:: المَرجَعيَّةُ
الدِّينيَّةُ العُليَا الشَريفَةُ ::- تُقدّمُ جواباُ قويماً عن سؤالٍ – ألا وهو كيفيّة
تَشَكُّل المنظومةِ المعرفيّة عند الإنسان ؟ وتدعو إلى ضرورة اتقا
ن ثقافة استعمال
أدوات تحصيل المعرفة والثقافة مِن المنظومة الالكترونيّة الجديدة مع الحفاظ على
أهميّة الكتاب والمعلّم والتربية الأسريّة :
:: إنَّ
الإنسانَ عندما يولدُ يأتِي إلى الدنيا
وقطعاً سيتعلّم ، ليكون حاله ليس كحال بدايات حياته وولادته – ونحن نتحدّث بحديث
اجتماعي عام ، ولا نتحدّث عن المدارس الفكريّة والثقافيّة والفلسفيّة والتي لها مُتبنياتها
الخاصة بها.
:: ومن أهمّ
آليات تشكيل المنظومة المعرفيّة والثقافيّة عند كلّ واحدٍ منّا :: هي :-
:أوّلاً : - آليّة الكتاب – والذي يمكن أن يقرأه الإنسان
ويقتنيه لما فيه من منفعة أو قد يحضر في مجالس عامة تناقش ما في الكتاب من مضمون –
والكتابُ هو الركيزةُ المهمّة في بناء المنظومة المعرفيّة.
:ثانياً : آليّة المُعَلّم :- فالإنسان يأخذ ويتعلّم من
مُعلّمه ويزداد معرفةً وثقافةً منه وبالمقدار الملائم والطبيعي – ولا زال المُعلّم
يُمثّل قيمةً كبيرةً في تشكيل الأداة المعرفية والتحصيل.
:ثالثاً : - التربية
الأُسريّة :- والتي تتمثّل بدور الأبوين وتجاربهما بتقديم الزاد المعرفي والثقافي
لأبنائهم .
وهذه هي الآليات
المعروفة قديماً في تحصيل المعرفة وتشكيلها – الكتاب والمُعلّم والأسرة – هذا هو
الوضع الطبيعي.
:: واليوم
بالإضافة لهذه الآلياتِ بدأت ثقافتنا المعرفيّة ومنظومتنا الفكريّة تتشكّلُ وفق
أدوات جديدة عبر المنظومة الألكترونية وكمها المعرفي الهائل وثورتها المعلوماتية
الكبيرة المُتمثّلة بالانترنت وعموم مواقع
التواصل الاجتماعي والصفحات .
:: ولكن ما ينبغي
التنبيه عليه في التعاطي مع هذه الأدوات المعرفيّة الجديدة :- هو أنَّ هذه الآليات
فيها النافع وفيها الضار مثلها مثل الكتاب ، وقد تقدّم معلومات مشوّهة ومتناقضة
بين فترة وأخرى – وهي لها القدرة على التأثير السلبي على شريحة الشباب وعلى مَن لم
يتعلّم وفق علم سابق أو بحسب آليات الكتاب والمُعلّم والأسرة .
:: وإشكاليّة تحصيل
المعرفة من هذه المنظومة الالكترونية تكمن في أنّها غير معروفة الهوية والثقافة ،
وتمرّ بحالات من التشويش الفكري والمعرفي.
:: ولقد باتت هذه
الثقافة أسهل تناولاً ولكنّها أخطر تأثيرا – لأنَّ مُتبنايتها الفكريّة غير رصينة
وفيها تناقض سرعان ما ينكشف بين فترة وأخرى.
:: وقد أخذت
طابعَ التجاوز على حرمات النّاس ، وسهّلت رميهم بالموبقات
بلا تثبّت أو مراجعة أو تأمّل لخطورة ذلك.
:: وأصبحت هي
المعيار في التزكيّة والمدح والقدح والذّم – وهذه ثقافة هجينة
لا أصل لها – تُخالف الآليات الصحيحة والطبيعة
لمنظومتنا الأخلاقيّة والمعرفيّة والقيميّة – وتظهرُ فيها استعمالات لألفاظ نابيّة
لا يستحسنها الذوقُ العام وتخوض معاركَ نابيَةً في ذلك.
:: إنَّ وجود
آليات المعرفة الأصيلة من الكتاب والمُعلّ والأسرة يُقّومُ الخللَ الذي يُمكن أن
يقعَ عند التلميذ – خلل في اللسان أو في الكتابة أو في الفكر .
:: وقد يجدُ بعضُ
الناس في المنظومة الالكترونيّة ما يُمكّنه مِن سلخ حياءِ نفسه أمام نفسه فيصنع ما
يشاء - وقد أصبح البعض يتعبّد بهذه الأجهزة وما تقوله له .
:: وفي الواقع نحن نحتاج إلى مُرشد ومُعلّم في
توجيهنا لكيفية استعمال هذه الأجهزة وثقافة التلقي منها – وهذا الدور تتكفّل به
الأسرة – الأبُ عليه أن
لا يترك ابنه دون توجيه – والأمُّ عليها أن
توّجه ابنتها في حسن الاستعمال –
لا أن تترك
الأمور دون مُراعاة بحجّة زيادة المعرفة والاطّلاع.
:: وإذا لم
تُراعى الآليات الصحيحة في تشكيل المنظومة المعرفية والثقافية وفق
ما هو معروف وضمن الاستعمال السليم للجديد منها
فستُهدّد منظومتنا الفكريّة والثقافيّة والأخلاقيّة .
______________________________________________
:: أهمُّ مَا جَاءَ
في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ،
السابع والعشرون من
شعبان1440 هجري – الثالث من أيّار ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة
السيِّد أحمَد الصافي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني
المُقَدّسِ ::
___________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى
عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .
:كَتَبْنَا بقَصدِ
القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
___________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق