((وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا))(51)الكهف.
إنَّ مِنْ جُمْلَةِ القِيَمِ الحَقَّةِ التي قَدّمَهَا الإمَامُ الحُسَينُ , عَلَيه السَلامُ ,للذين لم يَحْسِموا أَمرَهم بالكَونِ مَعَه
,اعتِقَادَاً ونُصرَةً وعَمَلاً وسَبيلاً , قُبيلَ يَوْمِ العَاشِرِ مِنْ المُحَرّمِ الحَرَامِ ,لسَنَةِ 61 , هجري.والتي يَنبغي بِنَا , وَعيهَا وتَلقيها تَلقيّاً صَالِحَاً ,ومُثْمِرَاً , هي قِيمَةٌ ومَقولَةُ القُرآنِ الكَريمِ في قولِه تَعَالَى :((وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا))(51)الكهف.و جَانَبوا الحَقَّ وأهلَه ولم يَتّبِعوه ,بل ضَلّوا السَبيل َ,عِنَادَاً وإخلادَاً إلى الأرضِ.كَمَا فَعَل عبيدُ اللهِ بن الحُرّ الجَعفي( قَائِدٌ يُلَقّبُ بالفَارِسِ الفَاتِكِ مِنْ أهلِ الكوفَةِ), والذي قَدّمَ بَدَائِلَ ومَعَاذيرَ بين يَدَي الإمَامِ الحُسَين , وأضمَرَ لَه الخذلانَ في نَفسِه وامتَنَعَ عَنْ نِصرَتِه .( ثُمّ سَارَ الحُسَين , عليه السَلامُ, حتَى نَزَلَ القطقطانة (مَوضعٌ قَريبٌ مِنْ الكوفَةِ) ،فَنَظرَ إلى فِسطَاط مَضروبٍ ،فقال : لِمَنْ هذا الفِسطَاطُ ؟فقيلَ : لعُبيدِ اللهِ بن الحُرّ الجعفي , فأرسَلَ إليه الحُسَين ,فقال : أيُّهَا الرَجِلُ ، إنّكَ مُذنبٌ خَاطئٌ , وإنّ اللَه عَزّ وجَلّ ,آخذُكَ , بِمَا أنتَ صَانعٌ , إنْ لم تَتب إلى اللهِ ,في سَاعتِك هذه ، فَتَنصرَني ,ويكون جَدي شَفيعكَ بين يديّ اللهِ ,فقالَ : يا بن رسولِ اللهِ ، واللهِ لو نَصرتُك لكُنتُ أولّ مَقتولٍ بين يديك ، ولَكن هذا فَرَسي خُذه إليكَ ، فو اللهِ ما ركبته قَطٍوأنا أرومُ شيئاً إلاّ بَلغته ، ولا أرادني أحَدٌ إلاّ نَجوتُ عليه ، فدونكَ فَخُذه .فأعرَضَ عنه الحُسَين , عليه السَلامُ , بوجهه ، ثم قال :لا حَاجَةَ لنا فيكَ ولا في فَرَسِك ، وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ، ولكن فِرْ ، فَلا لَنَا ولا عَلينا ،
فإنّه مَنْ سَمعَ واعيتِنا أهلُّ البيتِ , ثم لم يَجبنا, كَبّه اللهُ على وجهِه في نارِ جَهنم ): الأمَالي , الشَيخُ الصَدوقٌ ,ص219.
عن مرتضى علي الحلي
0 التعليقات:
إرسال تعليق