المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ
:- توجّه بالأمر المُهمِّ التالي ( وهو ضرورة الركون والاستماع إلى أهل
العقل وأهل الحكمة والمشورة في حلّ المشاكلِ العامةِ سياسيّاً واقتصاديّاً
وأسريّاً واجتماعيّا - وإنَّ تجاوزَهم يف
ضي للندامة )
:1: إنَّ الأمورَ الحياتيّة قطعاً تتشعب سهولةً وصعوبةً ، وينبغي علينا في
جميع مناحي الحياة أن نركنَ إلى أهل العقل وأهل الحكمة ، وأن لا نتجاوز المشورةَ ،
لأنّها تفضي للندامة .
:2: قد يتصوّر الواحدُ منّا أنّه قد أحاط بكلِّ شيءٍ فيبدأ يتصرّف وفق هذا
المنظور غروراً بنفسه واتّكالاً على عقله المجرّد – مع أنَّه يوجَد من هو أفضل منه
وأعقل وأكثر حكمةً .
:3: وإذا كان الأمرُ يعنينا – ولا بُدّ من أن ننجحَ في مسيرة حياتنا العامة
سياسيّاً واقتصاديّاً وأسريّاً واجتماعيّاً – فعلينا أن نرتّب حياتنا بما يضمن لها
سلامة القرار ، وسلامة القرار تحتاج لرويّة.
:4: ممّا يُمَيّزُ أهلَّ العقلِ والحكمة أنّهم لا يعطون رأياً جزافاً ولا
يتعاملون مع انفعالات قد لا تحلّ الإشكال – وإنّما يتميَّزون بدراسة الأمر من جميع
أطرافه ، وإذا قرّروا فيضمنون سلامةَ هذا القرار.
:5: إنَّ الإنسان في بعض الحالات لا بُدّ له من ناصحٍ ومُعَلَِّمٍ وحكيم
عاقل – وهناك أناسٌ يمتازون بقدرتهم على تشخيص المشكلة وإيجاد الحلول الحقيقيّة
لها – وهذا نوع من الرحمة في كلّ مجتمع ( أي وجود أهل العقل والحكمة).
:6: ولجوء الإنسان إلى هؤلاءِ( أهل العقل والحكمة والمشورة) هو بمقدار ما
يجعله على إنقاذٍ من المشكلة التي هو فيها ، ولكن المشكلة ليست في أهل العقل
والحكمة – وإنّما هي في مَن لا يسمع منهم – بل في مَن يدّعي أنّه من أهل العقل
والحكمة ، وهو ليس منهم واقعاً ، وهذا ما يسهم في تغييب الحقائق.
:7: في حال أعلم أنِّي مريضٌ ، ولستُ مختصّاً بعلاج نفسي ، وهنا لا بُدّ من
أن أعرض نفسي على طبيب حتى أسمع منه وأتعالج ، وإذا لم أسمع منه ولم أكترث فسأبقى
مريضاً وإن توهمت أنٍّي شُفِيت.
:8: كُلٌّ منّا يحتاج لمشاورة الآخرين – لما عندهم من أهليّة ومعرفة وبصيرة
وخبرة – وأهل المعرفة والعقل والحكمة لهم تجارب تنفع في اتخاذ القرار – ومِن الإنصاف
النفسي الاستماع إليهم – كما نختار الطعام الجيد ، فعلينا أن نختارَ الفكرَ الجيد
لأنفسنا ونعمل بما نستمع له منهم.
:9: على الإنسان أن يعرف حجمه الواقعي – لأنّ بعضَ المرآة لا تعطيه صورته
الحقيقية ، وقد تُضخّمها فتكون مزيّفةً – وهكذا الحال في التعامل مع الأمور فستكون
مدعاةً للتأثير سلباً إن لم يستشير أهلَ العقل وأهل الحكمة – فكلّنا يحتاج إلى مَن
يُنبّهه ويستشيره في كيفيّة الخلاص من المشكلة ، والإنسان العاقل هو مَن يحصل على
الحلّ ويعمل به ، وسيُوفّق إذا عملَ بما قيل له.
: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ
, اليَوم, الجُمْعَة ،الثلاثون من ربيع الآخر 1441 هجري - السابع والعشرون من كانون
الأوّل 2019م - عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة السيِّد
أحمَد الصافي، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ
.
___________________________________________
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجفُ
الأشرف
0 التعليقات:
إرسال تعليق