: تحذيرُ الإمامِ الصادقِ(عليه السلام) إيّانا مِن مَذّامِ الصفاتِ الأخلاقيّةِ التي يجب أن نجتنبَها في الحياةِ الاجتماعيّةِ والأُسريّةِ – وخاصةً في مواقع القيادةِ والمسؤوليّةِ والإدارةِ والتعليم والوظيفةِ والكتابةِ والتعاملِ مع الآخرين :


: تحذيرُ الإمامِ الصادقِ(عليه السلام) إيّانا مِن مَذّامِ الصفاتِ الأخلاقيّةِ التي يجب أن نجتنبَها في الحياةِ الاجتماعيّةِ والأُسريّةِ – وخاصةً في مواقع القيادةِ والمسؤوليّةِ والإدارةِ والتعليم والوظيفةِ والكتابةِ والتعاملِ مع
الآخرين :
قال: (عليه السلام) في وصيته لأحد أصحابه(عبد الله بن جندب):
(ولا تكن فظاً غليظاًً يكره الناسُ قُربَكَ - ولا تكن واهناً يُحقّركَ مَن عرفَكَ - ولا تشار من فوقك ، ولا تسخر بمن هو دونك )
: بحار الأنوار، المجلسي، ج 75 ، ص 283 :
:1: في هذا المقطع القيّم ينهانا الإمام الصادق(عليه السلام) عن مجموعة من الأخلاق الذميمة ،والتي لها آثارها السيئةِ على الفردِ نفسه ومجتمعه – وهي تدخل في صميم بناء الشخصيّة الإنسانيّة أخلاقيّاً واجتماعيّاً – وينبغي أن نجتنبها في جميع مواقع الحياة في داخل الأسرة وفي السوق والمدرسة وفي أيّ مكانٍ.
:2: وأوّل هذه الصفات الذميمة هي(ولا تكن فظاً غليظاًً يكره الناسُ قُربَكَ) – فالفظاظة ، هي الخشونة والقسوة والحدّة في التعامل مع الآخرين – ممّا تُسَبّب ابتعاد النّاس عن صاحبها ونبذه اجتماعيّاً – ولنعرض أنفسنا على هذه الصفات لنرى حالنا ومدى تجنّبنا لها .
:3: إنَّ أكثر مَن يحتاج إلى اجتناب هذه الصفات الذميمة هُم الّذين يكونون في مواقع القيادة والمسؤوليّة والإدارة – ومقتضى طبيعة الإنسان وإنسانيّته تتطلّب التعامل معه برفق ولين ورحمة لأنّه ينفرَ ممّن يتعامل معه بقسوة وغلظة.
:4: ولهذه الصفات الذميمة دخل وتأثير كبير في عدم نهوض الفرد والمجتمع ، وتضييع للحقوق وغصبها ، وتُسبّب التنافر والتباغض الاجتماعي – فلا بُدّ من تجنّب العنف في التعامل باللسان وبالكتابة وبالفعل والتصرّفات مع الآخرين.
:5: وقد أكّد اللهُ تعالى على مبدأ اللطف والرحمة ورسّخه عمليّاً في مواقع القيادة والإدارة والمسؤوليّة مطلقاً – في الأسرة وفي المجتمع – قال تعالى:(( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159))) آل عمران.
:6: أيًّها الأبُ – احرس على التعامل بلطف ورحمة مع أولادِكَ – بالكلمة الطيبة لكي يحبّوك ويتربوا تربيةً صحيحةً – و يا أيّها الزوجُ : زوجتك بحاجة إلى أن تعاملها برقّة وبلين ومحبّة – عاملها بالطيبة لا بالخشونة واعرف دورها في بيتك – ولا تسلّط عليها لسانك – وأنتِ أيّّتها الزوجةُ كذلك :- زوجكِ مُحَمّل بالهموم وثقل المسؤوليّة فاحترميه وأسمعيه الكلمة الطيبة وعاشريه بالمعروف.
:7: وكذلك الأمر يعني كلّاً مِن المعلّم والمدير والطبيب – ونلاحظ في المجتمع أنَّ ما يسود هو سمة العنف والقسوة والخشونة في التعامل وفي حلّ المشكلات – ونعم بعض الأمور تحتاج إلى الصرامة والحزم في التعامل وخاصةً إذا ما كانت تتبنّى الآراء الفاسدة والعقائد الضالّة ، وذلك من أجل ردعها والحفاظ على نظام المجتمع واستقراره.
:8: وقال(عليه السلام):(ولا تكن واهناً يُحقّركَ مَن عرفَكَ - ولا تشار – أي تعاند- من فوقك ، ولا تسخر بمن هو دونك ) – في هذا المقطع من الوصية ينهى الإمامُ الصادقُ( عليه السلام) الإنسانَ المؤمنَ أن يكون ضعيفاً في شخصيّته وإرادته ومواقفه ، وذلك لكي لا يحتقره النّاس ويستغلونه – بل قد ينقاد إليهم في إرادته وموقفه – وعليه فلا بُدّ له من أن يكون قويّاً في شخصيّته وقراره وموقفه وفكره.
:9: أيضاً ينبغي بالإنسان أن لا يُعاند أو يُخاصم من هو فوقه – وهذا هو مقتضى نظام الاجتماع والحياة – لأنَّ الناس متفاوتون في المراتب والقدرات والخبرات والمسارات – وكذلك أن لا يسخر بمن هو دونه – ممّا يُسبّب له المشكلات – ونعم له أن يناقش من هو أعلى منه ولكن أن لا يعانده لجاجا.
______________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي، دام عزّه ،الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس اليوم, الخامس من جمادى الآخرة 1441 هجري  - الواحد والثلاثين من كانون الثاني 2020م .
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَف .

شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: