{وَالْفَجْرِ }



{وَالْفَجْرِ }

===================== =====

وقفةٌ معرفيَّة مع المُعطيات القُرآنيَّة
=================================



بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

قال الله تعالى :


{وَالْفَجْرِ }الفجر1

{ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78


 يمكن الوقوف ببساطة تحليلية لأهمية قسم الله تعالى بالفجر

 وبتبويب أهم نقاط ومنافع الفجر والتبكير فيه حياتيا  


:1:

 في الفجر تتحقق مفاهيم البركة الإلهية للناس .

لذا أكد الرسول الأكرم محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:

  هذا المعُطى في حديثه الشريف

 (  إنَّ الله بارك لأمتي في بكورها )

: الحدائق الناظرة: المحقق البحراني : ج14: ص26.



والمقصود بالبركة هنا:

هي الطاقة الخيّرة التي أودعها الله تعالى في وقت الفجر تكوينيا

 وندب إليها تأكيدا  للإستفادة البشرية منها

لذا أقسم الله  تعالى بالفجر



وهناك روايات تٌشير إلى هذا المعنى وهو أنّ الله تعالى في بدء الفجر يبثٌ طاقة عظيمة تنزل من السماء إلى الآرض بعد أذان الفجر

والمستيقظ من المؤمنيين ينال ذلك وجوديا وعمليا
دون النائم


فلذا تعرض الله تعالى لهذه الحقيقة في قوله تعالى

{ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78



ومعنى مشهودية قرآن الفجر:

أي صلاة الفجر وبدء النهار

هو هبوط الملائكة بخير ورحمة الله إلى ألارض

 كي ينالها القائمون في الفجر والمصلون لصلاة الفجر والمتبكِّرون في الرزق



وهذا أيضا قسم ثانٍ مؤكد لقوله تعالى

{وَالْفَجْرِ }الفجر1


كحقيقة إلهيَّة مشتملة على تكليف العباد بصلاة الفجر

والتي جزائها مشهودية الخير والبركة ونزول الرحمة إلى العباد المؤمنين.



:2:

 أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أنَّ أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو تتحقق عند الفجر


وتبدأ بالتلاشي تدريجيا عند طلوع الشمس

 ويذكر العلماء أنّ لهذا الغاز تأثير مفيد على نشاط وحيوية الجسد والفكر البشري
وخاصة الجهاز التنفسي


ومن الثابت أنّ التنفس هو اساس الحياة الصحية


فكلما دخل غاز الأوزون إلى الجسم من خلال التنفس للهواء في واقع الفجر

زاد نشاط الإنسان حيوية وفعالية


وقد جاء في بعض الأبحاث الطبية أنّ جهاز المناعة يكون في غاية الضعف عند الفجر

 وهذا مايُفسّر الكسل الجسدي وإحتمال
إنتقال عدوى نزلات البرد والأصابة بنوبات القلب


عند عدم النهوض في الفجر والبقاء في حالة الإستيقاظ


لذا ينصح الأطباء بالإستيقاظ مبكرا لتقوية جهاز المناعة

 من خلال حركات الصلاة والمشي والتنفس الحي وتناول شيئا من الطعام





:3:

 توفير الصحة العقلية والذهنية  :

لقد أثبتت التجارب البشرية والتجربة تفيد علما طبعا

بأنّ قوة الحفظ والذكاء عند الفجر تفوق بدرجات بقية الأوقات

وهذه الحقيقة ذكرها رسول الله :ص: في

 قوله:

( إغدوا في طلب العلم فإنّ الغدو بركة ونجاح )

: فيض القدير في شرح الجامع الصغير: المناوي: ج2: ص 23.





:4:

 تحقيق الصحة الروحية والنفسية .

ذلك كون الإرتباط الروحي والنفسي بالإلتزام بصلاة الفجر

 يُحقق قسطا كبيرا من الإتزان النفسي للإنسان المؤمن

بأنّ خالقه يرعاه ويحفظه وسيُجازيه على قيامه

 هذا فضلا عن صلاح حاله في الدنيا .





:5:

إستقرار الحياة المادية للإنسان .

يقينا أنّ أرزاق الخلائق المعنوية والمادية بيد الله تعالى


 وتقسيمها يتحقق في وقت مابين الفجر وطلوع الشمس على ما ذكرت الروايات الصحيحة


فمن إستيقظ في وقت الفجر كان رزقه المعنوي والمادي مباركا

فقد ورد في تفسير قوله تعالى

{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً }الذاريات4


( إنّ الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى الشمس فمن نام مابينهما نام عن رزقه )


:ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة:الشهيد الآول:ج3:ص 447.





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                 


 : مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف: 
شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: