:إمامة الإمام المهدي : عليه السلام : بين النص و التواتر حقيقةٌ عَقَديَّة :



:إمامة الإمام المهدي
: عليه السلام :
بين النص و التواتر حقيقةٌ عَقَديَّة :
==================

بسم الله الرحمن الرحيم

 
و الصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين


إنَّ من أقوى ما تمتلكه  مدرسة أهل البيت المعصومين
:عليهم السلام:
 في مشروعيَّة وحقانية إمامة
الإمام المهدي:عليه السلام:

 هما النصُ القطعي الدلالة

والتواتر المفيد للإطمئنان النوعي في نفوس مُحَصِّليه.



وقبل البدء بالبحث لابُدَّ لنا من توضيح مفهومي النص والتواتر
 الَذَين نستند عليهما في تثبيت إمامة الإمام المهدي:ع:

 وحقانيتها


فالنص إصطلاحاً:
 هو الوسيط اللغوي الذي يُنشِئُه المتكلم ويحمل في متنه دلالة يقينية وقطعية

تُفيد ماأراد إيصاله إلى المتلقي للنص


وبصورة صريحة وجلية لاتقبل التأويل.

وهو مانُسميه في علم الأصول
بالدليل الشرعي اللفظي .





وأما التواتر :
 فهو إخبار جماعة يمتنع إتفاقهم عقلا على الكذب
وكما يمتنع عقلاً أيضا خطئهم وإشتباههم

والمعروف عن مفهوم التواتر عقلانيا

 أنه من القضايا العقلية الأولية في بداهتها وقطعية نتيجتها المفادية.


وبعد هذا نقول إنَّ النبي محمد
:صلى الله عليه وآله وسلّم:

قد نصَّ صراحة وقطعا على إمامة الإمام المهدي:ع:

وبشكل متواتر ومشهور في المجاميع الروائية


وأبرز نص ذكره الرسول :ص:

 هو قوله:ص:
 للحسين:عليه السلام:

: إبني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم
يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلِئت ظلما وجورا:

 : الرسائل العشر: للشيخ الطوسي:ص 98 .



ومن النصوص الصحيحة أيضا في صراحتها ودلالتها القطعية في إمامة الإمام المهدي:ع:

 هو ما رواه الصحابي الجليل الثقة  جابر بن عبد ألله الأنصاري:

:قال لمّا قال الله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59



قُلتُ  : يا رسول الله :ص:
 عرفنا الله فأطعناه
وعرفناك فأطعناك
فمَنْ أولوا الأمر الذين أمرنا الله بطاعتهم؟


قال :ص:
 هم خلفائي يا جابر وأولياء الأمر بعدي
وفي نسخة
 (أئمة المسلمين من بعدي)


أولهم أخي علي  ثُمّ من بعده الحسن ولده
ثُمّ الحسين
 ثُمّ علي بن الحسين
ثُمّ محمد بن علي
وستدركه يا جابر فإذا أدركته
 فأقرأه مني السلام
ثُمّ جعفر بن محمد
   
ثم موسى بن جعفر
ثُمّ علي بن موسى الرضا
ثُمّ محمدبن علي
 ثُمّ علي بن محمد
 ثُمّ الحسن بن علي
ثُمَّ محمد بن الحسن يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلِئَت ظلما وجورا:

: كفاية الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر:
للشيخ علي بن محمد بن علي الخزار الرازي:
والذي يروي عن الشيخ الصدوق:
 ص54



ومن النصوص الصحيحة أيضاً

ما ذكره الرسول:ص:قائلاً

: إنَّ الله إختار من الأيام يوم الجمعة ومن الشهور شهر رمضان
ومن الليالي ليلة القدر
 وإختار من الناس الأنبياء

وإختار من الأنبياء الرسل
 وإختارني من الرسل
 وإختار مني عليا

وإختار من علي الحسن والحسين وإختار من الحسين الأوصياء
وهم تسعة من ولده
 ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وإنتحال المُبطلين وتأويل الجاهلين:

: المُعتَبَر في شرح المُختصََر :المحقق الحلي:ج1:ص24:



وقد نص الإمام الحسن العسكري :عليه السلام:
على ولادة وإمامة المهدي:ع:

فقد أخرج الشيخ الصدوق عن
 أحمد بن الحسن بن إسحاق القمي
 أنه قال:

: لما ولِدَ الخلف الصالح ورد من مولانا أبي محمد
 الحسن بن علي:ع:
على جدّي  أحمد بن إسحاق كتاب وإذا فيه مكتوب بخطّ يده
:عليه السلام:
 الذي كان يردُّ به التوقيعات عليه

:: ولِدَ المولود فليكن عندك مستورا
وعن جميع الناس مكتوما

فإنّا لم نُظِهر عليه إلاّ الأقرب لقرابته والمولى لولايته

أحببنا إعلامك ليسرَّكّ ألله به
 كما أسرّنا والسلام:
:بحار الأنوار:  ج51: ص16 .


وروى الشيخ الصدوق أيضاً :
أنّ أحمد بن إسحاق قال:

: سمعتُ أبا محمد الحسن بن علي العسكري :ع:
 يقول
الحمدُ لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي
أشبه الناس برسول ألله
 خَلقا وخُلِقا يحفظه ألله تبارك وتعالى في غيبته ثُمَّ يُظهِره
فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما مُلِئَت جورا وظلما:
:المصدر السابق نفسه.


وتحدَّثَ الشيخ المفيد في كتابه :الإرشاد:ص345:
 عن وفاة الإمام الحسن العسكري والد الإمام المهدي:ع:


فقال :
وخلَّفَ إبنه المُنتَظَر لدولة الحق وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت
وشدّة طلب سلطان الزمان له وإجتهاده في البحث عن أمره

 ولما شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه وعُرِفَ من إنتظارهم له
 فلم يُظهِر ولده في حياته
 ولا عرفه الجمهور بعد وفاته:

وللأمانة إنَّ النص على إمامة الإمام المهدي:ع:
 جاء متواتراً وبشكل قطعي الدلالة من كل إمام معصوم قبله  


ونحن نعتقد إنَّ نص الأئمة المعصومين :عليهم السلام:

 هو دليل شرعي قطعي بحد ذاته ويجب التعبد به في مفاداته العقدية والشرعية


وإخبارات المعصومين   هي أيضا تُفيد التواتر القطعي بيقينية إمامة المهدي:ع:

 ذلك لأختلاف أزمانهم  
وعدم إجتماعهم في وقت واحد
ولإستحالة صدور الكذب عنهم وحاشاهم عن ذلك


وأخيراً :
إنَّ ثُنائيّة النص والتواتر تُشكّل قيمة عقلانية وشرعية عالية جداً

لأنّها ترتكز على نقطة محورية :

وهي عدم إجتماع المُخبرين في وقت واحد
 وإستحالة إتفاقهم على الكذب

وإنتفاء المصلحة من الكذب عندهم

لإختلاف طبقات وأمصار الناقلين للنصوص المتواترة لفظيا ومعنويا


وحتى لو درسنا ثنائية النص والتواتر بطريقة رياضية مادية وفق نظام حساب الإحتمالات


فسنصل يقينا لنتيجة قطعية يقينية
المفاد والهدف


لأنّ الخبر بحد ذاته يُمثِّل قيمة ودرجة في حساب القرائن وتراكمها




وإذا تصفحنا الروايات الكثيرة يتولد عندنا إطئمنان رياضي وعلمي بوجود حقيقة دينية

 وهي إمامة الإمام المهدي

:عليه السلام:
 وحقانيتها .


والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته


مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف:

شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: