستطاع في فترة استثنائية بعد كفاح طويل ضد التيار الكافر والجاهلي أنذاك

و تمكّن من بث القيم الحية التي يجب أن يتوافر عليها المجتمع

 

 مثل خاصية الإقدام  وعدم الترديد  في مشروع الحق

 وعدم التخوف من العواقب المُحتملة في طريق الحق


حتى أكّد :ص :

 

على تربية الطاقات العقلية والعلمية للمسلمين

 بل وحتى العاطفية وحثهم   على التوحد الفكري والسلوكي  


 وكان :ص : يحضُّ على طلب العلم والمعرفة والثقافة الصحيحة

 لاسيما  القراءة والكتابة  

   

لذا قال  :ص:


: وإنَّ طلب العلم فريضة على كل مسلم :

:الأمالي :المفيد:ص29

وفي الخبر :

 لما هاجر الرسول الأعظم  :صلى الله عليه وآله :
 إلى المدينة حثَّ المسلمين على تعلم الكتابة

   وكتابة القرآن وحفظه

 فكان رجالٌ من صحابته مختصين بكتابة الوحي .

 ولما وقعت غزوة بدر وأسر المسلمون عددا من المشركين

كان فيهم من يعرف الكتابة

 فجعل : رسول الله صلى الله عليه وآله:
 فكاك أسرهم لقاء تعليمهم عشرة من صبيان المسلمين القراءة والكتابة .

 فكان رسول الله : صلى الله عليه وآله:

 أول ناشر للكتابة في الإسلام في مدينته المنورة وبين أصحابه المسلمين .

 بل كان جماعة في عهده : صلى الله عليه وآله :

يحفظون القرآن وهو عندهم مكتوب

كما يُروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:عليه السلام :
وعبد الله بن مسعود :

:وسائل الشيعة :الحر العاملي:ج1:ص6.



فسلامٌ على رسول الله محمد في العالمين
إنَّه رحمة للعالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :





شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: