يا لثارات الحُسَين

يا لثارات الحُسَين
____________
 


لقد وردَ هذا الشعارُ  الشهيرُ

(عن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) -  في حديث في أصحاب القائم ( عليه السلام ) - 

قال :  ( وهم مِن خشية الله  مشفقون ، يدعون بالشهادة ، ويتمنون أنْ يقتلوا في سبيل الله ،

شعارهم : يا لثاراتَ الحُسَين ( عليه السلام ) ، إذا ساروا يسيرُ الرعبُ أمامهم مسيرةَ  شهرٍ  ) 

: مُستدرَك الوسائل , الطبرسي ,ج11,ص114.



1-  فلسفة الشعار  - ( يا لثاراتَ الحُسين) 

من المعلوم أنّ  لا يكون رفعُ الإمام المهدي ( روحي فداه)  لهذا الشعار من مُنطلق الانتقام

الشخصاني المعهود عرفاً  عند عامة البشر .

وإنما سيكون رفعُ هذا الشعار بعنوان الانتقام و الثأر للقيم الحقة التي ضيعتها أنظمة  الظالمين والطغاة.

  والتي من أجلها استَشهدَ الإمامُ الحُسين( عليه السلام) والذي هو   الآخرُ  راحَ ضحيتها .

إنّ هذا الشعارَ الشريف يستبطن في ذاته القصاصَ العادلَ  من التيارات المُنحرفة .

والتي شكّلتْ خطاً مُستمراً لمناهج الظالمين التي أسس لها النظام الأموي 

ومَن يقفُ خلفه كخطٍ معادٍ لرسالة الله تعالى ولنظام الإمامة المعصومة 

والذي أسهمَ بشكل مباشر في دفع الأئمة المعصومين ,  عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها

 كما نصتْ الروايات الصحيحة على ذلك 

 (فلعن ألله أمةً دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم ألله فيها)  



و لا مانع شرعا و لا عقلا مِن أنْ يُمارسَ الإمامُ المهدي  ( روحي فداه)   دور ولي الدم  

والثأر للحُسَين  ( عليه السلام)  ويقتصَ من قتلته الحقيقين 

وقد وردت الروايات  المعتبرة في شأن ذلك

2 -  رمزية الشعار -   ( يا لثارات الحُسين  )

   قد يرمزُ هذا الشعارُ الشريفُ  بعنوانه إلى ضرورة تحقيق  أهداف الإمام الحُسين( عليه السلام)  

المٌقدّسة كالإصلاح وبسط العدالة والقضاء على رموز الشر والفساد والظلم البشري والتي سعى لتحقيقها

و فداها بدمه الطاهر كشجرة طيبة خالدة في هذه الحياة .

3 -   دلالة الشعار -

قطعاً أنّ الدلالة المُنفَهِمة من هذا الشعار الشريف بحسب الظاهر اللفظي

 هو الاقتصاص العادل والمشروع 

إما من نفس قتلة الإمام الحُسين ( عليه السلام)   إنْ أمكنَ ذلك على يد الإمام المهدي (روحي فداه )

 أو الانتقام من نفس التيار المُنحرف والظالم والفاسد ,  والذي هو امتداد لنفس التيار الضال

  الذي قتل الإمام الحُسين  (عليه السلام)

4 -  أما كيفية العمل لتطبيق هذا الشعار .

إنْ كانَ المقصودُ من ذلك إيّانا  نحن  المُنتَظِرون .

 فتكليفنا العقدي والشرعي  يقتضي رفضَ ومحاربة الثقافات المنحرفة والعقائد الضالة رفضا علميا وعقلانيا وعمليا .

والعمل على توطيد القيم والأفكار الحقة ونشرها قدر المستطاع 

فكلُّ ذلك ممكن أنْ ينطبقَ عليه هذا العنوان ( الشعار )

وإنْ كان المقصود في وقت ظهور الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف)

فذلك التطبيق موكول إليه   فهو وليٌّ الدم وصاحب الثأر الحق .

وفي الرواية المُعتبرة ورد هذا المعنى نصاً :

( سألتُ ( الراوي )  عن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) 

في قوله تعالى : ((وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)) (33) الإسراء .

قال :

ذلك قائم آل محمد ، يخرجُ فيقتلُ بدم الحسين ( عليه السلام )

، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مُسرفا ، وقوله : ( فلا يسرف في القتل )

لم يكن ليصنع شيئا , يكون سرفا  .

ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يقتلُ والله ذراري قتلة الحسين ( عليه السلام ) بفعال آبائها )

: كامل الزيارات , ابن قولويه ,ص136.

_______________________________________________________


ربيِّ عجّل لوليكَ الإمام المَهدي الفرجَ في العالمين من قريب

بحق محمد وآله المعصومين

وانصر واحفظ جُندكَ وحشدكَ المُقاوم في الميدان يا الله


_______________________________________________________


الحَشدُ الشعبي المُقاوم في الميدان

الثالثُ عشر من ذي الحُجّة الحرام,1436 , هجري.


______________________________________________________
شاركه على جوجل بلس

عن مرتضى علي الحلي

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات: