بَيَّنَتْ المَرجَعيَّةُ
الدينيّةُ العُليَا في النَجَفِ الأشرَفِ ,
اليَومَ , الجُمْعَةَ
, الرَابعِ والعشرين مِنْ صَفَر
,1438 هجري,
المُوافقَ ,ل,
الخَامِسِ والعشرين مِنْ تشرين الثاني ,2016م ,
وعلى لِسَانِ , وَكيلِها
الشَرعي , السيد أحمد الصافي, خَطيبِ ,
وإمَامِ الجُمعَةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
نَحْمدُ اللهَ تَعَاَلى
لَقَدْ انتَهَتْ زِيَارَةُ الأربَعين الشَريفَةِ , فِي هَذَا العَام ,
وبأعدَادٍ مِليوَنيّة
وفِي ظُروفٍ جَيّدَةٍ , ونَودُّ الإشَارَةَ إلى أمورٍ ثَلاَثَةٍ :
- الأمرُ الأوَّلُ –
__________
إنَّ الشَعْبَ
العرَاقي النَبيلَ , وَكَمَا عَوّدَنَا
, قَد بَذَلَ كُلَّ مَا بِوِسْعِه فِي سَبيلِ
إنجَاحِ هَذه الزِيَارَة ِالشَريفَةِ
, وبالرغمِ مِنْ كُلِّ مُعانَاتِه وآلآمِه ,
ولَكِن تَناسَاهَا وتَغافَلها ,مُسَطِّراً
بذلك تَاريخاً مُشرِقَاً يُضَافُ
إلى سِجِلّ تاريخه ومَا أجوَدَه وما أسمَاهُ وما
أصبَرَه .
, فهو شَعْبٌ مِعطَاءٌ
ومِضيَافٌ ومُجَاهِدٌ , حيث يَندرُ أنْ تَجِدَ شَعبَاً مِثله ,
إذ سَعى بِكُلِّ
شبابِه ورجَالِه ونِسَاءِه لخِدمَةِ ضيوفه
مِنِ داخِلِ العرَاق وخَارجِه
, وبِسخَاءً لا يُوصَفُ مَعَ الدّقَةِ في تنظيمِ هَذه
الأمورِ ,
والتي قد تَفتَقِدُ تنظيمها الدُّوَلُ المُتقَدّمَةُ .
مع مُلاحَظَةِ أنَّ
العِبءَ كان ثقيلاً جِدّاً , ولكن الجَميعَ تَحملوه ,
وبرحَابَةِ صَدرٍ
, ولا بُدّ مِن أنْ نَشكُرَ كُلَّ مَنْ سَاهَمَ بإنجاحِ الزيارةِ
, ولا سيما القُوّاتُ الأمنيّةُ والشرطَةُ ومَنْ سَاندَهم
مِنْ الإخوة ِالمُتطوعين
لِحِفظِ الأمنِ , وأما أصحابُ مَواكبِ الخِدمَةِ , فكانَ
دورُهم هو الأبرَزُ
في إنجاحِ الزيارةِ , فجزاهُم اللهُ خيرَ جزاءِ المُحسنين.
إنَّ هذا الشَعبَ
هو أرفعُ وأسمَى وأمنعُ مِنْ أنْ تنالَه إشاعَةٌ هُنا
أو أكذوبة هناك , فهو شَعبٌ وَاثِقٌ مِنْ نفسِه
, أصيل في قِيمَه
ومُحافِظٌ عَلَى هويتِه.
وإنَّ الإرهابيينَ
لَمّا لم يَتسنى لهم استهدَافَ الزوّارِ الكِرَامِ في يَومِ الأربعين ,
ليَقظَةِ
القُوّاتِ الأمنيّةِ , استهدفوا جَمعَاً منهم , في مَحَطةِّ الوقودِ في نَاحيّةِ الشُومَلي
في الحِلّةِ ,
فَيَا لَبُؤسَهم
وخِسّتهم , ويَقيناً أنّ إرهابهم لَيَزيدَ عُشّاقَ الإمَامِ الحُسَينِ ,عَليه السَلامُ,
إصرَارَاً
على زِيَارَتِه ,وتَمَسُّكاً بِمَنهَجِه .
وأمّا هؤلاءُ المُجرمُون
فَسينالون جَزائَهم في سَاحَاتِ القِتَالِ
على أيدي مُجاهِدينَا
الأبطَالِ.
- الأمرُ الثَانِي -
________________
إنَّ الإخوَةَ
الأعِزّاءَ الذين يُقَاتِلونَ في سُوحِ الوَغَى ويُرابِطون ,
كَانوا قبل ذلك يُشَارِكون
إخوَانَهم في هذهِ الزِيَارةِ ,
وهم ألآن في وَضعٍ
آخرٍ , إذ يُدَافِعونَ عَن البلاَدِ والعِبَادِ ,
ضدّ العدو
الدّاعشي الأثيم, وقد استفادوا مِنْ برَكَاتِ هذه الزِيَارَةِ ,
الشيءَ الكثيرَ ,
فَأفَاضَتْ عليهم بِروحِ الشجَاعَةِ والبَسَالةِ والإقدَامِ ,
حَمَاهم اللهُ تَعَالى
وسَدّد َرَميتهم ونَصَرَهم نَصراً عَزيزَا.
وهُم وإنْ حُرموا
مِن الزيَِارَةِ ,ولكن قد نَالوا مِنْ بركاتِها الثَوَابَ الأعظمََ ,
وإنَّ كثيراً مِنْ
الزِوّارِ الكرامِ , قد أشركوهم في زيارتِهم وأجرِهم ,
(فَيَا ليتنا كُنّا
مَعَهم) .
- الأمرُ الثالثُ –
___________
إنَّ هَذه الزيَارَةَ
الشَريفَةَ ليس لها نظيرٌ مِن حَيث الخِدمَةِ والوفادَة ِ,
داخلياَ وخارجياََ
, وفِعلاً إنّها زيَارَةٌ مليونيةٌ بِحَقٍّ .
وقَد بَلغَ عَددُ
الزائرين الكرامِ المُشَاةِ فقط , مِنْ يَومِ السَادِسِ مِن صَفَرٍ
إلَى يَومِ العشرين
منه ,ومِن مَحَاورَ –
الحِلة – بغداد – النجف الأشرف –
بَلَغَ العَدَدُ
وبِحَسَب إحصاءِ الكاميراتِ المَنصوبةِ في أوقاتِ النهارِ ,
مَا يَفوقُ الأحَدَ
عَشَر مِليونَاً ,
فَضلاً عَن الأعدَادِ
التي تَمشي في الليلِ أو التي جَاءَتْ بوَسَائِطَ النَقلِ
ولم نَتمَكن مِن عَدّهَا.
____________________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى
عَلي الحِليّ –
____________________________________________
الجُمعَةُ – الرَابِعُ
والعشرون مِنْ صَفَر - 1438, هجري .
الخَامِسُ
والعشرون مِنْ تشرين الثاني - 2016 م .
___________________________________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق