: الإمامُ المهدي :عليه السلام: هو بَقيَّةٌ قُربى نبينا محمد:صلى الله عليه وآله وسلم :


: الإمامُ المهدي :عليه السلام:
 هو بَقيَّةٌ قُربى نبينا محمد:صلى الله عليه وآله وسلم :
=====================
 
 
:  إنَّ مودة الإمام المهدي:عليه السلام:
 هي حقٌ من حقوق رسول الله محمد
:صلى الله عليه وآله وسلم :علينا  
=====================
 


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.


إنَّ هذا الحقُ الشريف أسس له القرآن الكريم كجزاءٍ أبدي مُنحفظ لشخص رسول الله محمد:ص:
 وكأجر على تبليغه رسالة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا.

فقال الله تعالى مُفصحا عن هذا الحق 

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23


 
وقد أجمع علماء الشيعة الإمامية على أنَّ المراد بالقربى في هذه الآية الشريفة هم
 الأئمة المعصومون  من اهل البيت الطاهرين
 :عليهم السلام:


ووافقهم على ذلك عدة من اعلام غيرهم من المفسرين والمحدثين 
كأحمد بن حنبل والطبراني والحاكم النيسابوري 

وعن ابن عباس

قال: لما نزلت هذه الآية:

قالوا: يارسول الله مَنْ قرابتك هولاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟

قال:ص:
 :علي وفاطمة وابناهما :
:شرح اصول الكافي : المازندراني:ج6: ص141.


وأيضا يُروى
عن رسول الله:ص:
أنه قال:
: إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا
والذي نفسي بيده لاينفع عبدا عمله إلاّ بمعرفة حقنا: 

: الأمالي: المفيد: ص 13.



والإمام المهدي :عليه السلام:
 هو آخربقية لأهل البيت المعصومين

وبخصوص هذه البقية :
  قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
: المهدي منا أهل البيت ، يصلح الله له أمره في ليلة . وفي رواية أخرى يصلحه الله في ليلة:
 
: كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق: ص152.

وقد ورد مفهوم البقية الوجودية القيمية والشخصانية
 للإمام المهدي:ع:
 في القرآن الكريم نصا:

فقال الله تعالى:
(( بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ))هود86

وفي معنى بقية الله ورد :
 عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
 سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ؟

قال :عليه السلام:
 لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين عليه السلام ، لم يسم به أحد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر

قلتُ جُعلتُ فداك كيف يسلم عليه ؟

قال :عليه السلام:
 يقولون : السلام عليك يا بقية الله ، ثم قرأ
 بقية الله خيرلكم إن كنتم مؤمنين:
: الكافي : الكليني: ج1: ص412.


وعن الإمام الباقر:ع:  ورد في هذا المعنى:في حال ظهور الإمام المهدي:ع:

: وأول ما ينطق به هذه الآية
(( بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ))

 ثم يقول :عليه السلام:
 أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليكم
 فلا يُسلم عليه مسلم إلاّ قال
: السلام عليك يا بقية الله في أرضه:

: كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق:ص331.


وكون الإمام المهدي:ع:  اليوم هو آخر بقيّة لقُربى نبينا محمد:ص:

 فإنّ ذلك يقتضي التعاطي العقدي والشرعي والأخلاقي مع هذه الحقيقة القرآنية والنبوية
بجدٍ وواقعية وقوة عملية تأخذُ شرعيتها وحقانيتها من النص القرآني التالي:

حيث يقول الله تعالى :
(( إِنََّّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ))النحل90

وفي معنى هذه الآية الشريقة

 قال الإمام الباقر:ع:
:  و إيتاء ذي القربى :
 قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وايتاءنا
 ونهاهم عن الفحشاء والمنكر
 (والبغي) من بغى علينا أهل البيت ودعا إلى غيرنا :
: تفسير العياشي: العياشي: ج2:ص268.


وعن الإمام الباقر :ع: أيضا في معنى هذه الآية الشريفة قال:

:  وذي القربى فاطمة وأولادها : عليهم السلام :

: تفسير فرات الكوفي : ص 237.

والإمام المهدي:ع:  هو يقيناُ من ولد فاطمة:عليها السلام:
 كما ذكر ذلك رسول الله :ص: نصا
فقال:

:عن سعيد بن المسيب ، قال : كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي   فقالتْ
 : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
: المهدي من ولد فاطمة:
: شرح الأخبار: القاضي النعمان المغربي:ج3:ص567.



وينبغي الإلتفات الواعي الى مفردات هذا النص الشريف ومافيه من قيم وجودية عظيمة
 تمثّلتْ بأمر الله تعالى الإرشادي والتوعوي للعباد بالسير على خط العدل والإحسان

 وبموازاة ذي القربى المعصومين  وآخرهم الإمام المهدي:ع:

 الذي تبين واقعا أنه من ذوي القربى .


وهنا أقفُ متأملاً في رائعة الإنتقاء القرآني لمفردة
:إيتاء ذي الٌقربى: 

إذ أنَّها إشتملت على التحرك المعرفي والقيمي وبنشاط وفاعلية تجاه المأتي إليه

وهو هنا الإمام المهدي:ع:
 كونه مصداق القربى الباقية من آل محمد
:عليهم الصلاة والسلام:

وهذا الإيتاء له تحققاته الوجودية حياتيا وبكثرة

وأقلها هو المودة القلبية والمعرفة العقدية بوجوب وجود البقية الإلهية في آخر الزمان 


وأهم ما يترشح عن المودة للإمام المهدي:ع:

هو ضرورة التعبد بإنتظاره:ع:

 وتأهيل النفس والعقل والمجتمع لتقبل ظهوره الشريف ونصرة مشروعه الإلهي .


فنحن مطالبون بالعمل لتعجيل ظهوره الشريف وإنتظاره وإن لم نوفق لإدراك وقت ظهوره فالأمر ليس منحصرا بذلك

أي نحن نعمل بوظيفة وعقيدة تصُب في نهايتها الصالحة في تقريب الظهور الشريف للإمام المهدي:ع:

 لأنّ التمهيد الصالح فرديا ومجتمعيا
هوالبنية التحتانية لبناء المجتمع الموعود وإقامة دولة العدل القادمة.إن شاء الله تعالى.


فإذن مودة أهل بيت رسول الله:ص:
 هي حق له ولهم ووظيفة عقدية وشرعية تقع على عاتقنا حياتيا وتكليفيا.


ومودة أهل البيت:ع:
 تعني الإعتقاد بولايتهم الحقة والمجعولة من قبل الله تعالى في صورة إمامة الأئمة الأثني عشر.

وهذه المودة تفرض علينا أمرين مهمين عقديا وشرعيا وهما؟


:1:
محبتهم قلبيا ووجدانيا 

:2:
إتباعهم سلوكيا وإنقياديا لمنهاجهم السديد منهاج الله ورسوله:ص:

وهذا المعنى قد أكده الرسول الأكرم:ص: مرارا 

فذات يومٍ سأله أعرابي فقال:يارسول الله :ص:
 هل للجنة من ثمن ؟

قال:ص: نعم
 قال الأعرابي : وماثمنها؟

قال النبي:ص: لاإله إلاّ الله يقولها العبد مخلصا بها 

قال الأعرابي : وما اخلاصها؟

قال:ص:
 العمل بما بُعثتُ به في حقه وحب أهل بيتي

قال الأعرابي: فداك امي وابي وإنّ حب أهل البيت   لمِن حقها؟

قال:ص: إنَّ حبهم لأعظم حقها . 

:الأمالي: الطوسي: ص 583.
 


وأيضا في حديثٍ صحيح ورد عن الإمام الصادق:ع:
 عن محمد بن الفضيل :قال 

سألته   :عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى .

 :قال :عليه السلام:
 :افضل ما يتقرب به إلى الله تعالى طاعة الله وطاعة رسوله  وطاعة أولي الأمر
 ويقصد المعصومين  
وولي أمرنا اليوم بحق ونص هو الإمام المهدي:ع:

ثم قال:عليه السلام:
: حبنا إيمان وبغضنا كفر: 
 :  الكافي : الكليني: ج1: ص:188.

وبعد هذا يتبين أنَّ حق الرسول الأكرم :ص:
 شخصيا ومعنويا وقيميا ومنهجيا في ذاته

وفي شأن أهل بيته المعصومين   هو حق واجب الأعتراف به وعدم التفريط به أو إسقاطه 


لأنّ التفريط به لاسمح الله يعني الكفر الصريح بنبوة محمد وإمامة الأئمة المعصومين  

 لذا جعل الإمام الصادق :ع:
 في الروايات الصحيحة أعلاه
المعيار هو حب محمد وآله حبٌ يستلزم إتباعهم وتطبيق مناهجهم عمليا
فقال:ع:
 : حبنا إيمان وبغضنا كفر:

في تصريح منه  بأهمية وخطورة القضية هذه
وفعلاً حب آل محمد   ومودتهم هو عين الإيمان بالله ورسوله ودينه القويم

وبغضهم هو عين الكفر والأنحراف عن الصراط المستقيم
وماذا بعد الحق إلاّ الضلال؟


ومن هنا نحن على يقين بحقانية أهل البيت المعصومين   وإمامتهم الربانية التأسيس حقانية قرآنية النص ونبوية الحق

قال تعالى :
(( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين)) الأنبياء :73.


وعن الإمام علي بن موسى الرضا :ع:
 في سبب نزول هذه الآية الشريفة أنه قال:

:أنها نزلت في ولد علي  خاصة إلى يوم القيامة
 إذ لانبي بعد محمد:
: الكافي : الكليني :ج1:ص199.


فإذن حقانية إمامة ومودة أهل بيت الله ورسوله
 مفروغ عن يقينيتها قرآنيا ونبويا 

وهي الحق الدائم إلهيا لأجر تبليغ الرسول الأكرم لرسالة الله تعالى
حقٌ ممتدٌ بوجود إمام كل وقت وللناس أجمعين 
وخاصة إمام وقتنا الإمام المهدي:ع:

فليس هو حقًا تاريخيا عابرا 

لا بل هو حق وجودي سرمدي كحق طاعة الله تعالى

وأخيراً نحن اليوم بحكم فقدنا لنبينا محمد:ص:
 وغيبة ولينا وإمامنا الإمام المهدي:ع:

 فلا خيار لنا إلا إتباع المنهج الواصل إلينا عبر التأريخ الصحيح والموثق في قيمه وفقهياته وعقدياته الحقة

والتي هي تمثل بمجملها منظومة الإسلام العزيز وعلى رأسها الإعتقاد بوجود الإمام المهدي:ع:
 وإنتظاره .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

: مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف.

شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: