وَجَّهَتْ وذَكّرَتْ المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا في النجفِ الأشرفِ

وَجَّهَتْ وذَكّرَتْ  المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا في النجفِ  الأشرفِ  , اليوم , الجُمعة , السَابعِ , مِنْ رجبِ الحَرامِ ,1437 هجري ,
الموافقِ , ل ,  الخامِس عَشر , مِنْ , نيسان   ,2016م .
وعلى لسانِ  وكيلها الشرعي  , السَيِّد أحمَد الصَافي
, خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ  الحُسَيني الشريفِ.
الحُكّامَ والمَسؤولينَ بمجموعةٍ مِنْ التوصيّاتِ المُهمّةِ في عهدِ الإمام علي – عليه السلام – إلى مَالكِ الأشتر النخعي
 حينما ولاّه مِصرا , وبيّنَ وكيلها الشرعي أنّ المَعني بالخطابِ هو مالكُ النوعي , لا الشخصي ,

فكُلُّ حاكمٍ في مَوقعِ المَسؤوليّةِ 
مَعني بهذا العَهدِ فَهماً وعَمَلاً ,ومَنْ لم يَجعَلَه وَرَقةَ عَمَلٍ فسَيفشَلُ .

(ثُمّ اعلمْ يا مَالكُ أنِّي قَدْ وَجّهتُكَ إلى بلادٍ , قد جَرَتْ عليها دولٌ قَبلَكَ مِنْ عَدلٍ وجَورٍ , وأنَّ الناسَ ينظرون

مِنْ أمورِكَ في مِثلِ 
ما كُنتَ تَنظرُ فيه مِنْ أمورِ الولاةِ قَبلَك ، ويقولون فيكَ ما كُنتَ تقولُ فيهم

,وإنّما يُستَدلُ على الصالحين , بما يُجري اللهُ لهم على ألسنِ 
عباده  )
إنَّ مَالكَ أو الحَاكمَ كانَ قَبْلَ تَوَليّه المَوقعَ واحداً مِنْ الرعيّةِ والشَعبِ
وعند توليه المَوقعَ أو المَنصبَ يكونُ موظفاً , تنظرُ إليه العامَةُ أو الناسَ على أنّه مَسؤولٌ عنهم

ويريدون منه أشياءً , كان هو يريدها مِنْ الحَاكمِ 
 مِنْ قَبْلِ ذلك .

وعليه أنْ لا يَستخفَ بمَطالبِهم و لا يقولَ عنهم أنّهم لا يفهمون ,خاصةً ومَطالبهم أمورٌ طبيعيةٌ .
(وأنَّ الناسَ ينظرون مِنْ أمورِكَ في مِثلِ  ما كُنتَ تَنظرُ فيه مِنْ أمورِ الولاةِ قَبلَك ، ويقولون فيكَ ما كُنتَ تَقولُ فيهم )

فأنتَ أيّها الحاكمُ والمسؤولُ كُنتَ في يومٍ ما , تقولُ فلانٌ ظَالمٌ فلا تَكنْ ظالِماً .
افعَلْ الفِعلَ الذي كُنتَ تريده مِنْ الحَاكِمِ
وتَجَنّبَ الفعلَ الذي كنتَ لا تُريده مِنْ الحَاكِمِ

(ثُمّ انظرْ في أمورِ عُمّالِكَ , فاستعملهم اختبارا  ، ولا تُولِّهم مُحاباةً وأثرةً ، فإنهما جُماع مِنْ شُعبِ الجَورِ والخيانةِ

، وتَوخَ منهم أهلَ 
التجربةِ والحَياءِ مِنْ أهلِ البيوتاتِ الصَالِحةِ)

إنَّ الإمام علي – عليه السلام – قد حَدَدَ لواليه مَالكِ الشخصي والنوعي وحُكّامِ الوقتِ ,

كيفيّة اختيارِ العُمّال – المُحافظين – الوزراء – وغيرهم .

