: المُقوِّمَاتُ الأساسيَّةُ للإيمانِ الصحيحِ والعَمَلِ المُستَقيم
:
في مَقطعٍ قيّمٍ يُقدّمُ لنا الإمامُ جعفرُ الصادقُ( عليه السلام
) في
وصيّته ثمةَ مُقِّوماتٍ مُهمّة جِدّا ، وهي : (وارج اللهَ رجاءً لا يُجرّئكَ على معصيته
، وخِفه خوفاً لا يُؤيِّسكَ مِن رحمته ، ولا تغتر بقولِ الجاهل ولا بمدحه فتكبر وتجبر
وتعجب بعملكَ ، فإنَّ أفضلَ العملِ العبادةُ والتواضعُ ، فلا تُضيّع مالكَ وتصلح مالَ
غيرك ما خلفته وراءَ ظهرك ، وأقنع بما قسمه اللهُ لكَ ، ولا تنظر إلّا إلى ما عندكَ
، ولا تتمنَ ما لستَ تناله ، فإنَّ مَن قنعَ شبع ، ومَن لم يقنع لم يَشبع ،)
: بحار الأنوار ، المجلسي ، ج75 ،ص 283 :
:1: إنَّ هذه المقوماتِ الأساسيّةَ تركّز على أن لا يكون المؤمنُ مُفرِطاً
برجاءِ رحمة الله تعالى ، بحيث يتجاوز حدودها بارتكاب المعاصي والذنوب ، ويُسوّل
له الشيطان ذلك ويدفعه للتساهل والتجري.
:2: نعم إنَّ اللهَ أرحمُ الراحمين ، ولكن هذا لا يكون مُبرّراً للتجاوز في
المعصية – بل يجب علينا أن نخافَ اللهَ في حسابه وعقابه.
:3: وفي جانب الخوف من الله تعالى ينبغي بالمؤمن أن يشعر بذلك –
ولا ييأس من رحمة الله إذا ما ارتكب معاصيَ وذنوباً وسَوّل له الشيطانُ عدمَ
جدوى توبته – فالمطلوب الموازنة بين الخوف والرجاء على حدّ سواء.
:4: ثُمّ قال : (عليه السلام)( ولا تغتر بقولِ الجاهل ولا بمدحه فتكبر وتجبر
وتعجب بعملكَ ، فإنَّ أفضلَ العملِ العبادةُ والتواضعُ) .
إنَّ بعض الناس يمنّ اللهُ عليهم بعلمٍ
ما أو بذكاء أو بمال أو بسلطة أو بصفات كمال حسنة – وهذه الصفات تجعلهم في معرض المدح والثناء .
وهنا يُحذّر الإمامُ الصادقُ مِن الاغترار بمدح المادحين وخصوصاً
بالباطل والكذب والسعي لتحقيق مكاسب شخصيّة – ويؤدي ذلك أيضاً إلى الاعتداد بالنفس
والتكبّر والظلم.
:5: إنَّ من أسباب تكبّر أصحاب السلطة وتماديهم في الظلم هو مدحهم الكاذب
والمُبالغ فيه – فينبغي الدقة في المدح والثناء في القول أو الكتابة .
:6: من الضروري الانتباه إلى الدوافع والقصود من وراء المدح والثناء ، وذلك
تجنّباً لإيقاع الممدوحين في الضلال والتكبّر والتجاوز في الظلم.
______________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى التي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي
الكربلائي، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في
الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس اليوم, الثالث والعشرين من ربيع الآخر 1441 هجري
- العشرين من كانون الأوّل 2019م .
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق