الإمامُ موسى بن جعفر : الكاظم :عليه السلام:
في كيانيّته المعنوية والشخصيّة
هو رامزٌ معصوم وإنسانٌ كامل
=================================
بسم الله الرحمن
الرحيم
والصلاة والسلام
على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ اللغزالحقيقي وراء كل شخصيّة عظيمة في وجودها المعنوي والسلوكي
هو المعرفة بالله تعالى والإخلاص له سبحانه قلبا
وسلوكا
بحيث ينعكس هذا الإخلاص بأثره على
واقع الحياة فتلمسه الناس وجدانا.
وهذه المعرفة اليقينية بالله تعالى
تجعل من صاحبها وأعني في المقام
الإمام موسى بن جعفر الكاظم:ع:
إنساناً مُتساميا في تعاطيه ومفردات
الحياة الدنيا
ليكون غرضه النهائي الوصول الى الله
تعالى في تكامله وحركته البشريه تجاهه سبحانه.
فالإمام الكاظم :ع:
كان بحقٍ أنموذجا معصوما ومصداق لتلك المعاني
أعلاه .
إنَّ شخصية الإمام الكاظم :ع:
إنطلقتْ في حركتها وصيرورتها
الوجودية من أحضان أبيه الإمام جعفربن محمد الصادق:عليه السلام:
ومن مرتكزات القرآن الكريم
فالتأريخ يذكر ويشهد بأنَّ الإمام
موسى الكاظم:ع:
كان أحفظ الناس بكتاب الله تعالى
وإليكَ نص الرواية ::
(( وكان :عليه السلام: أحفظ الناس بكتاب
الله تعالى
وأحسنهم به صوتا وكان إذا قرأ يحزن ويبكي
لتلاوته
وكان الناسُ في المدينة يُسمونه زين المجتهدين ))
: إعلام الورى بأعلام الورى: الطبرسي:ص298.
وأقف هنا متأملاً بأنَّ الإمام الكاظم :ع:
إنما كان يحفظ القرآن الكريم
تلاوةً وفهما ومعرفة بأحكامه وتشريعاته
بحكم كونه إمام الوقت والإنسان
وبحكم كون القرآن الكريم الخيار الإلهي الوحيد
كدستور معنوي وقيمي وتنظيمي ممنهج لحياة الإنسان
في الدنيا.
وهنا يجب أن نأخذ الدرس عمليا وتوعويّا
فحفظ القرآن الكريم إنماهو للعمل به لا للتلاوة
فحسب.
وهذا ما جسده واقعا إمامنا الكاظم :ع:
في سلوكياته البشرية وأثرها مع الله تعالى
والناس
فمثلا كان :عليه السلام:
كثير الشكر لله تعالى على أنعمه عليه
فذات يوم أطال سجوده:ع:
فسُئل عن ذلك
من قبل أحد أصحابه وهو هشام بن احمر
:
فقال:عليه السلام:
إنني ذكرتُ نعمة أنعم الله بها عليّ
فأحببتُ أن أشكر ربي::
:الكافي: الكليني:ج2:ص98.
وهذا السلوك من لدن الإمام الكاظم :ع:
هو درسٌ آخرٌ
لنا في ضرورة عدم نسيان شكر النعم والكفر
بها
فعدم شكر النعمة كفر بنص القرآن الكريم
(طبعا المقصود كفر أخلاقي لاعقدي)
قال الله تعالى
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ
إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7
أي:
(وإذ تأذن) أعلم
(ربكم لئن شكرتم) نعمتي بالتوحيد
والطاعة
(لأزيدنكم ولئن كفرتم)
جحدتم النعمة بالكفر والمعصية لأعذبنكم دل عليه
(إن عذابي لشديد)
كان:عليه السلام:
أسمى الناس نفسا وخلقا وسلوكا في وقته
وكان يُقابل الإساءة بالإحسان وشيمته مساعدة
الفقراء والمحتاجين
حتى عرِفَ عنه بأنه صاحب(صرار)
يعني كيس صغير يضع فيه مقدار من المال ويوزعه
الى مستحقيه:
:مقاتل الطالبيين:أبوالفرج الأصفهاني:ص499.
وينقل الشيخ المفيد :قد: في كتابه :
الارشاد: ص 296
ويقول:
(
كان يبكي من خشية الله تعالى حتى تخظل لحيته بالدموع
وكان اوصل الناس لأهله ورحمه
وكان :عليه السلام:
يتفقد الفقراء في المدينة ليلا فيحمل إليهم
الطعام
فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو))
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي :
النجف الأشرف :
0 التعليقات:
إرسال تعليق