على أسَاسِ الاختبَارِ والجَدارةِ والكفَاءةِ والنَزَاهَةِ
لا على أسَاسِ المُجاملة والصَداقةِ والقرابةِ , دون ضوابطٍ ومعاييرٍ قويمةٍ وسليمةٍ.
فتعيين المَسؤولين والوزراء وغيرهم ينبغي أنْ يكونَ على أُسسِ الاختبارِ والفَحصِ والكفاءةِ الأخلاقيةِ والعلميةِ والإداريةِ .

وإلاّ , إذا ما خَالفَ الحَاكمُ أو الرئيسُ تلكَ المَعاييرَ الحقّةَ
, فإنّه سيكونُ جائراً وخائناً بحَسبِ تعبيرِ أميرِ المؤمنين – عليه السلام –
(ولا تُولِّهم مُحاباةً  وأثرةً ، فإنهما جُمَاعٌ مِنْ شُعبِ الجَورِ والخيانةِ)

ويؤكّدُ الإمامُ علي – عليه السلام – لمالكِ الشخصي والنوعي
 ولكُلِّ حاكمِ على وجه الأرضِ , التوخيَ والحَذَرَ في اختيارِ المَسؤولِ .
(وتَوخَ منهم أهلَ التجربةِ والحَياءِ مِنْ أهلِ البيوتاتِ الصَالِحةِ)

وهنا يَجبُ أنْ يكونَ الاختيارُ على أساسين رئيسين هما 
1- التَجربةُ ( العُنصرُ الإداري والعلمي والمَهني والتخصصي )
2 –الحَياءُ ( العُنصرُ الأخلاقي والمُحتوى القيَمي في شخصيةِ المَسؤولِ )

اخترْ مَنْ نجحَ في تجربة الحُكمِ والإدارةِ والمسؤوليةِ  و لا تحاولُ عَزله ما دَامَ مُجرّباً, وعنده حياءٌ وأخلاقٌ وعفّةٌ وأصولٌ .

و لا تَعتمدُ في الاختيارِ على نفسكَ  وظنّكَ  وفرَاسَتكَ  واستحسانكَ وميولكَ
لأنّ مَنْ ستختارهم وفق ذلك, ربما يعرفون التَصنّعَ والتكلّفَ والنفاقَ والخديعةَ وستُخدعُ بهم .

(ثُمّ لا يَكُنْ اختيارُكَ إيّاهم على فراستِكَ و استنامتك (استأناسك)   وحُسنِ الظنِ مِنكَ ،

فإنّ الرجالَ يتعرفون لفراساتِ 
الولاةِ , بتَصَنعهم وحُسن خدمتهم  ، وليس وراء ذلك مِن النصيحةِ
والأمانةِ شيء ، ولكن اختبرهم بما ولُّوا للصالحين قَبلك
 فاعْمَدْ لأحسنهم كانَ في العامةَ أثرا ، وأعرفهم بالأمانةَ وجهَاً )

ولا تنخدعُ أيّها الحاكمُ  بالمُتكلفين والمُتصنعين والمُظهرين لكَ حُبّ الوطنِ والشَعبِ

,وإنّما اخترهم على أساسِ التجربةِ والاختبارِ .

اخترْ مَنْ كانتْ له خبرة وتجربة في حُكمِ الصَالحين , ومَنْ خدمَ العامةِ ونفعهم .
الأمناءُ , العارفون بوجوه الأمانةِ  وصيانتها .
_________________________________   

تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ .
_________________________________  

عَجّلَّ اللهُ تعالى فَرَجَ إمامنا المَهدي في العالمين مِنْ قَريبٍ
وجَعلنا مِنْ أنصاره الذابيِّنَ والمُستَشهَدين بين يديه .
وحَفَظَ ونَصَرَ حَشْدَنَا المُقَاوِمَ يا اللهُ .
________________________________  
الجُمعةُ  - السَابعُ مِنْ رَجَبٍ الحَرَامِ ,- 1437 هجري .
الخامِسُ عَشَر من نيسان   -2016م .
_______________________________  

شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: